بسبب الرفع الجزئي لقيود الحجر.. قفزة في أسعار النفط، والجزائر تقلص انتاجها
    

ارتفعت أسعار النفط اليوم، وسط آمال في أن تساعد تخفيضات الإنتاج التي تنفذها دول منتجة للنفط، والرفع الجزئي لقيود الحجر الصحي، في تحقيق توازن بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية.

وصعدت العقود الآجلة لمزيج “برنت”، بحلول الساعة 09:15 بتوقيت موسكو، بأكثر من دولار (3.41%) إلى 32.19 دولار للبرميل.

فيما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف بنسبة 2.47% إلى 28.24 دولار للبرميل، وفقا لبيانات موقع “بلومبرغ”.

وتتجه أسعار النفط لإنهاء تداولات الأسبوع على ارتفاع، لتسجل بذلك صعودا لثالث أسبوع على التوالي.

ومنذ مطلع الأسبوع الجاري صعد مزيج “برنت” بنحو 3%، أما الخام الأمريكي فقد ارتفع بنسبة 13%.

ولقيت الأسعار دعما من إعلان السعودية والكويت والإمارات عن تخفيضات طوعية إضافية في إنتاج النفط في شهر يونيو القادم، غير تلك المنصوص عليها في اتفاق مجموعة “أوبك+”.

كذلك لقيت الأسعار دعما من تقرير وكالة الطاقة العالمية، الذي توقع انخفاض الطلب على النفط في 2020 بمقدار 8.6 مليون برميل يوميا، بدلا من توقعات سابقة أشارت إلى 9.29 مليون برميل يوميا.

وعلقت على ذلك الخبيرة فاندانا هاري، مؤسسة “فاندا إنسايتس” في سنغافورة: “أصبحت معنويات السوق متفائلة بحذر، وأتوقع أن تظل على هذا النحو إذا لم يحدث هناك تراجع خطير فيما يتعلق بتحسن الوضع الوبائي في العالم”.

ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن الخبيرة قولها: “توقعات الطلب مع ذلك تظل متقلبة، ويتابع التجار بتوتر ما يحدث بعد فتح الاقتصادات”.

من جهته قال سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة “بترول أبوظبي الوطنية” (أدنوك) إن أسواق النفط ستستعيد التوازن بمرور الوقت، مضيفا أن هناك مؤشرات على أنها تشهد تقلصا في الفجوة بين العرض والطلب في الأسابيع الأخيرة.

وأوضح قائلا: “فيما يتعلق بالنفط، هناك مؤشرات على أن السوق تشهد شحا في الأسابيع الأخيرة. اتفاق (أوبك+) والتخفيضات الطوعية خارج (أوبك+)، وإغلاقات الإنتاج كلها تعمل معا لبدء إعادة التوازن للسوق”.

الجزائر تقلّص انتاجها النفطي التزاماً باتفاق “أوبك+”

رئيس مؤتمر “أوبك+” محمد عرقاب يؤكد أنّ الهدف الأساسي من تقليص دول “أوبك” إنتاجها النفطي الوصول إلى تحقيق نسبة امتثال تفوق الـ 100 بالمائة لجميع الدول، في ظلّ تراجع حاد في الطلب بسبب فيروس كورونا.

قلصت الجزائر التي ترأس مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك+)، إنتاجها النفطي وفقا لاتفاق أوبك، الموقع في 12 نيسان/ إبريل الماضي. وأعربت عن ثقتها في أن تحترم جميع الدول الموقعة على الاتفاق التزاماتها في خفض الانتاج.

وجاء في بيان لوزارة الطاقة الجزائرية ورئيس مؤتمر أوبك محمد عرقاب أن “الجزائر خفضت إنتاجها من النفط تطبيقا لاتفاق 12 نيسان/ إبريل”.

وكانت الـ 13 دولة عضوة في  منظمة أوبك+ و 10 دول غير أعضاء الموقعة على إعلان التعاون أبرموا في 12 نيسان/ إبريل اتفاق خفض الإنتاج الذي وصف بـ “التاريخي”. وقد دخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في الأول من أيار/ مايو الجاري.

كما جدد رئيس مؤتمر أوبك+ تأكيده أن “الهدف الأساسي هو الوصول إلى تحقيق نسبة امتثال تفوق الـ 100%  لجميع الدول”.

عليه، هنأ عرقاب الدول المنتجة التي أعلنت مؤخراً عن تخفيضات طوعية إضافية في الإنتاج،  معتبراً أنّ هذه الإجراءات الطوعية سيكون لها “بدون شك تأثيراً إيجابياً على السوق وستسمح بتسريع استعادة استقرارها “.

وكانت 3 دول من منظمة أوبك أعلنت في بداية الأسبوع الجاري عن تخفيضات طوعية في الإنتاج  بالإضافة إلى التزاماتها بموجب اتفاقية 12 نيسان/ إبريل.

ويتعلق الأمر بكل من المملكة العربية السعودية بخفض إضافي بمليون برميل في اليوم بداية من تموز/ يونيو المقبل والكويت بـ 80 ألف برميل في اليوم. كما أعلنت الامارات العربية المتحدة عن خفض يصل إلى 100 ألف برميل في اليوم.

وتبلغ حصة الجزائر من التخفيضات في المرحلة الأولى 240 ألف برميل في اليوم تليها 193 ألف برميل في اليوم لتصل في المرحلة الأخيرة من اتفاق أوبك إلى 145 ألف برميل في اليوم.

يشار إلى أن جهود أوبك وحلفاءها جاءت في ظرف صعب تعرفه سوق النفط بسبب تراجع حاد في الطلب متأثراً بتداعيات وباء كورونا على النشاطات الاقتصادية المستهلكة للطاقة فضلا عن وفرة العرض.

وكانت تراجعت أسعار النفط، بفعل مخاوف بشأن موجة ثانية محتملة من الإصابات بفيروس كورونا في دول تخفف إجراءات العزل العام، مما قد يؤدي إلى تجدد قيود على التنقل، بينما أظهرت بيانات أن مخزونات الخام الأميركية ما زالت ترتفع.

وطغت المخاوف على دعوة أخرى صادرة عن السعودية لزيادة تخفيضات الإنتاج لموازنة السوق في أعقاب تراجع الطلب بسبب الفيروس، بعد أن قالت أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة (أوبك+) في وقت سابق من الأسبوع الجاري إنها تعتزم تعزيز تخفيضات الإنتاج مجدداً.

محرر الموقع : 2020 - 05 - 15