العراق قوي ببركة وجود السيد السيستاني
    

بات واضحا ان هناك تقسيم ادوار بين جميع الدول والاحزاب والتنظيمات والشخصيات السياسية والدينية المعارضة للعملية السياسية منذ سقوط الصنم في بغداد عام 2003  ولحد الان ، فهناك من رفض العملية السياسية برمتها واعلن وبشكل واضح تاييده لنظام الدكتاتور صدام حسين وسعيه لاعادة النظام مرة اخرى ، مدعوما من الدول التي اعلنت منذ اليوم الاول الحرب ضد العراق الجديد ، وهناك من انظم الى القاعدة ومن ثم “داعش” بدعم وتاييد ذات الدول  ، وهناك من انخرط في العملية السياسية في الظاهر وفي الباطن ضربها وافشلها بتاييد ودعم الدول ذاتها ايضا.737df1514f683085a0e21b4c

كل هذه الادوار وعلى اختلافها تتفق على هدف واحد وهو توفير الارضية لاعادة الاوضاع في العراق الى ما قبل 2003 ، وقد لاقى العراقيون الامرين جراء هذا التحالف غير المقدس ، فالقتل بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة وكل الاعمال الاجرامية كالسبي وبيع نساء العراق في سوف النخاسة والتفنن بالقتل والتمثيل بالجثث واحتلال الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة ، وارباك العملية السياسية ووضع العصي في عجلة الحكومة ، وتأليب الراي العام العربي والاسلامي على الشعب العراق والحكومة العراقية والعملية السياسية ، وايصال الاوضاع في العراق الى ما وصلت اليه الان ، هي كلها نتاج هذا التحالف غير المقدس والذي يمثل البعثيون الدواعش راس حربته.

توقف العمل في هذه الادوار من قبل اعضاء هذا التحالف المشؤوم ، هو الذي فضح ويفضح هذا التحالف امام الشعب العراقي ، فجميع هؤلاء الاعضاء ينسون ادوارهم التي ذكرناها ، ويقومون بتنفيذ دور واحد كلما تعرض “البعثيون الدواعش” لاي خطر يهدد المناطق المتواجدين فيها ، كما يحصل الان في الهجوم الذي يشنه الجيش العراقي والحشد الشعبي لتحرير الفلوجة من “البعثيين الدواعش” ، فكل اعضاء هذا التحالف بدأوا يتحدثون بلغة واحدة دون ادنى خجل ، حتى بعض ممثلي اهالي محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين في مجلس النواب العراقي ، من الذين يفترض ان يساندوا الجنود ومقاتلي الحشد في مثل هذه الظروف ، لانهم ، اي الجنود وابناء الحشد الشعبي يضحون بارواحهم ، من اجل تطهير المناطق التي يمثل هؤلاء النواب اهلها في مجلس النواب ، من “الدواعش” ،بينما نرى هؤلاء النواب الى جانب بعض السياسيين المحسوبين على اهل السنة في العراق ، والدول التي ترفع زورا وبهتانا راية الدفاع عن سنة العراق ، يقيمون الدنيا ولم يقعدوها ، ويشنون حربا نفسية ضد الحشد الشعبي والدول التي تحارب حقا “داعش” والتكفيريين ، مثل ايران ، بينما سكتوا منذ اكثر من عامين ولم ينبسوا ببنت شفه ، ازاء الجرائم التي اقترفتها عصابات البعثيين الدواعش في الفلوجة والمناطق الغربية من العراق ، واكثرهذه الجرائم  ايلاما ، هي اغتصاب بنات ونساء هذه المناطق ، وهو امر لم يعد خافيا على احد.

بعض هؤلاء النواب زعموا ان اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قام بزيارة لقوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي لطرد عصابات البعثيين  الدواعش مدينة الفلوجة  ، واعتبروا هذه الزيارة المزعومة بانها تثبت ان الهجوم ليس لهزيمة “داعش” بل لتصفية حسابات مع السنة!! ، ورفضوا تاكيد الحكومة العراقية من ان وجود مستشارين ايرانيين في العراق جاء بطلب رسمي عراقي ، بهدف تقديم المساعدة في الحرب على “داعش”.

الغريب ان هؤلاء النواب ، الذين يمثلون جانبا من التحالف غير المقدس ، يبررون وبشكل مضحك رفضهم لتواجد المستشارين الايرانيين في العراق ، بعدم دعوة الحكومة العراقية لمستشارين اتراك وسعوديين ، اسوة بالمستشارين الايرانيين!! ، بينما لا يختلف اثنان اليوم ليس في المنطقة بل في العالم اجمع ، ان السعودية وتركيا ، هما من اكثر دول العالم دعما للجماعات التكفيرية التي تعيث فسادا في العراق وسوريا وليبيا واليمن ، ومنها “داعش” ، وبشهادة الامريكيين والغربيين حلفاء السعودية وتركيا.

بالرغم من ان وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في العراق تحت قيادة اللواء قاسم سليماني هو بناء على طلب من الحكومة الشرعية العراقية بهدف محاربة الإرهابيين ، ورغم ان العراقيين يعرفون اكثر من غيرهم ، من يساعدهم حقا على محاربة “داعش” ، ومن يساعد “داعش” لمحاربتهم ، وبالرغم من الحرب النفسية التي تشنها قنوات مثل “الجزيرة” القطرية ، و”العربية” السعودية ، اللتان تحولتا الى منبرين لاعضاء التحالف المشؤوم ضد العراق ، ضد الشعب العراقي والحشد الشعبي والجيش العراقي ،بهدف انقاذ البعثيين الدواعش في الفلوجة ، الا ان الجنرال سليماني لم يزر العراق حاليا ، وان كل الضجة الاعلامية والحرب النفسية التي يشنها هذا التحالف ، بُنيت على كذبة ، بانت واتضحت من خلال  النقل المباشر للتلفزيون الايراني لكلمة اللواء  قاسم سليماني، يوم السبت 28 ايار / مايو ، في ملتقى حول تبادل الرؤى بشان مجلس الشورى الاسلامي في دورته العاشرة .

الملفت ان اللواء سليماني عرج في كلمته تلك الى الاوضاع في العراق وقال بالنص: “يمر اليوم عامان على وجود “داعش” في العراق ومازالت مدينة الموصل تحت سيطرة “داعش” ..  معتبراً أن “وصف الحشد الشعبي بالحشد الإيراني بانه إتهام لا أساس له من الصحة” ، مؤكدا ان “العراق ليس بحاجة الى تدخل الاخرين ببركة وجود آية الله العظمى السيد علي السيستاني

محرر الموقع : 2016 - 05 - 29