بريطاني مختص بالشؤون العسكرية: هكذا يخطط (داعش) لإستعادة قوته القتالية في العراق
    

اهتمت وسائل اعلام دولية بمقال نشره كاتب بريطاني مختص بالشؤون العسكرية والخارجية في صحيفة تليغراف البريطانية، الاحد، واورد فيه ما اعتبرته دلائل على سعي تنظيم "داعش" لاستغلال ظروف جائحة كورونا وقرب الانتخابات الاميركية، وانشغالات الاميركان بها، للنهوض من جديد واعادة بناء قوتها القتالية في دول مثل العراق وافغانستان وليبيا.

وقال موقع "الجزيرة" الذي ترجم المقال، انه "في ظل تركيز إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الوقت الحالي على عدد من القضايا الداخلية الملحة، تتراوح ما بين حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة ومواجهة جائحة كورونا، يتزايد القلق إزاء سعي عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية لاستغلال الموقف وإعادة بناء هياكلهم الأساسية في أنحاء الشرق الأوسط.

ويقول الكاتب البريطاني كون كوفلين إن هناك دلائل متزايدة في دول مثل العراق وأفغانستان وليبيا، على أن قيادة تنظيم "داعش" تسعى لأن تنهض مما وصفها بهزائمها الكارثية التي واجهتها في السنوات الأخيرة، وتعيد من جديد بناء قوتها القتالية.

وأضاف كوفلين محرر الشؤون العسكرية والخارجية في صحيفة تليغراف البريطانية وزميل معهد جيتستون الأميركي، أن القلق الأكبر بالنسبة للمسؤولين الأمنيين الغربيين هو احتمال قيام تنظيم "داعش" بإعادة بناء هيكله الأساسي في العراق، الدولة التي أعلن فيها زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي على الملأ إقامة ما يسمى بخلافته في يونيو/حزيران 2014.

وبحلول الوقت الذي لقي فيه البغدادي حتفه أثناء عملية للقوات الخاصة الأميركية شمال غرب سوريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان قد تم القضاء على تنظيم "داعش"  نتيجة الحملة العسكرية الفعالة للغاية للقوات العراقية المدعومة من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي أسفرت عن تدمير "خلافة" التنظيم.

ومنذ ذلك الوضع السيئ للغاية لتنظيم "داعش"، رصد مسؤولو الأمن العراقيون عودة ظهور نشاط له في العراق في الشهور الأخيرة، مع تركيز معظم النشاط في المحافظات الواقعة شرق وشمال بغداد. وفي أبريل/نيسان فقط، نجح التنظيم في القيام بــ108هجمات في العراق، بما في ذلك هجوم على مقر للمخابرات في كركوك.

وفي مطلع مايو/أيار الماضي، قتل مسلحو التنظيم ما لا يقل عن 10 من عناصر الحشد الشعبي العراقي، في هجوم منسق على قاعدتهم في مدينة سامراء وسط البلاد.

ويعتقد مسؤولو التحالف أن هناك أوجه شبه بين الأساليب التي يستخدمها التنظيم في نشاطه الحالي في العراق وتلك التي استخدمها أثناء بداية حملته في شمال العراق عام 2013، والتي أسفرت في نهاية الأمر عن سيطرته على مساحات كبيرة من البلاد.

ثقة متزايدة

وتظهر الثقة المتزايدة لدى قيادة تنظيم "داعش" في العراق في رسالة عبر الانترنت نشرها القائد الجديد للجماعة أبو ابراهيم القرشي في نهاية مارس/آذار الماضي، والتي قال فيها "ما تشاهدونه هذه الأيام في المنطقة مجرد دلالات على التغيرات الكبيرة التي سوف توفر لنا فرصا أكبر مما كان لدينا في العقد الماضي".

ويقول مسؤولو الأمن العراقيون إن عدد مقاتلي تنظيم "داعش" في العراق يتراوح الآن ما بين ألفين و3 آلاف، من بينهم حوالي 500 من المسلحين الذين شقوا طريقهم إلى العراق بعد هروبهم من السجون في سوريا.

وبالإضافة إلى ذلك، تواجه مقدرة قوات الأمن العراقية على التعامل مع تهديد تنظيم "داعش" صعوبات، بعد انخفاض قوة الجيش العراقي بنسبة 50% في عدد العسكريين المتاحين نتيجة لجائحة كورونا.

وقد وفر هذا لتنظيم "داعش" القدرة على تغيير مسار تركيز هجماته من القيام بأعمال ترهيب محلية ضد مسؤولي الحكومة إلى القيام بمهام أكثر تعقيدا، من بينها شن هجمات بعبوات ناسفة بدائية الصنع، والقيام بعمليات إطلاق نار ونصب كمائن ضد عناصر الشرطة والجيش .

وأدت قوة تنظيم "داعش" المتزايدة في العراق إلى أن تستأنف قوات التحالف الهجمات الجوية ضد أهداف التنظيم في البلاد. وفي الشهر الماضي نفذت الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية سلسلة هجمات ضد شبكة من الكهوف في شمال العراق، كان مقاتلو تنظيم "داعش" يستخدمونها قاعدة لهم، وأسفرت الهجمات عن مقتل ما بين 5 و10 منهم.

و يقول كوفلين إن مصادر الأمن الغربية تعتقد أن هناك عددا من العوامل تفسر عودة ظهور تنظيم الدولة في العراق. فبغض النظر عن استغلال نقص القوة العاملة في صفوف قوات الأمن العراقية بسبب جائحة كورونا، استغل قادة التنظيم أيضا الشلل السياسي الذي شهدته البلاد في أعقاب موجات الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة.

ومن المؤكد أنه ينبغي أن تكون عودة ظهور تنظيم "داعش" في العراق بمثابة جرس إنذار لإدارة ترامب، وهي تراجع الالتزام العسكري الأميركي تجاه العراق في أعقاب تعيين رئيس المخابرات العراقية السابق مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء.

ويؤكد كوفلين أن سبب قدرة العراق على إجراء الانتخابات يرجع في المقام الأول للتضحيات الهائلة من جانب القوات الأميركية وغيرها من قوات التحالف بعد غزو العراق عام 2003، وهو إنجاز لا يمكن أن تسمح إدارة ترامب بالمساس به من خلال عودة ظهور تنظيم "داعش".

محرر الموقع : 2020 - 06 - 21