النظام السعودي – والكيان الاسرائيلي استنساخ وتطابق
    


الاعتداءات المستمرة على غزة واخراها ليلة الاربعاء الماضية  وفي الوقت الذي تصعد المملكة العربية السعودية من سعير الحرب الغاشمة على اليمن وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية في تزويدها بالسلاح والمعدات و تصدير الأيديولوجية الوهابية المتطرفة إلى كافة أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والوهابية هي الأساس الأيديولوجي للتنظيمات الارهابية السلفية مثل القاعدة و داعش.و.تؤكد عن العلاقة التي تربط السعودية بالكيان الإسرائيلي  والتبادل في  ايصال المعلومات الاستخباراتية كما ان  كراهيتهما للجمهورية الاسلامية الايرانية وبسبب دعم محورالمقاومة هي التي تجمع هذين الخصمين سويًا. الاثنان ينظران إلى إيران ( باعتبارها خطرًا وجوديًا)، ويتخوَّفان من تزايد " نفوذها " في المنطقة.
الكل يعرف طبيعة النظام السعودي وفلسفة وجوده ، ولا حاجة الى شهادات من مسؤولين صهاينة او سعوديين او حتى شخصيات عالمية قريبة من النظامين السعودي والصهيوني، كي يعرفوا أن هناك علاقات قائمة بين هذين النظامين، فالسياسة السعودية ومنذ تأسيس المملكة السعودية في بدايات القرن الماضي تتحرك على ضوء قواعد ثابتة مرسومة للعائلة المالكة السعودية من قبل واشنطن . وللناشطة السياسية الأمريكية وأحد مؤسسي حركة “كود بينك” الداعية إلى السلام العالمي، “ميديا بنجامين”، مقال تبرز  فيه أوجه التشابه بين النظامين السعودي و الكيان الإسرائيلي.حول الاوضاع الداخلية لكلا النظامين . تقول فيه: الاثنان يقمعان المجموعات الأقلية في داخل حدود بلادهما ، الكيان إلاسرائيلي يقمع الفلسطينيين؛ فتبني المستعمرات على أراضيهم، وتُحيط قُراهم بجدران فصل عنصري وجنود مدججين بالسلاح. أمَّا السعودية فقد أسَّست نظامًا سياسيًا وقضائيًا يقمع كل من هو ليس مع النظام وخاصة منهم من غير مذهبهم ، وتشمل رجال السياسة المعارضين والنساء، والملايين من العمَّال المهاجرين. يتعامل النظامان بالطرق ذاتها: بالقوة المفرطة، والاعتقال التعسفي إلى أجلٍ غير مسمَّى، وإفلات المسؤولين من العقاب، والترهيب، والتعذيب.واخر عملية شنيعة  قتل جمال الخاشقجي في الملحقية السعودية في اسط!
 نبول بدم بارد ومن ثم اذابة جسده لاخفاء الجريمة بعيداً عن العرف الانساني والدبلوماسي .
وكما تستمر  “ميديا بنجامين ” و تستشهد باللقاء الذي جمع الأمير تركي بن فيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات العامة السعودية وسفير السعودية في واشنطن سابقًا، والجنرال الإسرائيلي المتقاعد “يعقوب عميدرور”، الذي كان مستشارًا للأمن القومي لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في 5 مايو (أيار) 2015. التقى الاثنان في واشنطن في مناسبةٍ استضافها مركز اللوبي الإسرائيلي في أمريكا (أيباك)؛ ليظهر مسؤولان سابقان رفيعان علنًا للمرة الأولى في حدثٍ نُقِل على الهواء مباشرةً.والعلاقات وتبادل الوفود باشكال مختلفة بين النظامين قائمة حتى سرت العدوى الى بلدان اخرى خليجية مثل الامارات العربية المتحدة التي استضافت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف، قد وصلت إلى الإمارات في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي إلى دولة خليجية واستقبلت بحفاوة كبيرة ومشاركة وفود رياضية مع رفع العلم الصهيوني في هذا البلد " العربي المسلم " وهي تعد من صقور حزب الليكود اليميني، وشغلت سابقا منصب الناطقة بلسان جيش الاحتلال، ووصفت في وقت سابق الأذان بأنه "نباح كلاب .
  ويمكن من خلال المقارنة  بين الحرب على اليمن والحرب على غزة ، ان يجد للمرء التشابه بين تدابير النظام  السعودي بتحمل تكاليف الحرب على غزة  و الكيان إ.لاسرائيلي بشأن أنواع العمليات العسكرية، وكذلك طريقة تركيزهما على الأهداف العسكرية.
ويمكن المقارنة بین حرب السعودية على اليمن و حرب اسرائيل على غزة من كون ان النظام السعودي في عدوانه على اليمن منذ حوالي اربع سنوات  اثبت أنه يتبع أنماط هجمات اسرائيل ضد غزة خلال العقد الماضي، وخاصة حرب 51 يوما في 2014 على قطاع غزة.
و النظامين ينتهجان نفس السلوكيات للمضي قدما في حروبهما بما فيها تشكيل تحالف دولي يستهدف محور المقاومة في المنطقة بقيادة إيران وكذلك استقطاب الدعم والتعاون من المنظمات الدولية والقوى العالمية كما يمكن أن نضيف إلى ذلك،رفض المعايير الدولية بجانب فرض الحصار الاقتصادي والحصار العسكري، واستخدام الإمبراطورية الإعلامية من أجل ممارسة الحرب النفسية والإعلامية .
ان إنشاء تحالفات للحرب من السلوكيات المشتركة بين الرياض وتل أبيب لتحقيق أهدافهما في حروبهما وبذل الجهود لكسب الدعم من الدول الحليفة ضمن تحالفات اقليمية أو دولية من أجل تجنب التحركات الفردية.
 الكيان الاسرائيلي والنظام السعودي يعتبران استهداف محور المقاومة بقيادة إيران من القواسم المشتركة بينهما ،وفي دعم المجموعات المتطرفة في سوريا، مثل جبهة النصرة التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة؛ فالاثنان يريدان إسقاط النظام في سورية  ويعتبرانه افضل من رغبتهما في هزيمة ارهاب داعش. دعم السعوديون جبهة النصرة؛ وعلاج الكيان الإسرائيلي مقاتلي الجبهة في مستشفياتها ليعيدهم إلى جبهة القتال ضد الجيش النظامي السوري من الامور التي لا تخفى على احد، في حين قتلت إسرائيل عدد من  المستشارين اللبنانيين والإيرانيين الذين ساعدوا الشعب السوري  في محاربة المجاميع الارهابية .
ويمكن النظر الى ان من خلال  حربيهما على غزة واليمن هي أن كلا منهما قاما بالتركيز على استهداف محور المقاومة في المنطقة ، وتحديدا إيران من خلال التعاون المشترك والمتبادل بينهما لتحقيق الهدف النهائي وهو إضعاف محورها كما تعتقد خطاءاً ، و لايخفى على أحد أن الكيان الإسرائيلي يرى أن في وجود إيران وحركات المقاومة، مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، والشعب في اليمن  من اعظم التهديدات التي توجه لأمنها حيث تطلق عليهم " بالإرهابيين .كما تطرحان  ايران بأنها الداعم الرئيسي للمقاومة متناسين ان قوتها هي من قوة المنطقة ".
ان حسب الشواهد التاريخية تؤكد عدم تدخل طهران في شؤون الدول إلا عندما يُطلب منها ذلك رسمياً كما هو الحال في العراق وسوريا.
 .
عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

 
 
محرر الموقع : 2018 - 11 - 14