فيسبوك أوقع نصف مليار مستخدم فريسة للأخبار الكاذبة.. دراسة: وجههم لمواقع تقدم معلومات خاطئة عن كورونا
    

أشار تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 19 أغسطس/آب 2020،  إلى أن المواقع التي تنشر معلومات صحية مُضللة حول كورونا جذبت ما يقرب من نصف مليار مشاهد على فيسبوك في شهر أبريل/نيسان2020 وحده، وذلك بينما تفاقمت الجائحة في أنحاء العالم.

 

كان فيسبوك قد تعهد بتضييق الخناق على نشر نظريات المؤامرة والأخبار غير الدقيقة في بدايات الجائحة. لكن في حين تعهد مديروه بتحمُّل المسؤولية، يبدو أن خوارزمية فيسبوك وجهت المتابعين إلى مواقع تنشر أخباراً كاذبة وخطيرة، حسبما وجدت حملة في منظمة آفاز.

 

معلومات طبية خاطئة: كتب الباحثون بقيادة المركز الدولي لبحوث أمراض الإسهال في بنغلاديش، بالمجلة الأمريكية لطب المناطق الحارة والنظافة، أن المعلومات الطبية الخاطئة يمكن أن تكون قاتلة، مشيرين إلى ارتباط إحدى المعلومات الكاذبة عن فيروس كورونا بوفاة 800 شخص.

 

حيث قد حذرت منظمة آفاز في تقريرٍ لها من أن الصفحات في أشهر 10 مواقع تنشر معلومات صحية غير دقيقة ونظريات مؤامرة، وتلقت حوالي 4 أضعاف المشاهدات على فيسبوك مقارنة بالمواقع الصحية المرموقة.

 

كذلك ركز التقرير على صفحات فيسبوك والمواقع التي نشرت عدداً كبيراً من المزاعم الكاذبة المتعلقة بفيروس كورونا. إذ غطت تلك الصفحات والمواقع مجموعة من الخلفيات المختلفة، منها الطب البديل والزراعة العضوية والسياسات اليمينية المتطرفة والمؤامرات المُعممة.

 

في حين وجد التقرير أن الشبكات العالمية المشتملة على 82 موقعاً، ,التي تنشر معلومات صحية مغلوطة في 5 بلدان على الأقل، حصلت على ما يقرب من 3.8 مليارات مشاهدة على فيسبوك على مدار عام 2019، وقد بلغ عدد زوارها ذروته في أبريل/نيسان 2020، حيث وصل إلى 460 مليون في شهر واحد.

 

تسليط الضوء على المؤسسات الصحية: وجاء في التقرير: “يشير هذا إلى أنه عندما احتاج المواطنون أكثر من أي شيء آخر، إلى معلومات صحية موثوقة، وكان فيسبوك يحاول المبادرة إلى تسليط الضوء على المؤسسات الصحية الرسمية على منصته، من المحتمل أن تكون خوارزميته قوضت تلك الجهود”.

 

في حين تتحمل شبكة صغيرة نسبية لكنها مؤثرة، المسؤولية في توجيه عدد ضخم من المشاهدات إلى مواقع تبث أكاذيب صحية. وعرّفت منظمة آفاز 42 موقعاً “سريع النشر” لديها 28 مليون متابع ويحصلون على ما يقرب من 800 مليون مشاهدة.

 

بينما وصل عدد زيارات أحد المقالات عليها إلى 160 مليون زيارة، وهو يزعم خطأً أن الجمعية الطبية الأمريكية شجعت الأطباء والمستشفيات على المبالغة في تقدير وفيات كوفيد-19.

 

وأشار هذا النطاق الواسع للمواقع، إلى أن نُظم فيسبوك الداخلية نفسها عاجزة عن حماية المستخدمين من الأكاذيب الصحية، حتى خلال وقتٍ حرجٍ وعدت فيه الشركة بالحفاظ على المستخدمين “آمنين وعلى اطلاع”.

 

التحقق من معلومات كاذبة: من جانبه قال النائب البريطاني داميان كولينز، الذي قاد تحقيقاً برلمانياً في نشر المعلومات الكاذبة: “يُعد بحث منظمة آفاز الأخير إدانة أخرى قاطعة لقدرة فيسبوك على بث المعلومات الصحية المضللة خلال الجائحة”.

 

النائب البريطاني أضاف: “لا يزال أغلب هذا المحتوى الخطير موجوداً على فيسبوك بلا تحذير أو سياق. لقد حان الوقت لكي يتصرف الرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ. عليه أن يطهِّر منصته ويساعد في إيقاف هذا الانتشار السريع واسع النطاق للأكاذيب”.

 

ووفقاً لورقة بحثية أخرى نشرتها المجلة الأمريكية لطب المناطق الحارة والنظافة، فإن الضرر المحتمل الواقع من المعلومات الصحية المغلوطة يبدو كبيراً. ومن خلال مسح تقارير الوسائط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في 87 بلداً، وجد الباحثون أكثر من 2000 ادعاء خاص بفيروس كورونا، انتشرت على نطاق واسع، وقد ثبت خطأ أكثر من 1800 منها.

محرر الموقع : 2020 - 08 - 20