شاهد لوحاتٌ فنية عن "معركة الطف" تحتفي بها كبريات المتاحف العالمية
    

تحتفي العديدُ من المتاحف العالمية، بمجموعة من الأعمال الفنية والصور المزخرفة التراثية التي توثّق معركة الطف الخالدة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، والتي تعود لحقب تاريخية قديمة وحضارات إنسانية متعاقبة، كالبيزنطية والعثمانية والفارسية والهندية والمغولية. وتمتازُ أغلب اللوحات المعروضة اليوم، بتطوّر أساليب السرد في التصوير البصري، والتي أبدعها كبار الرسامين، الذين وثّقوا عبر لوحاتهم الفنية معركة كربلاء الأليمة وما جرى بعدها على النساء والأطفال من مآس وويلات، فضلاً عن أحداث تاريخية أخرى شهدتها المدينة عبر فترات زمنية مختلفة. ففي إيران، يحتفظ المتحف الوطني، بلوحة فنية بعنوان (معركة كربلاء) وتعود للعام 1850 للميلاد، والتي صوّرت بطولة وشجاعة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، كما صوّرت نهاية الظالمين لهم بالخزي والعار في الدنيا والآخرة. أما متحف تركيا، فيضمّ (منمنة) صورة زخرفية تعود للحقبة العثمانية، تصور حادثة قدوم الإمام الحسين (عليه السلام) ومسيرته إلى مدينة كربلاء، وما مرَّ عليه قبل حدوث الواقعة الأليمة. كما تضمَّ مجموعة (محمد مدبر) للأعمال التراثية والفنية، لوحةً غير معروفة التاريخ، توثّق مشهداً من واقعة كربلاء، وكذلك تحتفظ مجموعة ديفيد الخاصة، بلوحة قديمة جداً توثّق الواقعة بتفاصيل دقيقة. وفي عام 2011، حصل المتحف البريطاني على لوحة من الكتّان عنوانها (من هو الحسين) للرسام تشارلز حسين زندرودي، رسمها عام ألف وتسعمئة وثمانية وخمسين. وفي ولاية نيويورك الأمريكية، يحتفظُ متحف (بروكلن) بلوحة عن واقعة كربلاء، عبارة عن بانوراما، وأٌطلق عليها اسم (ذا بتل أوف كربلاء)، وجمعت مشاهد متعدّدة لواقعة الطف الأليمة، وتم رسمها بحسب خبراء الفن أواخر القرن الـ 19، خلال حكم الدولة القاجارية وتحمل توقيع الفنان الإيراني عباس الموسوي، وكانت ربّما محاولة من الفنان لإسقاط واقعة عاشوراء على الواقع المُعاش واستنهاض الناس ليحملوا قضية الإمام الحسين (عليه السلام) مبدأً لرفض الظلم والاضطهاد. وفضلاً عن ذلك يحتفظ متحف تروبن في مدينة امستردام الهولندية بلوحة فنية قديمة حملت الاسم الذي تشترك به أغلب اللوحات العالمية القديمة بعنوان (معركة كربلاء)، فيما لم يتوقّف الفنانون إلى زماننا هذا عن استلهام الأفكار العظيمة من لوحة الفداء التي لوّنها سيّد الشهداء (عليه السلام) بدمائِه الطاهرة.

علي الشاهر/ كربلاء وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2020 - 09 - 18