من هي الجهة التي تقف وراء الهجوم على مطار عدن؟
    

مازالت الجهة التي تقف وراء التفجيرات العنيفة التي هزت مطار مدينة عدن، الخاضع للسيطرة الامنية والعسكرية للسعودية والامارات، بالتزامن مع وصول طائرة تقل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الجديدة من العاصمة السعودية رياض، ومقتل 22 شخصا واصابة العشرات بينهم وزراء، مجهولة حتى الساعة.

وكالات الانباء ذكرت ان اشتباكات عنيفة دارت عقب التفجيرت، وان عددا من وزراء هادي وبعض المسؤولين اصيبوا، بينهم نائب وزير النقل ناصر شريف ووكيل محافظة عدن بدر معاون، بينما تناثرت جثث القتلى بالقرب من صالة الاستقبال بالمطار، حيث رجح ان تكون التفجيرات ناجمة عن سقوط قذائف مدفعية.

في البداية اتهم بعض الوزراء في حكومة هادي، حركة انصار الله بانها المسؤولة عن التفجيرت، الا انه وبعد تأكيد المكتب السياسي لحركة أنصار الله ان لا علاقة للحركة بالهجوم، وان اتهامها يأتي في اطارالمحاولات المتكررة للزج بها في صراع من وصفتهم بالمرتزقة حيث شدد محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله، ان ما جرى في مطار عدن،هو تصفية حسابات جراء الصراع الدائر بين من وصفهم بمرتزقة العدوان، اخذت الاطراف الاخرى، المنضوية  في حكومة هادي، تتهم بعضها البعض.

مستشار وزارة الإعلام في حكومة هادي، مختار الرحبي كتب على تويتر قائلا: ان “‏المستفيد من الانفجار الإرهابي الذي حدث في مطار عدن هو مليشيات الانتقالي التي لا ترغب في عودة الحكومة إلى عدن واستقرار الأوضاع في العاصمة المؤقتة”. والمعروف ان المجلس الانتقالي الجنوبي، كان ممثلا مناصفة في الحكومة التي وصلت من الرياض الى عدن.

في المقابل اتهم نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، من وصفهم برجال تركيا وقطر، في تنفيذ هجوم مطار عدن، وحذر، من أنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على حركة انصار الله في الهجوم الذي استهدف اليوم الأربعاء مطار عدن، وقال في تغريدة على حسابه بتويتر، ان الذين صرخوا ألما من اتفاق الرياض وإعلان الحكومة كثر، مضيفا أن رجال قطر وتركيا كان صراخهم هو الأشد من تشكيل الحكومة واتفاق الرياض، في إشارة إلى حزب الإصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن الموالين لقطر وتركيا.

الذي زاد المشهد تعقيدا، ان انفجارا اخر سُمع اليوم بالقرب من قصر المعاشيق في عدن، الذي نقل اليه وزراء حكومة هادي، بعد ان تعرضوا لحادث التفجيرات فور نزولهم من الطائرة في مطار عدن، الامر الذي يؤكد على ان هناك جهات تعمل على تصفية حسابات داخل الجماعات المؤيدة للسعودية من جانب، والاخرى المؤيدة للامارات.

موقف حركة انصارالله، الذي اكد على ان ما  حدث في مطار عدن يندرج في اطار تصفية حسابات بين الموالين للسعودية والامارات في اليمن، ويستند هذا الموقف الى التاريخ الدموي للصراع بين الجماعات التابعة للسعودية بقيادة عبدربه منصور هادي ، والجماعات التابعة للامارات بقيادة عيدروس الزبيدي، والتي تتصارع نيابة عن القوتين اللتين تحاربان في اليمن ، وهما السعودية والامارات، حيث اخذت الخلافات بين البلدين على المصالح في اليمن،  تطفو على السطح بالشكل الذي لا يمكن التغطية عليه.

اغلب المراقبين  توقعوا فشل المحاولات التي بذلتها السعودية منذ اكثر من عام لتشكيل الحكومة الجديدة، بين هادي وعيدرويس، بسبب تنافر اهدافهما وكذلك تنافر مصالح الدول التي تدعم كل واحد منهما، وما حدث اليوم في مطار عدن دليل اخرعلى ان العالم ترك اليمن وحيدا،  يعيش مأساته، دون ان يحرك ساكنا، تحت ضغط المصالح الضيقة، دون ادنى اكتراث لحياة الملايين من اليمنيين، الذين باتت تنهشهم انياب الصواريخ والقنابل والجوع والمرض والاوبئة .

*محمد سعيد

محرر الموقع : 2020 - 12 - 31