اول فتاة عراقية في البرلمان السويدي عبير السهلاني … الاتهامات التي وجهت الي كانت مؤامرة وادعوا المرشحين العراقيين لاسناد بعضهم البعض وخدمة جاليتهم
    

وصلت للسويد مع عائلتها وهي طفلة، دخلت المعترك السياسي وخلال سنوات قليلة اصبحت نائبة الليبرالية العالمية واول فتاة عراقية في البرلمان السويدي التقتها الاوراق البيضاء لتحكي عن تجربتها والمؤامرة التي حيكت لها لابعادها عن السياسية السويدية ونصائحها للمرشحين العراقيين الجدد للبرلمان السويدي.

كيف اثرت عليك هذه الاربع سنوات التي قضيتيها في البرلمان السويدي عبير؟

اعتقد اني اصبحت اقل صبرا ولكن ازداد استيعابي للعملية السياسية السويدية، كنت اتصور ان الامم تهب بسرعة للمساعدة خلال لحظات عندما يكون هناك خطا ما ولكن الان اعرف انه وحتى في السويد وهي احدى الديموقراطيات المستقرة فهناك مباحثات وهناك مصالح وهناك انتخابات يجب ان تكسب وكل شي خاضع لهذه التقسيمات وبالرغم من ان السويد اكثر البلدان مبدئية في تعاملها في الشؤون الخارجية والداخلية ولكن في نهاية المطاف فالقضية مصالح احزاب وانتخابات يجب ان تكسب وحرب اعلامية يجب ان تكسب ايضا  فالصبر الشخصي اصبح قليلا جدا لدى عبير.

هل هذا بسبب تزاحم المسؤوليات بين البيت والعائلة؟

لا لا ابدا، اصبحت لا اتحمل الغباء ولا اتحمل عدم الانسانية ، لا اتحمل ان يرى الانسان الخطا ويستمر في المراوغة والمماطلة. وهذ بالطبع يعتمد على الشخص الذي اتعامل معه، فعندما اشاهد شخصا كبيرا في السن ولديه خبرة سياسية ويشاهد الخطا ويستمر في المماطلة فهذا ما لا احتمله.

هل تقصدين مايتعلق بالشؤون السويدية ام قضايا الشرق الاوسط؟

اقصد الشرق الاوسط بشكل خاص فقد شاهدت قبل ايام في التلفزيون على سبيل المثال اقتراحا لستيفان لوفين رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي بسن قانون لتجريم الذين يهبون لقتال البيشمركة ضد داعش!!! فهل يجوز ذلك!!! الا يجب ان نميز بين الارهابي الحقيقي وبين الذي يدافع عن دينه ومذهبه وشرفه وبلده؟

DSC_1707قد يكون هذا الامر سبب لك حساسية لان المستهدف هو العراق؟

بالتاكيد فحبي للعراق لايوصف وانا بنت العراق بكل معنى الكلمة ولذلك فقد طالبت من خلال تويتر الزعامات الروحية الاسلامية (القريبة من هذه الافعال الشنيعة من حيث المذهب) في السويد بشجب هذه الممارسات وقد طالبت القيادات وليس عامة المسلمين ولكن الرد الذي حصلت عليه كان سلبيا جدا!!!! واتهمت بالتمييز (( diskriminering )) فهل يتهم بالتمييز من يطالبهم بشجب اعمال القتل والاغتصاب وبيع الناس!!! فلو كنت قيادية اسلامية على سبيل المثال لخرجت في مظاهرة كل يوم وقلت ان هذا الارهاب لايمت للاسلام بصلة. فكما اطالب كمواطنة سويدية من اصل اجنبي الاحزاب السويدية بتوضيح موقفها من التحالف مع حزب سفيريا ديموكراتيرنا المعادي للاجانب، على سبيل المثال، فبنفس الطريقة يمكنني ان اطالب هذه القيادات الاسلامية في السويد بتحديد موقفها من الجرائم التي تقترف باسم الاسلام.

ماسبب اتهامك من قبل النائب العام بمخالفات مالية وتوقفك عن ممارسة نشاطاتك السياسية والبرلمانية؟ ماحقيقة ماجرى؟

بودي ان اوضح شيئا قبل ذلك، ارتأت المؤسسة الدولية التابعة للحزب ان هناك شكوكا بارتكابي مخالفات قانونية بمستندات المشروع. وحقيقة ماجرى انه لم يكن لدي علاقة لامن قريب ولامن بعيد بالمشروع فلم اكن مديرة المشروع projektledare ولست موجودة في المشروع، وليس لدي اي رقم حساب لتحويل المبالغ المالية عليه، صحيح اني انا الذي بادرت بالمشروع في عام 2005 ولكني تركت العمل وعدت للسويد في عام 2007 وبقى المشروع قائما واستطاع القائمون عليه تحقيق بعض النجاحات في الظروف الاستثنائية في العراق. وكانت هناك اغلاط مطبعية واغلاط ترجمة في 21 ورقة من بين 330 ورقة في فواتير بقيمة 65 الف كرون من مجموع 620 الف كرونة ولمدة سنتين. وهذا كان كل الموضوع. ولذلك فان المدعى العام وبعد دراسة القضية لمدة سنتين ارتأى انه لايوجد اي اساس قانوني للشك في نزاهة عبير ولذلك تنازل عن القضية ولم يقدمها للمحكمة حتى.

اما التوقيت فكان غريبا حيث حدث في نفس الاسبوع الذي كنا سنناقش فيه تثبت اسماء المرشحين للبرلمانين السويدي والاوربي  واسمي احدهم وهذا ما اثار العديد من التساؤلات حول دوافع الاتهام واسبابه.

اذا هي كانت مؤامرة من اعضاء معك في الحزب؟

انا اعتقد ان ليس هناك حزب يخلو من اناس يكرهون ان يتطور ويبدع اللاجئ في عمله ويصل الى مراكز عليا في هذا البلد وخصوصا كوني عربية ومسلمة، وكذلك قوة شخصيتي كانت سببا ايضا فانا اول شخصية في الحزب طالبت باستقالة رئيسة الحزب السابقة مود اولوفسون وهذا بالتاكيد ترك الشي الكثير في نفوس العديد من اعضاء الحزب.

DSC_1710وهل عاودت ممارسة نشاطاتك السياسية ؟

لا تقريبا فهذه الدورة البرلمانية انتهت الان، ولم يتم ترشيحي لقيادة الليبرالية الدولية حيث كنت نائب اليبرالية الدولية ولكني مازلت في قيادة الحزب وبنفس منصبي الحزبي.

ماهي مشاريعك المستقبلية؟

عندما يكون الانسان سياسي فيصعب عليه ترك السياسة وخصوصا عندما يكون لديه حب مساعدة الناس. ولكني لا اعتقد بانني في حاجة الى منصب برلماني لمساعدة الناس فالقضية التي حدثت آلمتني كثيرا ولكنها لن تستطيع ايقافي عند ايجاد مجالات لخدمة الناس ولكن ليس لدي خطة او تصور محدد في الوقت الحاضر. وساحاول كما حاولت سابقا ان اخدم العراق من السويد فالعراق بلدي وهو يستحق منا كل العطاء.

DSC_1723كيف هي علاقتك عبير مع المنظمات العراقية في السويد؟

حاليا لايوجد ولكن في بداية دخولي للبرلمان كان بودي عمل لوبي عراقي من السياسيين العراقيين الناشطين في السويد بغض النظر عن العرق او الدين او الطائفة لان هناك هموم ومسائل مشتركة تؤثر علينا وعلى عوائلنا كالعمل والضرائب والثقافة العربية والاسلامية والكردية والشبكية وغيرها ولكننا مازلنا نفتقر الى لغة الحوار وايجاد القواسم المشتركة. واتمنى على المرشحين الحاليين للبرلمان السويدي العمل على هذا الهدف وساكون مستعدة دائما للمساعدة في اي شي قد يحتاجوه.

اين الجالية العراقية والعربية في برنامج حزب الوسط الذي تنمتين اليه؟

حزب الوسط هو الحزب الوحيد الذي تحدث علنا عن منح تاشيرات دخول للسويد للحصول على اللجوء بسبب اوضاعهم الصعبة في بلدانهم الام. وهذا اكثر مايعجبني في حزب الوسط فهو ينظر الى الناس بسواسية وهو فكر تقدمي وانساني جدا هذا اولا. وثانيا سياسة العمل فالاحزاب الاخرى تدعو ان تقوم الدولة بتوفير فرص العمل وهذه مغالطة فان ساعات العمل ثابتة منذ قرون في الجانب الحكومي فلذلك لايمكن منح فرص عمل في هذا المجال والا كانت بطالة مقنعة اما في الجانب الخاص فقد تضاعفت فرص العمل بنسبة 200 في المئة خلال الخمسين سنة الاخيرة. ولذلك نجد ان اصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة هم اكثر الذين يقومون بتشغيل الناس ومنح فرص العمل فيجب مساعدتهم. والنقطة الثالثة هي العناية بالبيئة.

هناك نسبة قليلة في من اللاجئين في حزب الوسط، لماذا؟

هناك سوء فهم، ولا اقول بان الجالية لديها سوء فهم بل ان الحزب لم يستطيع ايصال رسالته بشكل صحيح للجالية وهذا خطا وعيب كبير من قبل الحزب. فانا احمل حزبي هذه المسؤولية ولذلك نجد ان هناك مرشح واحد او مرشحين في قوائم الحزب في ستوكهولم من اصول اجنبية فهذا خطا الحزب.

هل تعتقدين ان حزبك سينجح في دخول البرلمان ويعبر حاجز 4% اللازمة لدخول البرلمان؟

بالتاكيد فنسبة التاييد لحزبنا في تزايد وقد اجتزنا حاجز 5 بالمئة في اخر استطلاعات الراي.

هل تتوقعين فوز التحالف الحاكم؟

لا استطيع التوقع فلم اكن جزءا من الحملة الانتخابية ولكن اذا فاز التحالف الحاكم هذه المرة فسيكون ذلك بسبب ضعف المعارضة وليس بسبب قوة التحالف.

DSC_1720ماسبب المشاكل التي نراها في السويد الان من بطالة وفوارق اجتماعية وغيرها؟

المشكلة في السويد هي العقلية السويدية فهي التي جعلت من العقلية الاجنبية تتصرف بهذه الطريقة، فاللاجئين العراقيين مثلا في امريكا هم نفس اللاجئين العراقين في السويد، من اصل واحد، ففي امريكا يجبرون على الحصول على العمل بسبب قطع المساعدات الاجتماعية عنهم في الاشهر الاولى لوصولهم لامريكا ويحصلون على عمل حتى لو كانت لغتهم الانكليزية بسيطة، اما فالسويد فوزارة الاندماج لاعمل لها ولا تاثير ايجابي في الاندماج لذلك فانا من المطالبين بالغاء وزارة الاندماج وان يكون لدينا فكر اندماج اي مكتب عمل يفكر بالاندماج ووزارة دفاع تفكر بالاندماج وهكذا وبالمناسبة فان هذا خطا الحزب الاشتراكي الذي انشا هذه الوزارة.

اذا كان ذلك خطا الحزب الاشتراكي فلماذا لم تلغوها كتحالف حاكم طوال فترة حكمكم التي امتدت لثماني سنوات والى الان؟

لان السلطة تحب نفسها كما يقال ومع الاسف الشديد. فانا اعتقد ان استخدام مصطلح الاندماج خطا فلايجب تفريق الناس بان هذا سويدي وهذا اجنبي.

كيف يمكن للناخب العربي التمييز بين الاحزاب السويدية؟

هذه مشكلة كبيرة فلدينا 8 احزاب في السويد ونحن 9 ملايين فقط فلدينا احزاب اكثر من الحاجة ومتقاربة المفاهيم كما يحدث بين الحزب الاشتراكي وحزب اليسار او بين حزب الشعب والوسط وابين المحافظين والحزب المسيحي لذلك فانا مع دمج هذه الاحزاب. وكذلك فان شكل المجتمع اختلف فلم يعد هناك صراع بين الريف والمدينة فما الداعي لوجود حزب الوسط مثلا؟ وكذلك الحزب الاشتراكي فالعمال لم يبقوا في معاملهم الان فهم في كل مكان.

وللاسف فانا كاحزاب متمسكين بتاريخنا فعدم التفريق بين الاحزاب كان من الاسباب التي ادت الى نشوء حزب سفيريا ديموكراتيرنا المعادي للاجانب. وكذلك مشكلة اللغة ايضا فان برامج الاحزاب مشروحة بلغة سويدية وامثال فلكلورية سويدية صرفة وهذا يصعب على اللاجئ فهم برنامج الحزب واهدافه فنصيحتي للاجئين ان يسالو انفسهم ان كانو يبحثون عن حزب يدعوا الي تخفيض الضرائب مثلا فعليهم الاتجاه نحو التحالف الحاكم وان كان ذلك لايهمهم فيمكنهم التوجه الي تحالف الخضر الحمر ثم ينتقلون لمناقشة المسائل الاخرى وهكذا. ولذلك فلو كان لدينا لوبي عراقي لامكننا توضيح هذه المسائل.

ماهي نصيحتك للمرشحين العراقيين الحاليين للبرلمان السويدي؟

ان لاتمنعهم المعوقات الحزبية من الاتصال والتعاون فيما بينهم وان يحاول كل منهم الحصول على موقع دائم وليس تعويضي في لجنة او اكثر من اللجان البرلمانية، وانصحهم بالتخصص في مسالة محددة ضمن هذه اللجان حتى ولو كانت صغيرة ويبدعون فيها. وساكون دائما في مساعدتهم اذا احتاجوا لذلك.

كلمة اخيرة عبير؟

اطالب كل العراقيين بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية يوم غد ولايهم لاي حزب تصوتون المهم ان عدم تصويتكم يعني تقدم حزب سفيريا ديموكراتيرنا المعادي للاجانب.

 اعداد واخراج : محسن عباس

محرر الموقع : 2014 - 09 - 14