القصب وجوزة الطيب من أجل السلام.. حكاية اتفاق أنهى الحرب الأنجلو هولندية
    

مرت امس الذكرى الـ 347 على توقيع إنجلترا وهولندا اتفاقية سلام “وستمنستر”، التى أنهت الحرب الأنجلو هولندية الثالثة، وقد تضمن الاتفاق إعطاء كل من سورينام بأمريكا الجنوبية الغنية بقصب السكر وجزيرة رون بشمال أرخبيل مالوكو فى إندونيسيا الغنية بجوزة الطيب لهولندا مقابل تنازل هولندا عن نيو نذرلاند فى أمريكا الشمالية لإنجلترا التى قامت بتغيير اسمها إلى نيويورك.

الحروب الإنجليزية الهولندية كانت سلسلة من الحروب بين الإنجليز (البريطانيين فى وقت لاحق) والهولنديين فى القرنين السابع عشر والثامن عشر، للسيطرة على البحار والطرق التجارية. 

نشبت الحرب الأولى خلال فترة خلو العرش الإنجليزى حيث دارت رحى القتال بين كومنولث إنجلترا وجمهورية هولندا (المعروفة أيضًا باسم المقاطعات المتحدة)، بينما وقعت الحرب الثانية والحرب الثالثة بعد النهضة واشتركت فيها كل من مملكة إنجلترا وجمهورية هولندا، ووقعت الحرب الرابعة بعد قوانين الاتحاد ومشاركة مملكة بريطانيا العظمى وجمهورية هولندا.

وبحسب موقع bncf.firenze اعتبر الإنجليز أن هولندا ناكرة للمساعدات التى تلقوها فى المواجهة الإسبانية من خلال زيادة قوتهم عن الحماة البريطانيين السابقين، بالإضافة إلى ممارستهم صيد الرنجة قبالة الساحل الشرقى الإنجليزى، بل وكانوا وراء إخراج الإنجليز من جزر الهند الشرقية وارتكابهم لأعمال وحشية تنكيلية تدل على الاستغلال مثل مذبحة أمبوينا، بينما صرخوا مطالبين بتطبيق مبدأ التجارة الحرة للتحايل على الضرائب فى المستعمرات الإنجليزية، لكن كانت هناك أيضًا نقاط جديدة للصراع مثل: تدهور القوة الإسبانية فى نهاية حرب الثلاثين عامًا فى عام 1648 والاستيلاء على المستعمرات من قبل البرتغال (بالفعل فى وسط حرب استعادة البرتغال)، بل وربما بالتساوى مع إسبانيا المحاصرة، التى كانت عبارة عن لقمة سائغة، وبعد عام 1648، سرعان ما حل الهولنديون محل الإنجليز فى التجارة فى منطقة القوقاز، إضافة إلى ذلك، خشى كرومويل من تأثير حزب أورانجيست (Orangist) وأماكن النفى التابعة للإنجليز لأن نواب الملك فى هولندا كانوا يميلون دائمًا لمساندة عائلة ستيوارت المالكة؛ لذلك غضب الهولنديون من ضرب عنق تشارلز الأول.

وحاول كرومويل تخفيف حدة التوتر فى وقت مبكر من عام 1651، عن طريق إرسال وفد إلى لاهاى يقترح عليهم ضم الجمهورية الهولندية إلى الكومنولث ومن ثم تساعد هولندا إنجلترا فى غزو معظم بلاد أمريكا الإسبانية، وانتهت هذه المحاولة اليائسة لإنهاء الهيمنة الهولندية بالحرب، ومع ذلك كان حزب السلام الحاكم فى ولايات هولندا غير قادر على صياغة رد للعرض غير المتوقع والبعيد المدى، حيث حرض حزب أورانجيست الموالى لعائلة ستيوارت المالكة بعض الرعاع على مضايقة المبعوثين، وعندما عاد الوفد، شعر البرلمان الإنجليزى بانزعاج شديد من موقف هولندا، حيث قرر اتباع سياسة المجابهة.

أوضحت نتائج حرب الخلافة النمساوية أن بريطانيا لم تعد تعتبر النمسا قوية بما يكفي لمواجهة القوة الفرنسية، لكنها كانت راضية عن بناء دول أصغر مثل بروسيا. ولذلك، وافق كلًا من بريطانيا وبروسيا في اتفاقية وستمنستر (16 يناير عام 1756) على أن بريطانيا لن تساعد النمسا في تجدد الصراع لصالح سيليزيا، إذا وافقت بروسيا على حماية هانوفر، عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، من القوة الفرنسية. إذ كانت حماية هانوفر مهمة لبريطانيا لأنها كانت ملكًا لملكها جورج الثاني ملك بريطانيا العُظمى (الذي وُلد وتربى بين أعضاء القاعدة الانتخابية). شعرت بريطانيا أنه مع قوة بروسيا المتزايدة، ستكون أكثر قدرة من النمسا في الدفاع عن هانوفر.

وفي الوقت نفسه، كانت النمسا مُصممة على استعادة سيليزيا، وهكذا وجد الحليفان نفسيهما مع مصالح متضاربة. اعترفت ماريا تيريزا بعدم جدوى التحالف المتجدد مع بريطانيا، ومن ثم وضعت لواء النمسا مع فرنسا، التي يمكن أن تحل محل بريطانيا بصفتها حليفًا قيمًا. عرفت ماريا تيريزا أنه بدون حليف قوي مثل فرنسا، فإنها لا يمكن أن تأمل في استعادة سيليزيا من فريدريك.

المنابع:صحف ومواقع

محرر الموقع : 2021 - 02 - 21