السياح العراقيون في جورجيا بين الحلم الوردي وسواد المصير
    

متنفس جديد للسياحة والاستثمار
تبليسي ـ عباس رضا الموسوي
شهدت الاعوام الاخيرة اقبالا واسعا من العراقيين الذين يترددون على الجمهورية الجورجية لاسباب عدة من ابرزها السياحة والاستثمار والعلاج خصوصا وان تكلفة السفر التي تصل الى نحو 500 دولار في الصيف و350 دولارا في الشتاء مقبولة وان اسعار الغذاء والسكن ملائمة كما ان معالم الجمال الطبيعي بارزة في جورجيا التي تعد من دول القوقاز التي نالت استقلالها مبكرا من روسيا حيث مدينة (باتومي) المطلة على البحر الاسود والعاصمة ( تبليسي ) المحاطة بالجبال الخضراء وغيرها من اماكن سياحية وجد فيها العراقيون ضالتهم بشأن السياحة وفرص
 الاستثمار .جورجيا في سطور

يقول عمر محمود (دليل سياحي) عن تاريخ جورجيا الحديث ومكانتها السياحية والاستثمارية : ان جورجيا احدى دول القوقاز التي انفصلت في العام 1991 عن الاتحاد السوفيتي وتعد نقطة فصل بين اوروبا الشرقية وغرب اسيا وتحدها دول تركيا وارمينيا واذربيجان وروسيا والبحر الاسود الذي جعل منها من ابرز دول القوقاز سياحة ويضيف : ان مساحة جورجيا الصغيرة تقريبا 70 الف كم 2 ويبلغ سكانها 4 ملايين و350 الف نسمة تقريبا وتشكل نسبة الاناث نحو 70 بالمئة ويتحدث سكانها اللغة الجورجية اضافة الى اللغة الروسية مشيرا الى ان الجورجيين عانوا خصوصا بعد الانفصال عن الاتحاد السوفيتي ظروفا اقتصادية حرجة مازالت اثارها قائمة مما جعل من الحكومة تتجه نحو تنشيط السياحة والاستفادة من رؤوس الاموال الاجنبية لانشاء مشاريع اقتصادية لايجاد فرص العمل للعاطلين وبناء الاقتصاد الوطني لذا فان جورجيا تعد فرصة للباحثين عن السياحة والاستثمار وفيها جاليات عربية متنوعة اكبرها الجالية العراقية.

أحلام وكوابيس

لقد امتزجت احلام العراقيين الراغبين بالاستقرار في جورجيا الجميلة بكوابيس المصير لاسيما وانها الدولة الاوروبية او التي انضمت مؤخرا الى الاتحاد الاوروبي التي تسمح للعراقيين بالدخول الى اراضيها للسياحة دون الحاجة الى ( فيزا ) وهي الدولة الوحيدة التي احيانا تعيد نصف ركاب الطائرة من مطار تبليسي الى مطار بغداد دون سبب اذ يقول السائح العراقي ( محمد علي ) لقد استوقفوني في مطار تبليسي لاكثر من ساعة قبل ان يأذنوا لي بالدخول دون أي سبب، مضيفا ان نحو 15 سائحا كانوا معه على متن الطائرة اعادتهم سلطات المطار الى العراق بعد ان احتجزتهم لساعات طويلة ومن غير سبب لذا فانا قررت ان تكون سفرتي هذه الاولى والاخيرة الى جورجيا .
فيما يرى السائح محمد السماوي : ان وجودي في جورجيا مضى عليه نحو سنة واخذت اتطبع على الحياة بشكل طبيعي واعمل في مجال السياحة مع القادمين من العراق دون ان اتعرض الى ادنى مشكلة باستثناء القلق من المصير المجهول لوجودي في جورجيا فليس هناك أي ضامن من لحظة اجبر بها من قبل الجهات المختصة على مغادرة الاراضي الجورجية دون نقاش او امنع من الدخول مرة ثانية في حال عودتي من زيارة الاهل وهو الامر الذي تعرض اليه الكثيرون .

مشاريع صغيرة

وعن الوضع الاقتصادي المتوسط الذي يعيشه البلد واهميته في استثمار العراقيين اموالهم من خلال تنفيذ المشاريع المتنوعة يقول رجل الاعمال مصطفى العامري : لقد وجدت بانشاء المشاريع الاستثمارية الصغيرة فائدة تضاهي المشاريع الكبيرة لذا ذهبت انشئ المشاريع الصغيرة في اماكن متعددة مختصا في مجال (السوبر ماركت) فيما البعض من الاصدقاء العراقيين اتجهوا نحو انشاء الشركات السياحية او العمل في مجال استئجار الفنادق وانشاء المطاعم ذات الاكلات العربية والعراقية على وجه الخصوص مضيفا : ان الخوف من مستقبل وجود العراقيين في جورجيا يجعل اغلبهم يتجه نحو افتتاح المشاريع الصغيرة دون غيرها وهو ما نلاحظه بشكل جلي بل ان البعض منهم راح يبحث عن ضمانات افضل لتشغيل رأس
 ماله .

جوانب سياحية

ان اغلب العراقيين الذين يسافرون الى جورجيا بهدف السياحية يجدون ضالتهم هناك : اذ يبين علي حسين : لقد سافرت الى جورجيا نحو 8 مرات خلال العامين الماضيين لاني ابحث عن السياحة فوجدت البحر الاسود بكل ما يحتويه من جمال والجبال الخضراء الشاهقة والمساحات المنبسطة والمزارع المتنوعة بالاضافة الى الهواء النقي وجمال الانسان الجورجي شكلا وروحا الامر الذي جعلني افضلها على باقي البلدان السياحية مضيفا: ان اغلب سفراتي اجلب بها افراد اسرتي حيث يجد الاطفال ما يبحثون عنه من اماكن لهو ومناظر طبيعية خلابة تنشط تركيزهم وتعالج اوضاعهم النفسية فما حرمت منه في صغري لا اريد ان يحرم منه
 اطفالي .

مشاكل مؤثرة 

اما عن ابرز المشاكل التي يتعرض لها المسافر الى جورجيا فيقول العديد من الذين تحدثنا معهم إنه التفاوت في اسعار تذاكر السفر من شركة الى اخرى والتاخير الملحوظ بمواعيد السفر جوا والتي قد تصل الى 12 ساعة اضافة الى قيام السلطات الجورجية بمنع دخول البعض من المسافرين دون أي سبب يذكر وبنسبة تصل الى نحو 10 بالمئة من مسافري الرحلة الواحدة فيما شكا اخرون من عمليات نصب محدودة تقوم بها شركات سفر عراقية وعربية مستغلة جهل المسافرين باللغة الجورجية واسعار النقل والسكن.

محرر الموقع : 2014 - 09 - 24