و"أوروبا" هو أحدث أفلام المخرج الإيطالي من أصل عراقي حيدر رشيد، وقدمه في  المسابقة الرسمية "لاكنزان" بالدورة الـ74 لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، وحاز على تقدير الصحافة العالمية.

 

وعن أهمية تصوير تلك الحكايات، قال حيدر إن من كان يحمل معه الحلم الأميركي، بات يحلم أيضا بالحلم الأوروبي، لكن "الواقع من الداخل لا يشبه الخيال والأحلام".

وتحدث المخرج الإيطالي في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية" على هامش مشاركته في مهرجان "كان"، عن دوافع إنجازه لهذا العمل كمخرج إيطالي من أصل عراقي.

الظاهر غير الباطن

وقال حيدر: "أوروبا من الخارج تبدو أجمل من الداخل، أحيانا هي كابوس. أشعر بالمسؤولية أمام الأزمات التي يعانيها بعض المهاجرين عندما يتعلق الأمر بوصولهم إلى قارة متوغلة في الفكر الاستعماري".

ويأتي الفيلم ضمن موجة من الأفلام التي ينتجها ويخرجها عرب المهجر كنوع من الدعم المعنوي والإنساني في العادة، وهو ما يفتح لمخرجي هذا النوع من الأعمال أبواب المهرجانات العالمية.

 

حيدر رشيد
حيدر رشيد

 

وهنا يؤكد حيدر أنه "جزء من ذلك الإحساس"، ويرى فكرة إنجاز أفلام من هذا النوع "مسؤولية حضارية بالدرجة الأولى".

وقال حيدر: "حتى إن لم تكن ابن مهاجر أو لم تعانِ، فعلينا كمخرجين أن نقول شيئا تجاه مثل هذه القضايا. كمواطنين من العالم يجب أن ندافع بشكل أو بآخر، لن أقول إنني سأغير العالم لكن إن استطعت أن أغير قناعات بعض الناس خاصة من الذين يقفون في المنتصف، فهذا في حد ذاته إنجاز مهم بالنسبة لي".

مزيد من العنصرية

ويرى المخرج الإيطالي أن "هناك المزيد من العنصرية والتحديات التي باتت تحاصر المهاجرين في السنوات الأخيرة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتقبلون فكرة تعامل الأمن الأوروبي مع بعض اللجئين بشكل غير إنساني".

وقال حيدر: "لماذا يُسمح لليمين المتطرف بتمجيد الكراهية؟ ولماذا البعض يقف مكتوف الأيدي (إزاء ذلك)؟".

لكن في المقابل، لا يحمّل المخرج المسؤولية للسلطات الأوروبية، بل يرى مآساة الآلاف من المهاجرين مسؤلية مشتركة، مؤكدا أن "فيلمه ليس من أجل أن يكره العرب أوروبا، وإنما بهدف الدفاع عن حقوق المهاجرين".

وقال: "أملي أن يسافر الناس بشكل حر لبدء حياة أفضل. أنا لم أنجز الفيلم لأخيف الناس من السفر بل لكي يجد المسافر القادم من العالم العربي بعض الحقائق التي بإمكانها أن تساعده على فهم المستقبل، والعكس بالنسبة للمشاهد الأوروبي، ربما يغير من بعض السلوكيات تجاه المهاجرين".