فاتورة عشاء بـ2400 كرون تثير شكوكاً بالفساد حول مسؤول سويدي
    

أثارت فاتورة عشاء بـ2400 كرون اتهامات إعلامية طالت مدير محافظة سكونا آلف يونسون. وبعد تهرب من الإجابة لأيام، قال يونسون لـSVT مؤخراً إنه قبل دعوة على العشاء من الرئيس التنفيذي لشركة Vårdinnovation، معترفاً أنه ارتكب خطأ حين لم يدفع ثمن عشائه.

أثارت قضية العشاء جدلاً حاداً في الأيام الأخيرة بعد أن كشفها SVT. حيث طالب سياسيون في المحافظة يونسون بالإجابة عن الأسئلة المتعلقة بدعوة العشاء.

ولفتت دعوة العشاء الانتباه لارتباطها بقضية رشوة اُتهمت فيها الشركة ورئيسها التنفيذي بتقديم أموال لموظفين في المحافظة لتسهيل عملية شراء المحافظة للنظام الرقمي الذي تنتجه الشركة ويستخدم في المراكز الصحية.

تناول يونسون العشاء مع الرئيس التنفيذي للشركة، دامون تويجار، خلال فترة التفاوض معها في 22 آب/أغسطس العام 2019، في مطعم ياباني في مالمو. وحضر العشاء المدير السابق لتكنولوجيا المعلومات في المحافظة، وممول استثمر مليوني كرون في الشركة.

وكانت سكونا تنوي استخدام نظام رقمي تنتجه الشركة في جميع المراكز الصحية لتسهيل عمل الرعاية الأولية وتوفير الوقت على الأطباء والممرضات خلال عملية العلاج وأخذ العينات. ولحقت بها محافظتا فيسترا يوتالاند ودالارنا.

وخلال صفقة الشراء، جرى تفويض محافظة سكونا بشراء النظام لفيسترا يوتالاند أيضاً. وقدرت القيمة الإجمالية للاتفاقين بنحو مليار كرون. ثم اشترت دالارنا النظام لاحقاً.

وبدأت المراكز الصحية في سكونا في خريف 2019 تطبيق النظام تجريبياً، غير أن  SVT Nyheter Skåne كشف عن مخالفات تتعلق بالمشتريات وانتقادات لنظام Vårdexpressen ، فتم إيقاف الاستخدام التجريبي ثم ألغيت الاتفاقات مع الشركة في المحافظتين في كانون الثاني/يناير 2020.

ورفعت الشركة دعوى قضائية ضد محافظة سكونا للحصول على حوالي نصف مليار كرون لخرقها العقد مع الشركة.

وفي الشتاء الماضي، انسحبت محافظة دالارنا أيضاً بعد أن أفلست الشركة.

وأدانت محكمة مالمو في وقت سابق اثنين من الموظفين السابقين في محافظة سكونا إضافة إلى الرئيس التنفيذي للشركة بتهمة الرشوة. حيث تلقى الموظفون وعوداً بنسبة من الصفقة وأسهم في شركة Vårdinnovation التي تنتج نظام Vårdexpressen.

وأظهرت التحقيقات أن الرئيس التنفيذي للشركة تمكن عبر الموظفين الثلاثة من الوصول إلى معلومات حاسمة وسرية قبل وأثناء وبعد عقد الصفقة. ما أدى إلى فوز شركته بالمناقصة رغم أن عرضها كان أعلى بمرات عدة من عرض منافسيها.

“كان علي أن أدفع”

وبعد جدل كبير حول دعوة العشاء التي قبلها مدير المحافظة، تحدث آلف يونسون لـSVT بالقول “دعيت من قبل مدير تكنولوجيا المعلومات السابق إلى اجتماع مع الشركة لمناقشة التشغيل التجريبي لنظام Vårdexpressen في بعض المراكز الصحية”.

وأضاف “كان ينبغي ألا أقبل الدعوة، لكني وصلت متاخراً إلى الاجتماع وكنت أول من يغادره لأستطيع العودة إلى البيت في كريستيانستاد. لكن بالطبع كان علي أن أدفع ثمن عشائي”.

ابنته حصلت على وظيفة

الممول الذي كان موجوداً على طاولة العشاء هو بيرت نوردبيري الذي أدلى بشهادته في محكمة مالمو وتحدث عن زيارة المطعم في 2019. وسئل نوردبيري عما إذا كان هناك حديث عن ابنة ألف يونسون خلال العشاء. فأجاب “نعم، أعتقد بأن ديمون وآلف ناقشا ذلك على العشاء”.

وبعد بضعة أسابيع من العشاء، وقعت ابنة يونسون عقد عمل بنظام الساعات مع الشركة. غير أن يونسون نفى بشدة أن يكون موضوع توظيف ابنته طرح خلال العشاء.

وكان يونسون أحد الذين قابلهم محققو شركة تدقيق الحسابات بعد أن كشف SVT عن المخالفات المشتبه بها. وخلال المقابلة التي استغرقت ساعة، لم يشر يونسون إطلاقاً إلى دعوته على العشاء.

وتعليقاً على تصريحات يونسون، قال السياسي في المحافظة ماتياس أولسون (اشتراكي ديمقراطي) “إنه أمر خطير جداً، لكن بعد التفسير الذي قدمه يونسون، لم يعد لدينا أي سبب لإعادة النظر في ثقتنا به. كانت محافظة سكونا ضحية لجرائم خطيرة كلفت دافعي الضرائب ملايين الكرونات”.

الكومبس 

محرر الموقع : 2021 - 11 - 12