العداء السني لايران ..طائفي ام سياسي ؟
    

مهند عبيد

كل شيعة العالم متيقنون بان العداء السني لايران هو عداء طائفي الا شيعة العراق فهم منقسمون على انفسهم فبعضهم يتوافق مع شيعة العالم الاخرين في التفكير ويرى ان العداء الذي تظهره دول الخليج ومصر والاردن و المغرب لايران هو عداء طائفي بغيض وحاقد وهو يستهدف الشيعة في كل مكان بينما الشيعة الاخرون من العراقيين يعتقدون ويؤمنون بان هذا العداء العربي السني لايران هو سياسي فقط ولا علاقة للطائفية به وهذا القسم من الشيعة هم جماعة ايران برة برة وكل الذين التقوا بمحمد بن سلمان او من يزور حكومات الخليج بحجج شتى و الذين يعلنون دوما بانهم يريدون العودة للحضن العربي و العمق العربي وهم  من رواد سفارة ال سعود في بغداد.

ولكن هل فعلا هذا العداء السني العربي لايران هو طائفي وليس سياسي ؟ الجواب نعم بكل تاكيد وهو عداء للشيعة بشكل عام ولا يهم ان كانوا شيعة ايرانيين او عراقيين او افغان او هنود او امريكان او بريطانيين او مصريين ولكن لان الشيعة في ايران هم دولة فلذلك العداء اصبح لها رسميا وشعبيا ولا ننسى العراق الجديد والعداء العربي السني للحكومات العراقية منذ عام 2003 وحتى اندحار داعش وللتاكيد وعسى ان يصحو هؤلاء النفر من الشيعة العراقيين من غفوتهم المتعمدة فانني اقدم لهم هي الشواهد :

التاييد الاعلامي و المعنوي الذي كان تظهره تلك الدول السنية العربية لنظام البعث الصدامي واتهامها المعارضين العراقيين من ابناء الشعب بانهم عملاء وخونة وتطاردهم في بلدانها وهذا كان حتى قبل قيام الثورة الايرانية فهل تصرفهم هذا كان سياسيا ام انه طائفي بحت ؟

اولا الموقف الخليجي والمصري والاردني والمغربي من قادسية صدام والتاييد المطلق لها واعطاءه الاموال وشراء الاسلحة له اكبر دليل على ان موقف تلك الدول هو طائفي.

لطالما صرح المسؤولون الامريكان بان حكام السعودية والامارات وقطر و مصر والاردن طلبوا منها دائما باسقاط الحكومة ايرانية وضرب ايران كما قال الملك السعودي السابق عبد الله للرئيس الامريكي بان اقطعوا راس الافعى وهي الحكومة الايرانية فيما طالب دوما حسني مبارك بقصف ايران وتحطيمها بينما كان الملك الاردني يحذر من الهلال الشيعي فهل هذه المواقف القديمة و المتجددة تدل على انه عداء سياسي وليس طائفي ؟

الم تحذر الحكومات السني من التمدد الشيعي او ما سموه بالتشييع ؟ وضرورة وقفه وعدم السماح للفكر الشيعي لان ينتشر بل وتدخل الازهر المصري ليحذر من الشيعة وافكارهم فهل هذا عداء سياسي ام طائفي علما بان بقية الاديان والمعتقدات لها كامل الحرية بنشر افكارها ومعتقداتها في الدول السنية وخصوصا الخليجية فلماذا الفكر الشيعي محارب فقط ؟ فهل هذه الاجراءات و السياسات هي عداء سياسي ؟؟؟

بمجرد سقوط الطاغية الارعن حتى هبت الدول السنية كلها لمحاربة العراق وقطعت علاقاتها وارسلت ارهابييها لقتل العراقيين فهل كان السبب سياسي ام لان الشيعة العراقيين استعادوا حقوقهم واصبحوا شركاء في الحكم ؟

هؤلاء الشيعة العراقيون الذين يعتقدون بان صراع الدول السنية مع ايران هو صراع سياسي هم انفسهم الذين خرجوا يصرخون ايران برة برة وهم انفسهم ملوؤا ملعب كرة القدم وهم يهتفون دارك يالاخضر ورفعوا صور محمد بن سلمان ونسوا القاعدة وداعش ومن مولهم  .

انهم ببساطة يبيعون مذهبهم بالمال الخليجي وفيما رفض شيعة العالم كله ان يبيعوا مذهبهم لال سعود فان بعض شيعة العراق عرضوا انفسهم في سوق النخاسة ليكونا عبيدا لال سعود بعد ان حررهم الامام الحسين من العبودية ولكن العزاء ان هناك شيعة عراقيون شرفاء لا ينسون لال سعود وبقية المجرمين تاريخهم الدموي ضد الشيعة بشكل عام وشيعة العراق بشكل خاص .

انه عداء سني طائفي لكل موالي لاهل بيت النبوة وليس عداء او خلاف سياسي فهل يعود بعض شيعة العراق الى مذهبهم ام ان ان المال الخليجي اعماهم؟

                                                                                                                                                         

محرر الموقع : 2019 - 06 - 24