أمريكا وإيران.. تصعيد (هوليوودي) مستهلك
    

ياسر بشير 

 

 

يبدو أن البيت الأبيض بات يتسابق مع هوليوود في انتاج أفلام الأكشن، مع العلم أن كلتا المدرستين (البيت الأبيض وهوليوود) قديمتان وعريقتان في صناعة الأفلام، مع فارق بسيط، ان هوليوود أقل كذباً من البيت الأبيض الذي لانجد ذرة من الصدق في جميع أفلامه، وآخرها فيلم (توجيه ضربة عسكرية لإيران) !

ان سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط تعتمد على التلاعب بكفتي الميزان (السعودية وإيران) والاستفادة من الصراع التاريخي بين هذين المحورين، فالسعودية بالنسبة للإدارة الأمريكية هي مصدر للثروات، وبإمكانها ان تبتز السعودية في أي وقت في ظل وجود القطب الإيراني الذي يمتلك سلاحاً نووياً، وبطبيعة الحال فإن كل الثروات التي تنهبها الادارة الامريكية من آل سعود لاتذهب للشعب الامريكي ولا للخزانة ولا لمشاريع تنفع الشعب ولا لتمويل الجيش، باختصار تذهب الى جيوب الرأسماليين واللوبي اليهودي الذي يحكم أمريكا والعالم .

اما إيران، فهي بمثابة (العصا الكهربائية) التي يستخدمها رجال الشرطة هنا في الأحياء الفقيرة بأمريكا، وهذه العصا (الإيرانية) تستخدمها الحكومة الامريكية لتصعق بها حكام السعودية كلما ارادت ابتزازهم ونهب اموالهم .

ان الأكذوبة الأمريكية الأخيرة بأن الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية لإيران جاءت في وقت باتت فيه اسطورة العداء (الأمريكي الإيراني) مهددة بالافتضاح بعد باتت كل الأدلة والوقائع تشير الى وجود تواطؤ أمريكي إيراني وراء الكواليس للعبث بأمن المنطقة وحماية مصالح اسرائيل، وهذا التحالف الخفي بدأ ينكشف أمام الرأي العام العالمي بعد انتهاء سيناريو داعش في العراق وسوريا وصدور أوامر عليا من البنتاغون الى قادة التنظيم الارهابي بالانسحاب لأن اللعبة انتهت، وكان المستفيد من اللعبة امريكا وايران .

ولعل الارهابي ابو بكر البغدادي يتجول الان في احياء (منهاتن) بإسم مستعار ومظهر جديد بعد ان حلق لحيته العفنة وقبض ثمن لعبته المميتة من المخابرات الامريكية .

اقول لكل من ينتظر حصول ضربة عسكرية امريكية لإيران: لاتحلم بالمستحيل.. ولا تصدق بأن الرئيس المهرج ترامب كان ينوي فعلاً التوقيع على ضرب ايران لكنه تراجع في اللحظة الاخيرة، فالكل حلفاء واصدقاء خلف الكواليس، والكل موظفون لدى العائلة اليهودية التي تحكم العالم، والشعوب الساذجة هي الضحية .

 

محرر الموقع : 2019 - 06 - 25