غازي المشعل
قليلون هم الذين وضعوا العراق في قلوبهم وعيونهم أينما حلوا ، وفي اي موقع وُضعوا ، فخدموا ابنائه أتم خدمة دون منٍّ او تكلف .
واحد من هؤلاء القنصل العراقي في مدينة ديترويت بولاية مشيغان الامريكية السيد عدنان معجون آل عزارة ..ورغم انني لا اعرف الرجل سابقاً ولم التق به من قبل فلقد رايته في زيارتي للقنصلية الاسبوع الماضي مضيافاً ، صادقاً في ترحيبه بالعراقيين ، هميماً في خدمتهم ، فاتحاً أبواب مكتبه لهم جميعاً بغض النظر عن أديانهم وقومياتهم ومذاهبهم ومحافظاتهم ومناطقهم وافكارهم .. شفافاً ومتواضعاً لا يبغي غير وجه الله والعراق ..
هذا هو النموذج الذي يحتاجه عراق اليوم بعيداً عن التكبر وغرور الكراسي والبيروقراطية والمحاصصة وامراضها التي شاعت مؤخراً .. فلقد قصدت القنصلية في حاجة رسمية فوجدت الرجل حاضراً ومتفانياً في خدمة اخوانه العراقيين .. واسرع بإنجاز ما جئنا من اجله في دقائق ، بل ثوانٍ .. ضارباً المثل في حسن المعاملة وطيب الاستقبال فأنسانا مشقة الطريق وبُعد المسافات .. اما حديثه الدافيء وخلقه الرفيع فقد اعجزنا عن الكلام وشرح صدورنا فكان لابد من كلمة شكر وثناء لم اعتد ان افعلها سابقاً ، ولم يكن الرجل بحاجة اليها حقيقة او ينتظرها لانني سمعت عنه كل ماهو طيب وخيّر ممن التقيتهم من مواطني العراق في مبنىٰ القنصلية .. واجمل مافي الرجل انه كان يستمع الى مقترحاتنا وآرائنا باهتمام بالغ معرباً عن الاستعداد الكامل لخدمة العراقيين على امتداد الرقعة الجغرافية المترامية الأطراف للولايات المتحدة الامريكية للتخفيف من معاناة العراقيين هناك وانجاز معاملاتهم القنصلية المتعددة .. وما يقال عن الرجل يقال عن العاملين في القنصلية جميعاً ، فكانوا بنفس الهمة والإخلاص ومستوىٰ الخدمة للمراجعين فاستحقوا الثناء ايضاً ..
ولا انسىٰ في هذه المناسبة ان اذكر ان ابناء الجالية العراقية الكبيرة يشهدون للقنصل حضوره الدائم معهم في جميع المناسبات خارج القنصلية سواء كانت اجتماعية او وجدانية او فنية او دينية او رياضية او رسمية ، مما يعكس الوجه الحقيقي للتلاحم الوطني خارج البلاد ويعطي الانطباع الصادق لتكافل العراقيين وتوادّهم ووحدة مصيرهم رغم كل مظاهر الاختلاف .
السيد قنصل العراق في ديترويت .. شكراً ، والف شكر .. والشكر في حالتك ، ولَك : واجب وحق .
