فتوى السيد السيستاني وتفعيل الخطاب الديني
    

وصولا الى حالة الخوف والتوجس والانغلاق وزرع آفة الاستلاب الروحي  وخلق انبهارية عالية في عقلية الشعب بما تمتلك داعش من امكانيات قوية وهي تتقدم  التقدم السريع مع زرع التحدي القسري والذي يعتمد على قوة الاعلان والاعلام المكثف، مع توجيه  العديد من الضربات الموجعة  للمكون العسكري  العراقي ، فكانت الحاجة  الماسة  الى ظهور معجزة  تمتلك ارادة  واعية تقوم بوضع المبادرة  القادرة على ايقاف  حالة التدهور ، وفق المنهج الايماني  الذي لابد من امتلاك زمام الارادة الجماهيرية وهذا لايتم الا عبر الايمان او امتلاك المؤثر الايماني .

 وفعلا انطلق  الصوت المرجعي  المبارك  بفتوى  الدفاع المقدس والذي سعى للارتقاء بالجانب المعنوي في زمن كان  رهان القوى المنحرفة  على تشتيت معنويات  التوجيه الديني والارشادي والتوعوي حيث كانت خطب الجمع تمر عبر التلفاز غير مفعلة بالاستجابة الجماهيرية  الا من قبل بعض مئات من المتابعين وهذا يعني ان المرجعية المباركة حملت مسؤولية قيادة الامة بقراءة واعية  للجذور الايمانية  التي تربط قيم الامة ، بعدما كاد السعي المراهن ان ينجح بتدمير  منظومات القيم الايمانية والمعرفية .

 وظهور الارهاب بهذه القوة هو اساسا مخططا لتدمير  هذه المقومات الايمانية ، من اجل زرع الخور  الروحي والفراغ المستديم وشيوع الياس  القاتل في نفسية المجتمع العراقي نتيجة التدهور  الذي جاء  اثر سقوط الموصل والتقدم المريع لقوى داعش مع استمالة روح البطش والتنكيل وتهديد كل ما يمثل هويتنا ، تبنى الاعلام المنحرف تركيز هذا الخذلان المعنوي  ، بعدما اشاعوا فوضوية الانتماء كتهمة الصقوها  بالجيش العراقي  وتفعيل امور السعي الارتزاقي للجيش .

 فكانت الفتوى هي المورد الانساني الوطتي الذي تحمل مسؤولية تعديل الموازنة الداخلية على صعيد الواقع الفردي والجماعي حيث عمرت المنابر  السعي الارشادي  النهضوي الداعم للمواجهة مع الاستجابة الفاعلة بسبب التدهور الاجتماعي  الذي ساد بسبب عبثية الحياة وقد يكون هذا الابتعاد ليس تمردا وانما بسبب الانشغال بمفردات  الازاحة الفكرية بحيث صار الانسان يفكر بنجاته ونجاة عائلته ، دون تحمل مسؤولية الوطن الناس الدين الذي سيحمله بالتأكيد وجوب المواحهة .

 استنهاض الهمة بفتوى السيد السيستاني ( دام ظله الوارف ) مع تلك الاستجابة الجماهيرية التي فعلت لنا الدور المهم  للخطاب الديني  الساعي الى توحيد  المواقف والرؤى ، وكشف للعديد  من المحاور التي  جندت كل ما تملك لتدمير العراق ، سعت دعائيات العولمة  بحجة حداثوية الرؤى الى احداث شرخ بعلاقة  الانسان وثقافة  مكوناته الروحية  .

 وهذا الامر  لو استفحل سيهدم لنا  العوالم  الحضارية  ، الثقافية  والسياسية  والاجتماعية ، مواجهة أي مشكلة تحتاج الى  تفعيل روحية  الفعل السلوكي  والالتزام بقيم  الرشاد ، الفتوى اشاعت هذه الروح التي دعمت نهضوية الخطاب الديني ، ليصبح هذا الخطاب بمثابة ( الداينمو ) المولد لحيثيات استمرار الوعي الوطني والدافع الاستمراري الذي واجه بقوة  الخطاب المنبري  الوهابي ، عندما التزم خطابنا الديني  بالحقائق الداعمة لمواقف المرجعية  والتي تحدت بشكل قوي أمراض واعراض  الوسط الذي حمل مظاهر الثقافة دون وعي ، تعبر عن معنى الايمان بقيادة الدين الواعية  كمرجعية  دينية مباركة وليست احزابا .

هذا الاستنهاض  مدعوم بوعي  المرجعية المباركة  ، قرأت  مكونات الجذر المؤسس  لهذا الشعب  الذي تنامى بقوة  جذور التوعية  الحسينية  ، استجابة الجماهير للفتوى جاء عبر هذا الوعي  الدلالي  لقضايا النهضة  الحسينية عبر  ما افرزته قيم  الوعي المرجعي المبارك  بمنهج استباقي  فعل الخطاب الروحي  عبر خطابات  ائمة الجمع  ورجال الدين  الذي نالوا رضى الله .

علي حسين الخباز

محرر الموقع : 2017 - 02 - 25