التشيع والمرجعية الدينية
    

   القسم الثالث

  رغم  تشتت انصار ومؤيدي ومحبي صرخة الامام الحسين بعد أستشهاد الامام الحسين وخلق صرخات متعددة  مختلفة ومتنوعة وحتى متضاربة ورغم ما تعرضت تلك الصرخة اي صرخة الحسين الى هجمات ظلامية وحشية من اجل حجبها وذبح كل من يصرخها والاساءة اليها الا انها لم ولن تمت بل بقيت مستمرة تزداد تألقا وسموا   ويرتفع صوتها بمرور الزمن الا انها لم تحقق الهدف المطلوب الذي هو اقامة العدل وأزالة الظلم ترسيخ الحرية وقبر العبودية والسبب في ذلك يعود الى المرجعية الدينية لانها تخلت عن مهمتها الاساسية والرئيسية   النزول الى الناس وخلق انسان حر من خلال نشر الوعي والمعرفة وتحرير العقول لكنها عزلت نفسها وانشغلت في امور لا اهمية لها وتحول التشيع الى حركة سلبية نائمة بأنتظار من ينقذها ولا شك ان هذه الحالة ساهمت في سيطرت الظلام والجهل واعداء الحياة والانسان  وكان الضحية الاسلام والمسلمين وخاصة الحركة الشيعية حيث نالت الكثير من القمع والاضطهاد والتشرد والذبح على يد الفئة الباغية

      وأستمرت هذه الحالة حتى  ظهور مرجعية الامام روح الله الخميني  مرجعية حقا كانت مرجعية علوية حسينية لا تعرف الخوف ولا المساومة على حساب الحق والعدل  مرجعية فاهمة كل الفهم لصرخة الحسين وملتزمة ومتمسكة بكل قيم ومبادئ صرخة الحسين الانسانية الحضارية  بعد ان وحد كل الصرخات الحسينية الحرة التي أنطلقت في كل مراحل التاريخ في صرخة واحدة هي صرخة الحسين في يوم الطف الخالدة   (كونوا احرارا في دنياكم ) (والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما ) انها صرخة الانسان الحر في كل زمان وفي كل مكان  التي تستهدف بناء حياة حرة عزيزة وخلق انسان حر عزيز فصرخت معه الملايين من بني البشر الاحرار في ايران وخارج ايران وتمكنوا من تحرير ايران والقضاء على فرعون ايران وتأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران  وأشرقت شمس الاسلام من جديد من ايران (انها نبوءة الرسول الكريم تتحقق على يد الامام الخميني) وبدأت تمتد وتتسع لتنير المنطقة العربية والاسلامية والعالم وتبدد ظلامها وهذا اول انتصار حقيقي للاسلام للتشيع في التاريخ  منذ استشهاد الامام علي 

لا شك هناك اسباب أدت الى انتصار الصحوة الاسلامية في ايران ونجاحها هذا الانتصاروالنجاح الباهر

التزام وتمسك قائد الثورة الاسلامية وكل قادة وعناصر الثورة الاسلامية بقيم ومبادئ  صرخة الحسين   

كما ان الامام الخميني أهتم بصنع   اصحاب واعوان كأصحاب وأعوان الامام الحسين

 لا يعرفون الخوف ولا المجاملة  حتى انهم تخلوا عن مصالحهم الخاصة  وحملوا أرواحهم على كفوفهم وقالوا مرحبا بالموت من اجل اقامة العدل وأزالة الظلم  من اجل حياة حرة وانسان حر وصرخوا صرخة واحدة هيهات منا الذلة 

كما ان الزمن الحالي اثبت  انه زمن الاسلام اي التشيع اي انه الزمن الملائم لتطبيق التشيع الذي هو روح الاسلام  لهذا حقق انتصارات ونجاحات وعلى كافة الاصعدة وفي كل المجالات أشبه بالمعجزات بالأساطير  ها هي الجمهورية الاسلامية تحقق نجاحات وانتصارات في كل المجالات وعلى كافة الاصعدة انتصارات على اعداء الاسلام اعداء الحياة والانسان ونجاحات في بناء  الجمهورية الاسلامية حتى اصبحت من الدول الكبرى التي يحسب لها الف حساب وهذا ما اعترف به عدوها الرئيس الامريكي ترامب عندما قال ايران دولة حضارة كما أشاد بحكمة وشجاعة القيادة  الايرانية الحالية وتوقع قدرتها على بناء دولة راقية في مستوى الدول الكبرى كما اصبحت الجمهورية الاسلامية سندا ومنقذا لكل الشعوب المستضعفة في المنطقة والعالم وخاصة الشعوب التي ابتليت  بالوباء الوهابي اي كلاب الدين الوهابي الظلامي دين ال سعود القاعدة داعش وغيرها

وهكذا انقسم العالم الى معسكرين معسكر الحرية ومحبي الحياة والانسان  بقيادة الجمهورية الاسلامية ومعسكر العبودية أعداء الحياة والانسان بقيادة مهلكة ال سعود   وهذه حالة جديدة لم تحدث من ذي قبل وهكذا بدأ الاسلام التشيع حركة موحدة منظمة ومخطط لها مسبقا  لهذا تمكنوا من الانتصار على اعدائهم في ايران وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وفي كل مكان رغم محاولات اعداء الاسلام  اعداء التشيع من خلق شخصيات ضعيفة مأجورة واطلقوا عليها مراجع دينية في العراق في لبنان في اليمن امثال الخالصي والصرخي واحمد الحسن والقحطاني ومثلهم في لبنان وفي الجزيرة وفي بلدان اوربية   والكثير من الذين باعوا دينهم وكرامتهم وشرفهم مقابل بعض الدولارات مقابل الاساءة للمرجعية الدينية مرجعية الامام السيستاني المرجعية الشجاعة الحكيمة التي لولا شجاعة وحكمة الامام السيستاني لتمزق العراق ارضا وبشرا   ووحدت العراق والعراقيين جميعا وصنعت قوة ربانية هي الحشد الشعبي المقدس التي حمت العراق والعراقيين وحمت المنطقة والعالم حيث كسرت شوكة الارهاب الوهابية وافشلت مخططات ال سعود واسيادهم ال صهيون  

فمرجعية الامام السيستاني انطلقت من الحق من القيم الانسانية  لا من طائفة ولا من قومية ولا من دين ولا من منطقة وهذا المنطلق هو الذي وحد العراق ووحد العراقيين    لانه لم يحب مال ولا شهرة كل الذي يريده بناء حياة حرة وانسان حر كل الذي يريده اقامة العدل وأزالة الظلم وهكذا احبه الاحرار اصحاب العقول الحرة وكرهه العبيد أصحاب العقول المحتلة

    لا شك ان مهمة الامام السيستاني في العراق تختلف عن مهمة الامام الخميني فالشعب الايراني كان موحدا في مسيرته في توجهه لهذا تمكن من الاطاحة بحكم الشاه  

اما مهمة الامام السيستاني فكانت مهمة صعبة خاصة بعد تحرير العراق في 9-4-2003  وخلق حالة الفوضى التي عمت البلاد والتي ادت الى قيام حرب طائفية وعنصرية  

فكانت مهمته بعد التحرير هي حماية العراق ارضا وشعبا ووحدة العراقيين واول خطوة  دعا اليها هي وضع دستور يختاره العراقيون و يعرض على الشعب للتصويت وفعلا تم ذلك     ودعا الشعب الى اختيار ممثليه وفق الدستور والمؤسسات الدستورية كل محافظة تختار عدد من    يمثلها وفق نسبة السكان وهؤلاء يشكلون البرلمان العراقي الذي يختار الحكومة وهو الذي يراقبها ويحاسبها اذا قصرت ويقيلها اذا عجزت

كما كل محافظة تختار مجلس محافظة بحرية وحكومتها  مهمتها ادارة شؤون المحافظة الادارية وكل حي من احياء اي محافظة يختار مجلس بلدي من ابناء الحي لخدمة ابناء الحي وادارة الحي اداريا

وهذا لم بحدث في المنطقة العربية والاسلامية وحتى في كثير من البلدان العالمية الراقية  

لكن العراق واجه هجمات ظلامية وحشية كان مصدرها ال سعود وكلابها الوهابية  وكان أخرها الهجمة الداعشية الوهابية والصدامية كانت تستهدف القضاء على العراق والعراقيين وفعلا تمكنت من تحقيق بعض الانتصارات  حتى وصلت الى حدود بغداد ورقص ال سعود وكلابها فرحا بالنصر على الشيعة

فأصدرت المرجعية الدينية بقيادة الامام السيستاني الفتوى العظيمة  الربانية التي دعا العراقيين جميعا الى التحرك للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات  والتلبية السريعة من قبل الجماهير العراقية وتأسيس الحشد الشعبي المقدس والتف الجميع حول قواتنا الامنية  وتمكنت من وقف الهجمة الظلامية الوهابية والصدامية ثم مطاردتها حتى تم تحرير الارض والعرض والمقدسات وهكذا انقذ العراق والعراقيين

 الجدير بالذكر ان مرشد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي  هو الذي اطلق على الفتوى التي اصدرها الامام السيستاني عبارة الفتوى الربانية

 فلو كان الامام السيستاني  مرجعا في بداية دخول الانكليز الى العراق في بداية القرن العشرين  لتمكن من بناء عراق حق لا باطل ولانقذ العراق من الارهاب والفساد لان المرجعية في ذلك الزمن لا تملك شجاعة ولا حكمة  فبني عراق باطل والان عندما ازيل عراق الباطل وحل محله عراق الحق فقام اهل الباطل برفض ذلك واعلنوا الحرب على اهل العراق لكن العراقيون الاحرار  في ظل قيادة الامام السيستاني قرروا ازالة عراق الباطل وبناء العراق الحق 

مهدي المولى

محرر الموقع : 2019 - 09 - 17