من قلب ألمانيا..هذا ما رواه اللاجئون العراقيون
    

تأوي عائلات ألمانية لاجئين عراقيين فروا من إرهاب تنظيم داعش وتوفر السكن لهم كما تساعدهم على تعلم اللغة الألمانية .
منذ بداية زحف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" على عدد من المدن العراقية اضطر سكان تلك المناطق إلى الهرب بأرواحهم إلى مناطق آمنة، خصوصاً المسيحيون والآزيديون الذين خيّرهم المتطرفون الإسلاميون بين ضرورة "اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت".

س. زيباري وأسرتها من بين العائلات العراقية المسيحية التي اضطرت للهرب من ويل الحرب ومغادرة البلاد. في هذا الصدد تقول س. زيباري: "منذ دخول المقاتلين الإسلاميين إلى الأراضي العراقية بدأت تصلنا أنباء الدمار والعنف والقتل وما يقومون به ضد كل من يخالفهم في الرأي أو يرفض الانصياع لأوامرهم، خصوصاً تجاه المنتمين لديانات أخرى". 
وقد دفع هذا الوضع س. زيباري إلى الهرب مع أسرتها باتجاه الأراضي التركية قبل الرحيل إلى ألمانيا.

بعد الوصول إلى ألمانيا، يقضي اللاجئون العراقيون بعض الوقت في مراكز اللجوء المتواجدة في مناطق مختلفة من البلاد، حيث يتم الاستماع إلى ما عايشوه بعد تغير الأوضاع لمعرفة المخاطر التي ارغمتهم على النزوح وعلى ما قد يواجههم في حال عودتهم إلى أوطانهم. 
ويعمل المسؤولون الألمان على دمج أولئك اللاجئين داخل المجتمع الألماني فيساعدونهم على إيجاد سكن مناسب داخل المدن، بدل المكوث في مراكز اللجوء الموجود عادة في محيط المدينة.

في مدينة هانوفر، يشرف القس الألماني ميشائيل يوسف وهو من أصول مصرية على الكنيسة العربية بالمدينة. ويعمل مع فريق عمل على استقبال اللاجئين الجدد في المدينة وتقديم يد المساعدة لهم. 

في حديث معDWعربية يقول القس يوسف: " معرفتنا باللغة العربية يشجع كل لاجئ عربي محتاج للمساعدة على المجيء إلينا. وبدورنا نقف إلى جانبهم بغض النظر عن دينهم، من أجل العثورعلى سكن مناسب وتسجيل الأبناء في المدارس كما نرافقهم إلى الإدارات وإلى الطبيب قصد القيام بالترجمة لهم".

بفضل وساطة القس ميشائيل يوسف، وجدت س. زيباري بيتا غير بعيد عن مركز المدينة في هانوفر يتّسع لها ولأسرتها الصغيرة. صاحب البيت ك. كلاوس وزوجته يملكان ثلاثة شقق، وقرر الزوجان وضعها في خدمة اللاجئين العراقيين الهاربين من ويلات الحرب الدائرة في بلدهم. "عائلاتنا عاشت تجربة الحرب وما بعد الحرب هنا في ألمانيا ونحن ندرك جيداً صعوبة الوضع، لهذا قررنا مساعدة ضحايا الحرب في العراق" كما يقول ك. كلاوس.

مع مرور الوقت أصبح لـ"كلاوس" وزوجته شعورا وكأنهما جزءً من عائلة اللاجئين العراقيين الذين يسكنون شقته. وتضيف زيباري قائلة: "يزوروننا باستمرار ويسألون ما اذا كنا نحتاج لشيء ، كما يساعدوننا في قراءة الرسائل الإدارية التي تصلنا ويجيبون عنها، ويهتمون جيداً بأولادنا كي يتعلموا اللغة الألمانية بسرعة ويندمجوا في المدرسة الألمانية"، كما يؤكد س. زيباري.

إضافة إلى دروس تعلم اللغة الألمانية المخصصة للاجئين العراقيين لتسهيل مسار حياتهم وسط المجتمع الألماني، يحاول القس ميشائيل يوسف جاهداً أن يحصل اللاجئون ايضا على عمل في المدينة.


محرر الموقع : 2014 - 11 - 12