الحشد الشعبي مشعل الحرية في العراق
    

بعد ان تخلص العراق من الكابوس البعثي المجرم الذي تسلط على رقاب ابنائه طيلة اكثر من خمس وثلاثون عاما وبدات الحياة الديمقراطية  تنتعش في هذا البلد الذي عانى الامرين ابان النظام البائد , شعر الاستكبار العالمي بالخطر الذي يداهمه من جراء هذا التحول بعد ان  تسلط المظلوم على الظالم .

 لذا سعت الدول الاستعمارية الى ارسال مجموعات متخلفة, وعناصر فاسدة منحرفة التقطت من الشوارع وبؤر الفساد والرذيلة في العالم وفي المنطقة لتمارس دور الطائفية في العراق بمساعدة من تبقى من ايتام النظام البعثي المقبور .

فمارست هذه المجموعات الذبح والقتل على الهوية  من خلال عمليات السطو المسلح وقطع الطرقات حتى وصل الامر بهم الى اتخاذ المناطق الغربية  ماوى لخططهم  الدنيئة  فنصبوا منصات الرذيلة ومنها بثوا سمومهم الفكرية حتى وصل الامر في  التمهيد لدخول مجاميع اخرى كان هدفها احتلال العراق وذبح ابنائه واسر نسائه وتدمير معالمه الحضارية والدينية وتفجير مراقده المقدسة وفرض الدين الوهابي فيه .

وهنا حصل مالم يكن في الحسبان حيث انطلقت صرخة السيد السيستاني (دام ظله) وبالهام رباني لتعلن ولادة جيش عقائدي تشكل بظروف زمنية اقرب الى الخيال حيث  هب الملايين من ابناء هذا الشعب الجريح صارخا هيهات منا الذلة منطلقا نحو المدن الغربية متحديا هذه الهجمة البربرية الوحشية الظلامية ليضربها  بيد من حديد ويمنعها من دخول بغداد ويطارد فلولها من حيث اتت .

ان ولادة الحشد الشعبي جاءت  استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا لضرب تلك المؤامرة الخبيثة والخطر القادم من وراء الحدود حيث اشتركت في هذه المؤامرة  دول كبرى واخرى في المنطقة حاولت بذل كل  امكانياتها المادية والتقنية من اجل عودة العبودية الى العراق وارجاعه الى المربع الاول .

ولهذا الامر بدات الحملات المسعورة ضد الحشد الشعبي من قبل مؤسسات اعلامية مأجورة سخرتها الدول الطائفية مع حواضنها من ازلام النظام البائد ولكن اصرار المرجعية الدينية على الوقوف بجانب هذا الحشد  من خلال التوصيات والاهتمامات القصوى بهم خصوصا وان ابناء الحوزة العلمية قد سالت لهم دماء زكية في هذا الحشد من اجل كرامة العراق وحريته .

لقد تمكن الحشد الشعبي من اعادة الحياة الحرة الكريمة الى العراق فبعد ان كادت  المنطقة الخضراء تتحول  الى منطقة حمراء يوم ان كان دخول الدواعش اليها قاب قوسين او ادنى حيث   انهيار  المؤسسة الامنية وتخاذل الجيش العراقي بفضل تلك الصفقات الاستعمارية ,عادت الحياة الحرة الكريمة الى حكومتنا بفضل سواعد اولئك الابطال وتنفسوا الصعداء ورجعوا الى عروشهم بجهود ابناء  حشدنا الشعبي المبارك .

واليوم بعد ان اصبح الحشد الشعبي مؤسسة حكومية تنضوي تحت لواء القانون العراقي كان لزاما على حكومتنا الموقرة ان تكون بمستوى الوفاء لهذا الحشد الذي ارجع لها هيبتها وجعل لها مكانة بين الدول العظمى.

لذلك فان من الوفاء  ان يقف كل مسؤول عراقي امام العالم اجمع يفتخر بهذا التشكيل المبارك لا ان يجامل السعودية وقطر وامريكيا والاردن فالتاريخ لن يرحم ذلك المسؤول الذي يحكم بوجهين خصوصا وان المعركة لم تنته بعد ,فان انتهينا من الدواعش فالمعركة القادمة ستكون مع دواعش السياسة الذي هدفهم  تقسيم العراق وتشتيت صفوفه وبث  التفرقة والتجزئة عند ذلك سيؤول  امركم ياحكومتنا الى الشتات  ان لم يكن هنالك قوة كقوة الحشد الشعبي .

ان وقوفكم واسنادكم الى الحشد الشعبي وجعله القوة التي توازن الامور واللعب السياسية سوف يجعل العراق بمامن من الاشرار لان الحشد الشعبي سند لكل عراقي مخلص شريف ونورا يبدد كل ظلام واملا لبناء العراق الجديد الخالي من الطائفية والوحشية والوهابية

بقلم .... السيد محمد الطالقاني

محرر الموقع : 2017 - 03 - 22