لماذا أنت الآخر يا صديقي الحبيب؟
    


ألفساد و ألسّرقات كما قلنا مراراً لها أشكال و طرق مختلفة, لكن أخطرها بنظري في مجتمع من المجتمعات؛ هي سرقة أفكار و مبادئ و فلسفة الآخرين من دون الأشارة حتى لكاتبها ومؤلّفها لعجز الآخرين من إنتاجها, و هذا ما  يُسبب بروز ينابيع و بؤر الفساد, لهذا وضعت الجامعات العلميّة الراقيّة أشدّ العقوبات على فاعليها تصل إلى الفصل من الجامعة, و هذا آلفساد حدث أثناء تأسيس الحكومات المختلفة خلال الفترة التي تلت 2003م بعد سقوط صنم الجّهل و الفساد العربي صدام, حيث وصلتني منذ البداية من معظم الوزراء و النواب طلبات صداقة على الفيس و اللكندوم و غيرها, بدءاً بحكومة الجعفري ثم المالكي ثم العبادي و مجالس النواب و المحافظات, و لم يذكروا مرّة واحدة مصدر الأحاديث الهامة التي كتبناها و التي كانوا يعلنوها خلال كلماتهم و مؤتمراتهم الصحفية متوهّمين بأنفسهم "قادة", و كانوا ينسبوها لأنفسهم بشكل عادي جدّاً وبلا حياء بسبب لقمة الحرام التي ملأت بطونهم, علماً أنّ اعضاء مراكز الأبحاث الحزبيّة التي كانوا يعتمدوها كانوا أفسد و أسرق من قائليها لعدم إعتقادهم بوجود رقيب غيبي ولا وضعي عليهم, وعليهم إثبات وجودهم على حساب أفكارنا و بأي شكل بآلحرام و الحلال, بنقل المقالات و النصوص كما هي و أحياناً مع تغييرات في العناوين و العبارات والمقدمات الشكلية, مع طرح نفس !
 الفكرة المسروقة و إدّعائهم بإنتاجها, و لم يكونوا مخلصين حقيقيين في مسعاهم ولا صادقين, لذلك لم يبارك الله في عملهم ولم ينمو بل العكس, حتى عاقبهم الله تعالى عن طريق الامة شرّ عقوبة في الدُّنيا وفي الآخرة لهم عذاب أليم بعد إعترافاتهم العلنية بفسادهم واحدا تلو الآخر .. فخسروا آخر مواقعهم بعد كل تلك السنيين العجاف, واليوم لا يجرأ أحداً منهم ثانية حتى الصّلاة أمام الناس, أو الدّعوة للحقّ ألذي زيّفوه أمام الناس بسبب صفة الخيانة و النفاق و الفساد التي ثبتت عليهم في كل مستوى و شأن, و منه مسألة سرقة أفكار الآخرين التي سبّبت تخريب البلد بجانب إستمرار الرواتب و الأموال الحرام التي ما زالت جارية حتى للصداميين معهم, و لذلك قطعاً لا يُمكن أن تأمنهم بعد كل هذا على حال أو مال أو أمانة أخرى حتى لو كانت رخيصة و عديمة الأثر كرأس (بصل)!

الغاية من تلك المقدمة أعلاه و كما هو واضح, هي شيوع الفساد و آلسرقات في العراق بحيث وصل و بسبب إنعدام الأخلاق و الأمية الفكريّة كصفة ثابتة و علنية في عراق الأحزاب و الحضارات المزيفة الظالمة التي ما زال يعبدها الشعب لغبائهم للأسف؛ وصل لحدٍّ بدأ حتى المجاهد الحشدي بل رئيس الحشد الشعبي الأخ و الصديق العامري حفظه الله لأن يسرق كلامنا ويعلنهُ للناس عبر الأعلام .. بكونه هو القائل و المبدع لها, و قد تكرر هذا .. حتى وصل أخيراً بتنسيب ما قلناه و عرضناه قبل أيام في مقالٍ مشهود(1) بكون الأستكبار العالمي لا يريد الأستقرار للعراق لإستقرار ربيبتها المعروفة التي لا يمكن أن تستقر إلا على حساب القلق و الفساد و اللاإستقرار في داخل بلداننا خصوصا العراق .. الدولة الأهم في المنطقة بعد إيران, حيث قال الصديق هادي العامري:
[أمريكا وإسرائيل يبذلان كل الجهد لمنع الاستقراراً بالعراق](2), بآلتأكيد هذا الكلام تمّ صياغته في المكتب الأعلامي للحشد, ونقله الأخ العامري نصاً لأنه ليس إعلامياً ولا يُجيد كما الأخوة المتحاصصين الآخرين فنّ الكتابة و المقالة ناهيك عن مبادئ الفكر و الفلسفة الكونية, لذلك فأنّ عتبنا الأكبر هو على المكاتب السياسية و الإعلامية للأحزاب و الكيانات المؤتلفة, التي تحتاج بإلحاح إلى قواعد فكرية و فلسفية و ثقافة رصينة تؤهّلهم ليكونوا كُـتّاب و مؤلفين و منظرين لمستقبل المنطقة و العراق, نقول هذا ليس لأجل ذكر إسمنا - و قد تركنا كل شيئ لهم - فآلكثير من الناس و الكُتاب و حتى الشعراء و آلأدباء يسرقون أفكارنا و يُدبلجونها لأخراجها في قصيدة أو مقال أو كراس أو كتاب, و هو في الحقيقة بآلنسبة لي أمرٌ مفرح رغم إجحافهم بحقّنا الشخصي المهدور و حتى حقّ و حقوق عائلتي ألمهدورة .. المغتربة لنصف قرن و كأنّ ظلمهم – ظلم الأحباب - إستمرار للظلم الذي وقع علينا من قبل صدام و زبانيته, كما إنّني أعتقد بأنّ نشر أفكاري ألكونيّة وإنْ كانت بغير إسمي يصبّ في طريق توعية الناس فلا يهم لأنّ أهل النظر يعرفون أنها سابقة لما ينشرون بعقود, و الله من وراء القصد ..
لكن كم تكون الثمار و المردودات إيجابيّة وذو فائدة عظيمة؛ لو كان هؤلاء ينسبوها - أيّ ألأفكار – لأهلها الذين يعرفون الجذور و السبل لتحقيق الغايات, فلو فرضنا بروز مفكرٍّ في العراق - و فرض المحال ليس بمحال - فهل بإمكان اللجنة الأعلاميّة والسياسيّة في بدر و الحشد الشعبي و حتى الأحزاب المختلفة ألأجابة بدقة و بكمال بما يرضي الله و الولاية على ذلك السؤآل المتعلق بأصل الموضوع الذي طرحناه!؟
بآلتأكيد لا .. لجهلهم من جهة بحثيّات و أسرار الموضوع و لمعرفتي من الجهة الاثنية بواقع وأسرار الساحة و لعدم وجود من يعرف جذور القضايا المصيرية في عالم اليوم و سبل حلّها.
ومن جهة ثالثة؛ أ لا تعتقد يا أخي أبو حسن(هادي العامري) و لمعرفتك بنا و بقوة قلمنا و فكرنا و عملنا سويا لسنوات في المجلس و جبهات القتال و ساحات الجهاد المختلفة؛ بعدم وجود فيلسوف كوني غيري في هذا الوجود يُمكنه (تحديد هويّة العالم و وضع العلاج الأمثل لها), لتحقيق العدالة وآلتعجيل بظهور صاحب الأمر (عج) و الذي أخّرتم ظهورهُ بجهلكم و بأعمالنا و فسادنا و سرقاتنا العلنية و الخفية بجانب هضم حقوق المظلومين و في مقدمتهم أنا الكاتب و عائلته!
إن إجحاف صدام و المستكبرين ومن تبعهم بحقنا كان متوقعا ًوشيئ طبيعي؛ لكن (لماذا أنتَ الآخر يا صديقي ألحبيب) أبو حسن العامري؟
عزيز الخزرجي/ أبو محمد البغدادي/ الفيلسوف الكونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)     https://arusalahwar.com/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7-%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%9B-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1
(2)     https://www.almaalomah.com/2019/10/20/433475/

 

 

محرر الموقع : 2019 - 10 - 21