وعود المسئولين خوفا ام وسيلة تضليل
    

منذ اكثر من 16 عاما اي منذ تحرير العراق في 9-4- 2003 وحتى اليوم  والطبقة السياسية مشغولة في مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية مشغولة في سرقة ثروة العراقيين في سرقة عرقهم وتعبهم  حتى انهم لم يفكروا بمصلحة المواطن العراقي ولو من باب المجاملة لهذا فانهم يزدادون ثراء ورفاهية وفي الوقت نفسه يزداد الشعب فقرا وجوع وحرمان

منذ 16 عاما  والطبقة السياسية تتصارع وتتنافس في ما بينها من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر  أكثر ذهبا ويمنحهم النفوذ الأكثر قوة والأكثر أتساع حتى اصبح شغلهم الشاغل ان يجمعوا   أموالا أكثر في وقت اقصر وكان كل لك على حساب العراقيين على جوعهم وفقرهم ومرضهم ودمهم فحولوا  العراق الى بؤرة للفساد والرذيلة وكان شعارهم لا مكان للشريف و الصادق الأمين في العراق الجديد

 فأصبحت عناصر الفساد وعصابات السرقة والدعارة هم  الذين يحكمون وهم المتسيدون المتسلطون بيدهم كل شي السلطة والثروة وبيدهم ارواح ودماء العراقيين   يمنحوها لمن يرغبون به ويمنعوها من لا يرغبون حتى أصبحوا يلعبون بكل ذلك كما ما يشتهون وكان الضحية العراق والعراقيين

  كان العراقيون  يحلمون بحياة حرة كريمة بعد التخلص من الطاغية صدام وزمرته الا انهم وقعوا بين انياب زمرة فاسدة منحرفة     ضللت وخدعت الجماهير المسروقة المحرومة وتمكنت من ان تلطخ وجوهها بدماء وأرواح الصادقين المخلصين وتضحياتهم  الذين تحدوا الطاغية وسرقوها وأستخدموها لصالحهم لتحقيق أمنياتهم الحقيرة واحلامهم الخسيسة الوضيعة وأتضح انهم كانوا يتظاهرون بالعداء لصدام وزمرته لا لشي سوى انهم يريدون ان يحلوا محلهم في التبذير والاسراف ونشر الرذيلة والفساد وجمع المال وبناء القصور  

   وبمجرد قبر الطاغية وزمرته   وجلوسهم على الكراسي التي كانوا يجلسون عليها اي زمرة صدام قسموا ثروة العراقيين ارض العراق في ما بينهم وكل واحد أخذ حصته الخاصة   وتخلوا عن شعاراتهم وأهدافهم وعدائهم لصدام وحزبه وزمرته وعناصر حزب البعث الصدامي أجهزته الامنية والقمعية يقول احد عناصر الاحزاب الاسلامية  تركت الحزب وتخليت عنه عندما رأيت الكثير من جلادي البعث الصدامي وعناصر اجهزته القمعية في مناصب المسئولية مهمة ورئيسية حتى اني رأيت الذي كان يذبح ويقتل العراقيين ومن كان مساهما في دفن العراقيين في المقابر الجماعية في البرلمان في  دوائر الدولة المختلفة مدنية وتمنية وعسكرية 

 واذا كنا تحت حكم صدام وحزبه  فكنا تحت ظلام طاغية واحد وعصابة واحدة  وفي هذه الحالة يمكن للأنسان الذي يسير جنب الحيط ان يتجنب شر ووحشية  أما بعد التحرير أصبحنا في حالة فوضى كل من يده له فكل مجموعة من اللصوص واهل الدعارة والفساد والمحتالين والذين يتعاطون الحشيشة ويتاجرون بها  أدعت انها مناضلة وانها هي التي حررت العراق وأسقطت الطاغية صدام وزمرته ورفعت شعارات منمقة وصبغت نفسها بألوان مزوقة اسلامية مدنية علمانية ديمقراطية  سنية شيعية كردية تركمانية انها مجرد أغطية لتضليل الشعب ومن ثم سرقته وهكذا تمكنوا من التغطية على العناصر الصادقة وحجبهم 

 هل تصدقون ان ما  تحصل عليه الطبقة السياسية  في العراق من رواتب وامتيازات   ومكاسب هم وعوائلهم ومن حولهم من حماية ومعارف وخدم وسماسرة تعادل 70 بالمائة من ميزانية العراق  وهذه الاموال التي تبدد لهؤلاء الفاسدين اللصوص تعادل ميزانية أسرائيل والاردن وسوريا وما تبقى من ميزانية العراق   تهدر وتبدد عقود وصفقات تجارية فاسدة ومشاريع وهمية حتى اصبحت دوائر الدولة مجرد مقاطعات عائلية عشائرية وأصبحت دوائر الدولة المدنية والعسكرية مضيف لشيخ عشيرة الوزير  المدير العام وهكذا الغي القانون والمؤسسات القانونية وعدنا الى أيام جاهلية ابي سفيان وابي لهب بعضنا يغزو بعض وبعضنا ينهب اموال بعض وبعضنا يسبي نساء بعض اصبح كل شيخ عشيرة حكومة رافعا علما خاصا به وحوله مجموعة مدججة بأحدث انواع الاسلحة وله القدرة على فرض أوامره على الحكومة في حين الحكومة غير قادرة على فرض اي شي عليه 

 وهكذا   سادت الفوضى وتسيد الفاسدون واللصوص ولم يبق أمام العراقي الذي يعتز بعراقيته بقيمه  الأنسانية الا الموت حتى الموت العزيز أصبح صعب المنال بتداخل الاوضاع واصبحنا لم نعد نميز بين الحق والباطل بين الخيانة والوطنية بين العمالة والاخلاص للوطن

لا  ندري نخاطب من ونقف مع من الجميع تتظاهر بالحق علنا وتساند الباطل سرا وتتظاهر بالأمانة علنا وتسرق اموال الشعب سرا وتتظاهر بالشرف والتدين علنا ولكنها تتعاطى الدعارة   وكل انواع الموبقات سرا

أخاطب الجياع المسروقة  المنهوبة المحرومة فهؤلاء لا خطة  لديهم ولا برنامج ولا جهة صادقة تقودهم   من السهولة ركوبهم من قبل طبقة جديدة من اللصوص والفاسدين هدفها ان تحل محل هذه الطبقة او لهم غايات خاصة بهم بالضد من مصلحة هؤلاء الجياع المحرومة والمسروقة 

مهدي المولى

 

محرر الموقع : 2019 - 10 - 21