طائرة فضاء عسكرية أمريكية تعود من رحلة سرية جديدة بعد عامين ونصف.. وسط مخاوف روسية
    

 

 

 

عادت طائرة الفضاء العسكرية الأمريكية غير المأهولة من طراز X-37B من رحلة سرية جديدة، وتمكنت من تحطيم رقمها القياسي السابق بالبقاء في مهمة سرية غير معلنة خارج الغلاف الجوي لمدة بلغت 908 أيام، وسط تكهنات ومخاوف روسية بشأن أهداف تلك الرحلات الفضائية السرية. 
ونقلت مجلة "ميليتري ووتش"عن مدير برنامج الطائرة الفضائية العسكرية، الكولونيل في القوات الجوية الأمريكية، جوزيف فريتشين - في بيان رسمي حول تفاصيل الرحلة " - إن الطائرة X-37B تواصل دفع سقف التجارب وتحريكه إلى أعلى، بفضل تعاون فريق حكومي وصناعي نخبوي يقف وراء المشهد. 
وأضاف البيان أن "القدرة على إجراء تجارب مدارية وجلبها إلى الوطن بأمان لإخضاعها لتحليلات معمقة على أرض الواقع؛ تبرهن على أنها ذات قيمة كبيرة لسلاح الجو والأوساط العلمية الأمريكية".
كانت الطائرة الفضائية العسكرية غير المأهولة "إكس-37 بي"، التي شيدتها شركة "بوينج"، استطاعت في رحلتها السرية الأخيرة التي انتهت في الثاني عشر من نوفمبر الجاري، كسر رقمها القياسي السابق حين بقيت 780 يومًا خارج الغلاف الجوي في مدار يبعد عن ما يُطلق عليه "حد آرمسترونج". 
المعروف أن "حد آرمسترونج"، هو ارتفاع يبلغ فيه ضغط الجو مستوى معين يؤدي إلى غليان الماء فيه عند مستوى حرارة 37 درجة مئوية، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى مؤسس طب الفضاء في القوات الجوية الأميركية، هاري جي. أرمسترونج، وهو أول من تعرف على ذلك الحد، الذي لا يمكن لإنسان النجاة فيه دون ارتداء سُترة فضائية أو البقاء في بيئة مضغوطة. 
لم يفصح الكولونيل فريتشين عن موقعي إقلاع وهبوط الطائرة الفضائية العسكرية الأخيرة، لكن سلاح الجو الأميركي كان قد أعلن في الأسبوع الأول من مايو 2017 عن هبوط رحلة الطائرة "إكس-37بي" في مركز كنيدي للفضاء، التابع لوكالة الطيران والفضاء (ناسا) في ولاية فلوريدا، بعد انتهائها من مهمة سرية استغرقت 780 يوما؛ بما يعادل نحو عامين. 
وقد انطلقت الرحلة الأولى في مايو 2015 من محطة سلاح الجو المتاخمة لقاعدة "كيب كنافيرال" على متن صاروخ من طراز "أطلس 5"، الذي صُنع بالتعاون بين "لوكهيد مارتن" و"بوينج". 
وقد أثير العديد من التكهنات بأن الجيش الأميركي يعتزم البدء في استخدام مقاتلات فضائية عسكرية للقيام بمهام هجومية بحلول العقد المقبل، من بينها طائرة الاستطلاع SR-72 التي صممت لتنفذ عمليات هجومية، وهو أمر أثار مخاوف عديد من المسؤولين الروس الذين حذروا مرارًا من أن البنتاجون يخطط لاستخدام مقاتلات فضائية للقيام بمهام هجومية نووية، لذا فإن موسكو صممت منظومات دفاع جوي متطورة مثل منظومة S-500 والمقاتلة الاعتراضية التي يجري بناؤها من طراز PAK DP، لكي تكون قادرة على رصد تلك الأهداف ومواجهتها. 
وفي ضوء انتشار المقاتلات الفرط صوتية فائقة السرعة والمقاتلات الفضائية، توقعت المجلة أن تتصاعد رغبة الدول الأجنبية في شراء نظم الدفاع الجوي الروسي "إس-500"، باعتبارها منظومة التسليح الوحيدة التي دخلت الخدمة والقادرة على تهديد المقاتلات الفضائية والفرط صوتية ومواجهتها. 
وتشير المجلة إلى أنه برغم أن الاتحاد السوفييتي السابق كان له السبق في تطوير المقاتلات الفضائية، ببرنامجه المعروف باسم "بوران"، الذي تفوق به على جميع منافسيه آنذاك، فإن تفكيك الاتحاد في 1991 أتاح للولايات المتحدة أن تبادر بسرعة في هذا المضمار لتسبق روسيا التي انكمش اقتصادها وجهودها في مجالات البحث والتطوير بصورة كبيرة، وليس من المتوقع أن تتمكن من سد تلك الفجوات والتغلب عليها. 
وبحسب الدورية الأمريكية؛ فإنه لدى سلاح الجو الأمريكي طائرتان فضائيتان من طراز "إكس-37بي"، وتشير التقارير إلى أن تلك النوعية من المقاتلات العسكرية الفضائية تجري تجارب سرية غير محددة، وتعد الرحلة الأخيرة خامس أطول مهمة يتم تنفيذها في إطار برنامج سري يديره "مكتب القدرات السريعة" التابع لسلاح الطيران الأمريكي. 

 

 

 

محرر الموقع : 2022 - 11 - 19