مونديال بدون كحول.. تأييدات إسلامية يتخللها إنتقادات غربية
    

 

 

 

إختلفت القوانين وطرق التعامل مع محبي كرة القدم طوال تاريخ إستضافات كأس العالم في الدول المضيفة، لكن عندما تكون الدولة المضيفة هي دولة إسلامية فمن المؤكد أن تكون القوانين مختلفة تماما عن سابقاتها، وذلك ما ظهرجليا في منع دولة القطرلبيع المشروبات الكحولية ضمن مجموعة من القوانين التي وضعتها بالتوافق مع الفيفا للوافدين إلى مشاهدة أكبرحدث عالمي وهومونديال 2022. 

وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (فيفا) يوم الجمعة 18 تشرين / نوفمبر2022، عن حظربيع المشروبات الكحولية للمشجعين في محيط الملاعب الثمانية، وذلك بعد مناقشات مع الدولة المضيفة، لافتا في بيانه إلى أن بيع المشروبات الكحولية سيكون محصورا فقط بمناطق المشجعين مع إزالة مراكزبيع الجعة من محيط ملاعب كأس العالم 2022 في قطر.

وكان لهذا القراروقع كبيرعلى مشجعي كرة القدم، حيث إنقسمت الآراء بين منتقد ومؤيد لهذا القرار، طبعا كانت أغلب التأييدات من قبل الشعوب الإسلامية والعربية، بينما جاء الرفض من الغرب ومن المحللين والصحفيين والتي هم أقل إلتزاما أوإطلاعا على طبيعة الحياة في البلدان الإسلامية.

فحظيت تغريدة الكاتب السياسي “فواز العجمي” بالكثيرمن التفاعل من قبل الفئة المؤيدة لسلسة القرارات التي أعلنت عنها دولة القطرمؤخرا، وتم تداولها بشكل كبيربين النشطاء على منصة تويتر، حيث علق العجمي في تغريدته قائلا: دولة قطرتسجل أجمل أهداف بطولة كأس العالم 2002، الهدف الأول حذ إسم إسرائيل من أسماء دول العالم. الهدف الثاني منع الكحول حول الملاعب وبداخلها، الهدف الثالث عدم إستقبال طائرة المنتخب الألماني وهي تحمل شعرالمثليين وإستبدالها بطائرة لاتحمل هذا الشعار.

وأكد الناشط “سعيد الغامدي” أن بلاشك ستتغيرنظرة العالم للإسلام بعد نسخة كأس العالم القطرية وذلك إثرمحاولاتها في تقديم الإسلام بأبهى صورته، مشيرا إلى أبرزها وهي ملاعب مجهزة بالمصليات وأماكن للوضوء لأول مرة في تاريخ المونديال كأس العالم، أضافة إلى توزيع كتب بجميع لغات العالم تحكي عن التاريخ الإسلامي ومنع الكحول والشذوذ وغيرها من المحرمات في الملاعب.

أيضا كتب المدون “عبادة سلامة”، قطرتحارب العالم من أجل الإسلام، إبتداء بأحاديث الرسول ثم منع الخمروالكحول في الملاعب ومنع الشذوذ بشكل قطعي والتعري والفجوروصولا إلى إستدعاء أسود الدعوة.

ویرى المدونون أن الإجراءات التي إتخذتها قطرستجعل من كأس العام نسخة فريدة وتاريخية، وأنها واجهت العالم والغرب بأكمله لتثبيت ثقافتها والإسلام على الجميع وبدون أدنى شك ستكون واحدة من أعظم النسخ في تاريخ كؤوس العالم.

وعبرالمدونون عن إستغرابهم من الإنتقادات التي وجهت إلى قطر، فكتب المغرد القطري “فهد المالكي” في ملاعب بريطانيا ومعظم الدول الغربية يتم شرب البيرة في ملاعب كرة القدم مما يؤدي إلى شغب وحوادث أثناء وبعد المباراة، منع الكحول في الملاعب في قطرقرارأمني أقرته وأعلنت عنه الفيفا وهذا لا يعجب المشاغبون.

وقال هشام محمد القريني: بمناسبة قرارقطرمنع بيع الكحول في ملاعب المباريات. في سنة 2009 كان نهائة أبطال أوروبا في روما بين برشلونة ومان يونايتد. وقتها المدينة منعت بيع الكحول قبل المباراة بيوم وبعده دون أية إعتراض أوإنتقاد. حتى مبارايات الأبطال قبل فترة قليلة كانت الكحول ممنوعة فيها.

وعلق المدون “معاذ العواضي”، ما تفعله قطرهوجزء من معركة الإسلام اليوم وما تلك أصوات النشازالتي نسمعها لمقاطعة مونديال كأس العالم المقام في قطرإلا دليل على أن الإسلام فوق مستوى كل الشبهات، فحقوق الإنسان لدى الأوروبيين يتمثل في شرب الكحول والحفاظ على راحة المثليين.

 وفي المقابل إنتهالت التعليقات المنتقدة على قطرإثرهذه الخطوات، من ضمن تلك الإنتقادات ما قاله أيمن عقيل “المديرالعام لمجموعة الاستشارات الدولية (ICG)، رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان”، والتي أشاربالقول: نحن كمنظمات حقوقية فنحن ننظرإلى جميع فئات المجتمع بعين واحدة ونرى أن على الجميع إحترام الحريات الشخصية للأفراد سواء كان مجتمع ميم أوأنه شخص يشرب كحول، أوله معتقد ما خاص به، لكننا نؤكد أن حريتك الشخصية تتوقف عند حرية الآخرين، فكان من الطبيعي ترك أماكن خاصة مثلا لشرب الكحول أوممارسة العادات التي تعتبرطبيعية في دول العالم الأخرى، ولوكان الأمرإستثنائيا فالحدث عالمي وكبيروإستثنائي، ومن البداية كان على قطرالتفكيربالأمرولولم يعجبها ذلك كان بإمكانها ترك الملف لغيرها.

إلى جانب ذلك صرحت مارثا جينس “عضوفي مجلس إدارة رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا” يتحتم القبول أن الكحوليات تعد جزء من ثقافة كرة القدم وقد تأتي القيوم بنتائج عكسية إذ أنه كلما جرت محاولة إحتواء الأفعال، فإن الأمرسينقلب عكسيا في حالة ما كان الأمريتعلق بجزء ثقافي وفي حالة منع الناس من القيام به، إن هذا جزء من طبيعة البشر.

فیما علق الأكاديمي “نصیرالعمري” ساخرا، قطرتمنع منع الكحول في الملاعب وتسمح بها في الفنادق حيث إنها حرام في الملاعب وحلال في فنادق، حسب ماورد من روايات السلف الصالح المتخصص بكرة القدم، الدين تحول إلى لعبة من الألعاب الأولمبية ويتم إستخدمه لدغدغة مشاعرالقطريين.

وتمنع قطرخلال كأس العالم أعلام وشارات المثلية، وكذلك المواعيد خارج إطارالعلاقات الشرعية فضلا عن كل ممارسات الشعب التي لا تتفق مع عادات وتقاليد البلد.

 

 

 

محرر الموقع : 2022 - 11 - 22