ساسة العراق متى يتعلموا السياسة
    

المعروف ان السياسة قديما وحديثا هي  أدارة شؤون الناس والسياسي مهمته تحقيق رغباتهم وخلق حياة حرة لهم  والقضاء على معاناتهم وكل شي يذلهم ويقهرهم وقديما وصف الامام علي المسئول اي السياسي ( ان يأكل يلبس يسكن أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الناس)  هذا هو السياسي وهذه هي السياسة والا لا سياسة ولا سياسي وانما شبكات للسرقة وللدعارة والفساد وانما لصوص وأهل دعارة وفساد

فالسياسي  لا يحتاج الى شهادة عالية  وعلم واختصاص في اي مجال ولكن يحتاج الى ضمير حي ونفس أبية ناكرا لذاته ومصالحه الشخصية  صادقا أمينا مضحيا مهمته الأولى والوحيدة اقامة العدل وازالة الظلم

لان صاحب الشهادة العالية والاختصاص الواسع وخاصة في المجالات العلمية  مهمته تخفيف أعباء الحياة وتخفيف متاعبها فمثل هؤلاء يرون العمل في المجال السياسي يقلل من شانهم  كما ان عملهم في السياسة سيؤثر على مسيرتهم العلمية وبالتالي سنخسر عطائهم الذي يزداد ويتسع في كل المجالات لان   الطبيب المهندس العالم لا يمكن ان نختاره طبيبا مهندسا وحتى خياطا او مصلح سيارات في حين الشعب هو الذي يختار السياسي  رئيس الجمهورية رئيس الوزراء رئيس البرلمان عضو البرلمان الوزير قيل ان العالم الكبير أنشتاين طلبوا منه ان يكون رئيسا لدولة اسرائيل لكنه رفض لان عمله في مجال العلم أرقى واجل من منصب رئيس دولة  لانه هو الذي منح نفسه هذه المنزلة ولا يمكن لاي قوة مهما بلغت ان تنتزعها منه في حين السياسي خاضعا لرغبة الشعب اذا رغب أجلسه على كرسي المسئولية واذا لم يرغب منعه من الوصول واذا عجز عن انجاز مهمته  المكلف بها يقيله واذا قصر يحاسبه لكن الكثير من المسئولين يفرضون أنفسهم بقوة الحديد والنار ونتيجة للنقص الذي يعانونه يجعلون من أنفسهم آلهة لهم القدرة على كل شي وبيدهم كل شي وما على الشعوب الا الطاعة والخضوع والاستسلام لهم  والويل لمن يعترض او يقول اف لكنه لا يدرى أنه لا قيمة له وان مصيره مزبلة التاريخ مهما ذبح وقمع واضطهد وما شاهدنا وسمعنا وقرأنا في التاريخ عن مصير الطغاة اللصوص السياسيين أمثال صدام والقذافي وهتلر وغيرهم الكثير الا خير دليل على ذلك

عند التدقيق في حقيقة سياسي العراق وبدون استثناء وسبر غورها يتضح بشكل جلي   أنهم لا يمتون للسياسة باي صلة بل وجدوا فيها الوسيلة الوحيدة التي تحقق رغباتهم و  أحلامهم والتي توصلهم الى كراسي السلطة والنفوذ ويجعلوا من الشعب مجرد خدما وحماة لهم وبالتالي بصبح كل شي لهم وحدهم المال والنفوذ والقوة والنساء ويكون شعارهم (أجمع مالا أكثر في وقت أقصر)   

وهكذا أصبح العراق   أبناء العراق نساء العراق ثروة العراق  غنيمة بين أيديهم كل واحد منهم يحاول الحصول على الحصة الهبرة  الأكبر والأكثر  

وهكذا اصبح المواطن المسكين لا حول له ولا قوة حتى اخذ يترحم على ظلم الطاغية المقبور  لانه كان تحت ظلم ووحشية جهة واحدة معروفة وواضحة ويمكن للانسان في بعض الأحيان ان يجنب نفسه شرها ووحشيتها وظلمها اما بعد التحرير  أصبح تحت ظلم عدة مجموعات بعضها واضحة المعالم وبعضها الآخر غير واضحة تحاصره من كل الجهات لا يمكنه ان يتجنبها مهما كان بارعا بالذكاء والقوة   لان الطبقة السياسية بشكل عام مخترقة من قبل أعداء العراق ونتيجة لهذا الاختراق الواسع والكبير أصبح لها تأثير وقوة مؤثرة في كل شي حتى في صنع القرار السياسي  فترى مثلا الدواعش الوهابية وعبيد وجحوش صدام تمكنوا من الوصول الى مناصب حساسة في الجيش في الشرطة في كل الأجهزة الأمنيه والمدنية كما وصلوا الى مناصب قيادية في  كل الحركات والأحزاب والتيارات السياسة المشاركة في العملية السياسية ومن خلال انتمائهم الى اجهزة الدولة والحركات السياسية المختلفة بدءوا يتحركون لانجاز المهمات التي  كلفوا بها مثل نشر الفساد والفوضى وخلق الصراعات بين مكونات الشعب وبين القوى السياسية من اجل ان تفشل العملية السياسية وتقسيم العراق وعودة نظام المقبور صدام وخلافة الظلام الداعشي فأصبحوا هم السادة وهم القادة وهم الآمرون الناهون    والدليل منذ تحرير العراق قبل 16 سنة وحتى الآن العراق لم يتقدم خطوة واحدة الى الأمام بل رجع خطوات الى الوراء بل ساد الفساد والفاسدين وتحكم الأ رهاب والارهابين والسبب في ذلك لا اسرائيل ولا بقرهم ال سعود بل السبب الاول والوحيد هو جهل الطبقة السياسية نعم اسرائل وبقرهم ال سعود  لهم تأثير في الحالة المزرية لكن الذي خلق هذا الواقع الذي سهل لاسرائيل وبقرهم ال سعود هو جهل الطبقة السياسية في امور السياسة

فعلا متى يتعلم ساسة العراق السياسة

مهدي المولى

 

محرر الموقع : 2019 - 12 - 13