جريمة الوثبة البشعة غيرت لون المظاهرات وجوهرها
    

 الحقيقة كنا نرى في المظاهرات السلمية التي بدأت في البصرة وامتدت الى الوسط الى بغداد  وكنا نرى  انطلاقها  في الأول من شهر تشرين الأول بداية انتقال العراق الى مرحلة  أرقى وأعلى  وكانت دليل على ارتفاع مستوى وعي الشعب ونضوج أفكاره وتوجهاته  فكانت بحق مظاهرة عفوية عراقية انسانية حضارية    لا تمثل حزب  ولا تيار ولا طائفة والى قومية ولا محافظة ولا يقودها شيخ ولا سياسي ولا ضابط عسكري فكان شعارها ( أنا عراقي  وعراقي أنا)

حقا كانت المظاهرات  انتفاضة عراقية ضد الفساد والمسئولين الفاسدين لهذا نالت التأييد والمناصرة من قبل كل العراقيين الأحرار المحبين للعراق والعراقيين  وعلى رأس هؤلاء  المرجعية الدينية الرشيدة ( مرجعية الامام السيستاني الحكيمة والشجاعة)

  وكنا نأمل ان تمتد الى كل أنحاء العراق  الى المناطق الشمالية والغربية  ولو فعلا  امتدت  الى هذه المناطق لكانت فعلا انتفاضة عراقية   رائدة في المنطقة  العربية والاسلامية  ولأصبحت قوة انسانية تدفع الشعوب المحرومة والمكتوية بنار الفساد والفاسدين في المنطقة  للسير في نهجها وفي ظل نورها ولغيرت مسيرة الحياة ليست  في العراق بل في المنطقة كلها

 لهذا تنبه  أعداء العراق والعراقيين من  اللصوص والفاسدين ( ال سعود ودواعشهم وعبيد وجحوش صدام وسادتهم ال صهيون)  الى هذه الحقيقة فتحركوا بسرعة بطرق وأساليب مختلفة ماكرة وخادعة ليس كلمة حق يراد بها باطل بل كلمة باطل يراد بها باطل  لكن كلمة الباطل مزوقة وملونة قد تضلل الجاهل البسيط وربما تقنعه في بعض  الأحيان  فمنعوا تمدد المظاهرات الى المناطق الغربية والشمالية  وحصروها فقط في المناطق الجنوبية والوسط وبغداد  اي حصروها في المناطق الشيعية فقط  ومن هذا المنطلق  انطلقت الابواق التابعة لأعداء العراق المأجورة الرخيصة  تزمر وتطبل  للمظاهرات  والأحتجاجات السلمية  ضد ايران وضد ساسة  العراق المؤيدين لايران وتدعوا الى تحرير العراق من ايران ورفعت شعارات  أيران بره   بر وحرق القنصليات الايرانية ومقرات الاحزاب السياسية والحشد الشعبي وأغلاق دوائر الدولة والمدارس والجامعات وحتى المستشفيات  وهكذا تحولت  بعض الزوايا  المظلمة والغامضة من المظاهرات الى مظاهرات ضد ايران وهناك من دعا صراحة الى  أعلان الحرب على ايران الى قادسية ثالثة  رغم قلة هؤلاء  الأعداء  الا ان  أصواتهم هي الاعلى والأكثر ضجيج  لأنهم  ممولون ومدعومون من قبل ال سعود ال نهيان والكثير من المجموعات الارهابية  قيل كانوا يصبون عليهم المال صبا وبغير حساب  كما ساندتهم  ووقفت الى جانبهم الكثير من الأبواق المأجورة الحقيرة الوضيعة أمثال الشرقية ودجلة المحسوبة تجاوزا على العراق والحدث والعربية التابعة لال سعود والمئات الاخرى من الذين عرضوا شرفهم وكرامتهم في أسواق النخاسة والرذيلة ورفعوا لا فتة تقول من يدفع أكثر يحصل أكثر

كما أمروا مرتزقتهم وعبيدهم وكل كلابهم  في العراق او خارج العراق السعي بقوة لخرق التظاهرات   وفعلا  تمكنوا من ركوب موجة المظاهرات  وفعلا تم ذلك كما  تمكن الكثير منهم من قيادة  أجزاء من هذه المظاهرة  وحرفها عن أهدافها التي انطلقت من اجلها وحولتها من السلمية الى الفوضى والعنف  وتخلت عن المطالب التي  أعلنتها مثل القضاء على الفساد والفاسدين سوء الخدمات البطالة سوء التعليم  وأخذت تطرح شعارات صدامية   صبيانية لا  يطرحها الا الجاهل الذي في قلبه مرض مثل عبارات شلع قلع نحن وحدنا نمثل العراق والعراقيين اذا قال صدام قال العراق نحن الكتلة الأكبر كما طرحت تهديدات لايران ولقادة ايران ولكل من يطرح أفكار  وجهات نظر مختلفة لكن هذه الأصوات القبيحة الماجورة لم نسمعها عندما هاجمت كلاب ال سعود داعش الوهابية بالاتفاق مع عبيد وجحوش صدام  العراق  واحتلت ثلث مساحة العراق وحاصرت بغداد وذبحت الألوف من أبناء العراق  واغتصبت  أسرت الألوف من العراقيات وهدمت ودمرت الألوف من المنازل والمساجد والمعابد والرموز الدينية والحضارية بل كنا نسمع منها  عبارات التمجيد والتعظيم  للذين  سرقوا  أموال العراقيين والذين ذبحوا شباب العراق والذين اغتصبوا واسروا العراقيات للذين دمروا العراق بل الكثير من هؤلاء اي من دواعش السياسة في العراق اعتبروا غزو  كلاب ال سعود داعش الوهابية  انقاذ للعراق لتحرير العراق من الاحتلال  الرافضي المجوسي  وحماية السنة من  الأبادة التي يتعرض لها السنة العرب على يد الشيعة الفرس المجوس

 كما بدأ هؤلاء المندسين والمجرمين  بقتل المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية والمواطنين الأبرياء فحولوا ساحات التظاهر الى ميادين  تحريض وتشجيع للحرب على ايران الاسلام    قيل ان هؤلاء  الدواعش الوهابية والصدامية  وعدوا ال سعود بان الانتصار على العراقيين بات قريبا وسيتحقق  شعار نبيكم معاوية لا شيعة بعد اليوم  وطلبوا من ال سعود ان يختاروا أميرا ليحكم العراق لان العراق  أصبح ضيعة من ضياعهم   لهذا قرروا تطبيق وصية معاوية التي تقول( لا يستقر أمر العراق لكم الا اذا ذبحتم تسعة من كل عشرة من العراقيين وما تبقى منهم اجعلوهم عبيدا وخدما لكم) كما قرروا تطبيق   شعار نبيهم معاوية (أرسلت للذبح فاذبحوا)   وكانت جريمة الوثبة البشعة  تطبيقا لشريعة الدين الوهابي  دين ال سعود ونبيهم  معاوية جريمة بشعة منكرة شاب  رفض الأهانة والتجاوز على كرامته وشرفه فهجموا عليه  فهرب الى  بيته ودخلوا ورائه فلم يبق امامه الا ان  يموت  شجاعا  وكريما فسحب بندقيته وتصدى للمهاجمين  وعندما توقف عن الرمي القي القبض عليه وذبحوه ومثلوا به ثم علقوه في  أعمدت  الكهرباء  لا شك أنها أعادة لجرائم الفئة الباغية بقيادة ال سفيان التي هي ذبح الناس الأحرار الأبرياء  وتقطيع أجسادهم وتعليقها فهم الذين ذبحوا  أبناء الرسول ورفعوا رؤوسهم على الرماح واسروا بنات الرسول وهذا ما يفعله ال سعود وكلابهم بالمسلمين الأحرار حقا كانت جريمة قد هزت العالم لا شك أنها جريمة بشعة 

 لهذا  على المتظاهرين ان ابتغوا نجاح مظاهراتهم وتحقيق أهدافهم   ان يتخذوا الاجراءات التالية

ان يلتزموا بالسلمية فنجاح المظاهرات بالسلمية   الويل لكم وللشعب اذا تحولت الى العنف  والفوضى

ان  يجتمعوا ويتفقوا وفق خطة واحدة وبرنامج

ان يختاروا قيادة واضحة  تمثلهم فعدم وجود قيادة واحدة واضحة تفتح الباب لعناصر معادية العراق والعراقيين

ان  يكشفوا المندسين ويقوموا بعزلهم والقاء القبض عليهم وتسليمهم الى الاجهزة الامنية

مهدي المولى

محرر الموقع : 2019 - 12 - 14