اليمين المتطرف يزيد نشاطه في السويد ويفشل في جذب الشباب تنظيمياً
    

 

زادت التنظيمات اليمينية المتطرفة المرتبطة بحركات التفوق العرقي ونظريات المؤامرة، من نشاطاتها العام الماضي في السويد، غير أنها فشلت في استقطاب الشباب للعمل المنظم في صفوفها.

وقال التقرير السنوي لمنظمة “إكسبو” المناهضة لليمين المتطرف إن نشاطات هذه التنظيمات ارتفعت بنسبة 20 بالمئة العام الماضي مقارنة بالعام 2021، حيث ارتفع عدد أنشطتها من 1487 إلى 1791.

وعزت المنظمة ذلك إلى محاولة هذه التنظيمات استقطاب مزيد من الأشخاص إلى صفوفها وجذب الناخبين خلال مرحلة الحملات الانتخابية، لكن جهودها باءت بالفشل، كما تذكر المنظمة، إذ لم تتمكن هذه التنظيمات من تحقيق أي خرق انتخابي خلال الانتخابات البرلمانية والبلدية التي شهدتها السويد العام الماضي.

وقالت إكسبو إن فشل هذه الحركات، التي غالباً ما تتبنى نظريات المؤامرة، في استقطاب أعضاء جدد من الجيل الشاب، يعود إلى البنية التقليدية لها والتي تعتمد على الولاء والعمل التنظيمي.

وأضافت أن الجيل الشاب ينجذب أكثر للنشاط الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتزايد فرص تبادل الأفكار والنقاش السياسي.

ومن ناحية العمل السياسي، اظهر التقرير أن حزب ديمقراطيي السويد (SD) ثاني أكبر أحزاب البرلمان “لم يعد ينأى بنفسه بشكل واضح عن هذه الحركات اليمينية المتطرفة، كما أقام ممثلون عنه صلات مع أشخاص مؤثرين في هذه المنظمات”.

ولفت إلى أن “بيئة هذه التنظيمات المتطرفة باتت ترى فرصة أكبر للتأثير على SD وعلى الحكومة السويدية بشكل غير مباشر”.

ورصدت إكسبو أيضاً تزايد تبني نظريات المؤامرة من قبل اليمين المتطرف، خصوصاً بعد جائحة كورونا، وكذلك تزايد حملاتها على خصومها السياسيين وعلى شخصيات عامة.

وتوقعت المؤسسة تراجع عدد نشاطات هذه الحركات خلال العام الحالي، رغم استمرارها في حملاتها لنشر أفكارها والتأثير على الرأي العام.

ورجحت استمرار المتطرفين بالتركيز على نشر البروبغندا (الدعاية) المؤيدة لروسيا، وعلى الكراهية ضد المتحولين جنسياً، وعلى نظرية “الدولة العميقة” التي تتبناها، في إشارة إلى نظرية المؤامرة المنتشرة حول وجود مجموعة محددة من المؤسسات والأشخاص الذين يتحكمون بالدول وسياساتها.

وحذّرت إكسبو من إمكانية لجوء أفراد مؤيدين لأفكار هذه الجماعات المتطرفة إلى العنف “خصوصاً إذا تنامى إحباطهم تجاه فشل SD والحكومة في تطبيق أفكارهم”، مذكّرة بجريمة “ألميدالين” الإرهابية التي وقعت العام الماضي في السويد، والتي كان مرتكبها متأثرا بأفكار هذه الحركات ونظريات المؤامرة المحيطة بها.

يذكر أن تقرير إكسبو يصدر سنوياً منذ العام 2008، ويركز على حركة ونشاط حركات أقصى اليمين السويدي، المرتبطة بالتفوق العرقي ونظريات المؤامرة.

الكومبس

 

محرر الموقع : 2023 - 03 - 01