محمد باقر الحكيم ...اغتيال دولة
    
علي هادي الركابي
الحديث عن الرجال لا عن اشباههم يحتاج الى الوقوف دائما على تلال الحق،لا في حفر الباطل النتنه التي ستدفن اصحابها يوما ما رغم انوفهم ، فعندما نقرر ان نكتب يجب ان نضع التاريخ والضمير نصب اعيننا فهما من يكونا خصيمنا يوم القيامة. فالرجل موقف ، وموقفه دال عليه ، لذلك القلم سيكون لا محال بوصلة للشرفاء في قادم الاجيال كما انه بوصلة ايضا للخونه والمتخاذلين والعملاء .
محمد باقر الحكيم لايمكن لاحد ان يشبهه في المواقف الحقيقية للرجال او ان يكون قريبا منه ؛ رجل كله موقف ؛ رسم شخصه بنفسه رغم انه لحد ابناء زعيم الطائفة في وقته الامام محسن الحكيم ، لم يتخاذل يوما ما واختار لنفسه طريقا صعبا للجهاد بدا من تاسيسه وجماعته وقائده الشهيد الصدر لحزب الدعوة الاسلامية ؛ ثم خروجه من التنظيم ، ومشاركته في انتفاضة صفر 1977 حتى استشهاد الشهيد الصدر وخروجه من العراق واعلانه المواجهة المسلحة مع النظام البعثي عام 1980.
ابرز موقف يحسب له في حياته ، المساومة القذرة من قبل نظام صدام، باعدام اخوانه وابناءهم او ترك الامر ومغادرة المعارضة فرض وقال لمبعوثهم (ليس اهلي افضل من اهل ابي عبدا لله الحسين انا لله وانا اليه راجعون )) ؛ فشاط غضبا لقيط البعث واعدم اكثر من 70 عالما ومجاهدا من ال الحكيم .
واجه النظام بقوة وفي مجالين؛ عسكريا على طول الحدود الممتدة بين العراق وفي ايران واسس مجاميع الداخل والمقرات واذاق النظام العفلقي الهزائم في اكثر من منازلة وتم ضرب القصر الجمهوري لاكثر من مرة ،وسياسيا حيث اقام علاقات دبلومسية وفضح النظام في المحافل الدولية ابرزها القائه خطابا في مقر الامم المتحدة ولقائه ابرز قادة العالم ، كذلك فتح قنوات مع كل من السعودية والكويت وقطر وسوريا واليمن والبحرين والمانيا والسويد واليابان والكثير من دول العالم لشرح مظلومية الشعب العراق من اجل الاسرع بتغيير النظام فيه ودعم تلك الدول لذلك التغير .
بعد حوث التغيير يجب ان تحسب للرجل انه الشخص الوحيد من شخوص المعارضة العراقية الذي رسم ملامح الدولة الفتية ، وبدا يثقف لها طوال اشهره الاربعة التي قضاها في العراق قبل استشهاده ، من خلال خطب الجمعة او لقائته المجتمعية اليومية مع مختلف شرائح الشعب ومكوناته .فبدا يصر على الانتخابات ، وكتابة الدستور بايادي عراقية ، وحقوق المواطنة للجميع ، ودولة مدنية تحترم الشعب وتوزيع الثروات على ابناء العراق بالتساوي ، وتحديد ركائز الدولة العراقية واحترام الاقليات ، وتأكيد تنمية التنظيم المجتمعي مثل الحوزة العلمية والعشائر العراقية والمواكب الحسينية واللجان الشعبية وغيرها الكثير من التجمعات المجتمعية .
محمد باقر الحكيم ؛ استثمر جهاده الطويل عسكريا وسياسيا ، في هدف واحد هو بلورة فكرة اقامة الدولة الصالحة والعادلة وطرح الرؤى والافكار الخاصة بها ، فلم يعجب ذلك اهل الفساد والعملاء والخونه والبعثين ، فحدث ان الجميع اتفق على تحطيم هذه الدولة قبل انشاؤها ، فتم اغتياله في ابشع جريمة يشهدها العراق على مر التاريخ ، وباغتياله انطوت صفحة كبيرة من تاريخ العراق وامل ابناءه في اقامة الدولة العادلة او دولة العدل الالهي التي كتب على بوابتها الكبيرة ..مع وقفف التنفيذ ..محمد باقر الحكيم
محرر الموقع : 2020 - 02 - 25