أهمية منصب المرجعية الدينية
    

تكمن أهمية منصب المرجعية الدينية الذي يمثله المراجع العظام للطائفة في كونه المنصب الذي يشكل الامتداد لمنصب الإمامة الإلهية ولتوضيح ذلك : أن الرؤية الشيعية التي تطرحها مدرسة أهل بيت العصمة عليهم السلام تتبنى أن المناصب الإلهية ثلاثة ، وهي: منصب النبوة، ومنصب الإمامة،لا ومنصب المرجعية الدينية.

كل منصب من هذه المناصب الثلاثة يعد مكملا للمنصب السابق وامتدادا له. فسلسلة المناصب الإلهية تبدأ أولا بمنصب النبوة الذي ختم بنبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه واله.

وقد انقطعت هذه السلسلة – بحسب رؤية المخالفين – بموت النبي الأعظم صلى الله عليه واله ، وعاد الأمر إلى الناس يختارون من يريدون من خلال نظام الشورى .

وعلى ذلك فمنصب الإمامة – بحسب الرؤية الشيعية – يشكل امتدادا لمنصب النبوة ، وحفاظا على هذا الامتداد فإن منصب الإمامة وإن ختم بخاتم الحجج المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) ، إلا أن التشريع السماوي قد أولى هذا الامتداد أهميته وعنايته ؛ ولذلك جعل منصب المرجعية الدينية منصبا امتداديا للمنصبين المذكورين ، بهدف المحافظة على معارف الدين وتعاليم الشريعة التي جاء بها الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، في ظل إمامة إمام العصر ( أرواحنا فداه ) .

وهذا ما يستفاد من مثل قول النبي صلى الله عليه واله (العلماء ورثة الانبياء) وقول الصادق عليه السلام : (الفقهاء أمناء الرسل) وقول الإمام الحجة ؛ فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله .

فإن هذه النصوص بتمامها ظاهرة في كون منصب المرجعية الدينية امتداد لمنصب الإمامة، كما أن منصب الإمامة امتداد لمنصب النبوة ، ولكن بما أننا نعلم أن منصب المرجعية الدينية لا يماثل منصب الإمامة في كل الشؤون والخصائص، فلا بد من التعرف على المسارات التي يشكل فيها منصب المرجعية الدينية امتدادا طوليا لمنصب الإمامة الإلهية.

السيد ضياء الخباز

محرر الموقع : 2017 - 07 - 21