جلسة مع الذات في الحَجرِ المنزلي
    


عندما أجتاح وباء فيروس كورونا العالم وأضطر الإنسان الى حجر نفسه في مسكنه ومنع من الخروج حتى يتفادى عدوى الفيروس المهلك الذي لم يبقي ولم يذر فقد أغلق الأبواب جميعها من معامل ومدارس وجامعات وجوامع ومقاهي وملاهي وأسواق ونوادي حتى أصبحت الكرة الأرضية خالية من سكانها بعد أن ألتزم الجميع الجلوس في مساكنهم خوفاً من فيروس يدعى كورونا ، وهذا الفيروس نتاج ظلم الإنسان لنفسه فعندما كثر الظلم انسكب من إناءه فبدأ بتهديد البشر في وجودهم ، وهل استغلال العلم من أجل السيطرة واستعباد الآخر وسرقة خيراته وثرواته هو الظلم الوحيد الذي كثر وانسكب من إناءه ؟؟؟ ألم نظلم أنفسنا عندما قبلنا أن تنتشر ما بيننا المثلية وجعلناها فكرة قابلة للنقاش بعد أن كانت من الموبقات التي يحتقرها العرف ويستحقرها وقد حرمها الشرع لخطرها على المجتمع وتكوين العائلة السليمة وما قصة قوم لوط عنكم بغريب ، ألم نظلم أنفسنا عندما جعلنا نسائنا تمشي كالعاريات وهن يرتدين ملابس لاصقة على الجسم وتحكي جميع مفاتن جسمهن ، وأصبحت امرأتنا كالعارية تمشي ما بين ابناءها وأخوتها وأقاربها وحتى والدها ولم نتكلم او ننقد أو نرفض ؟؟؟ ألم نظلم أنفسنا عندما قبلنا بأن تترك نسائنا الحجاب الشرعي واكتفت بقطعة قماش على الرأس مع بنطلون ضيق وجاكيت للخصر وماكياج يجعل منها صورة ملونة تجØ!
 �ب كل ذي عين لألوانها الخلابة ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا اختلاط الشباب بالشابات وجعلنا صداقتهم شيء عادي ومقبول وخروجهم سويةً جزء من الحقوق ؟؟؟ ، الم نظلم أنفسنا عندما جعلنا السارق ما بيننا محترم والراشي يكرم والمحتال يُقَدّر وكأن الغاية تبرر الوسيلة فالغاية المال وأما الوسيلة فلا يجب أن تسألوا عنها ؟؟؟؟ ، ألم نظلم أنفسنا عندما جعلنا الغش شطارة وأخذ المال عن طريق الفصل العشائري حق محتوم ؟؟ حتى أصبح القوي يأكل الضعيف ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت عنوان احترام الحريات الشخصية ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا شبابنا ولم نغذيهم بالثقافة الإسلامية بطرق سهلة ومقبولة ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا الأفكار المنحطة تغزو بلادنا ولم نقاومها أو نهيئ الطرق الصحيحة لمواجهتها ، ألم نظلم أنفسنا عندما أتجه البعض من رجال الدين الى المظاهر وحب الظهور وجمع المال مع ترك تربية المجتمع ؟؟؟ ، ألم نظلم أنفسنا عندما أصبح تفكيرنا مادياً بحت ولم نترك للمعنويات أي مساحة من عقولنا وقلوبنا ، ألم نظلم أنفسنا عندما تركنا أبنائنا وبناتنا أسارى وسائل التواصل الاجتماعي ، ألم نظلم أنفسنا ........... ؟؟؟؟ ألم نظلم أنفسنا .............؟؟؟؟؟. وكأن قول الله سبحانه وتعالى ينبثق صادحاً يهز الدنيا ويتفجر من بين الصخور والأ!
 زقة و!
 الشوارع والساحات ناصحاً  ومحذراً ومهددا (( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) ، وهذا ما جنته البشرية نتيجة ابتعادها عن تعاليم الله سبحانه وتعالى فما هذا الفيروس إلا تحصيل حاصل نتيجة الظلم الذي تفشى ما بين خلق الله سبحانه وتعالى .
فلعل هذا الحَجر يوقظ في عقولنا وضمائرنا شمعة حب الإصلاح والرجوع الى الذات التي ترشدنا الى طريق الله القويم وهو طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ،عندها يكون هذا الحَجر نقطة التحول الكبرى التي ترجع البشرية عامة والمسلمين خاصة الى الغاية التي من أجلها خلق الله سبحانه وتعالى البشرية وهي عبادته والقيام بأوامره والابتعاد عن نواهيه حتى نحصل على سعادة الدارين .
خضير العواد

محرر الموقع : 2020 - 03 - 31