معركة الموصل أسباب التأخير والنتائج
    

عمار العامري 

   بعد مضي اثنى عشر اسبوعاً تقريباً؛ على انطلاق عمليات تحرير الموصل الحاسمة, لنهاية شبح الحرب ضد داعش, بعدما تمكن القوات الامنية, وفي مقدمتها الحشد الشعبي, من دحر العصابات الارهابية, وتحرير الاراضي العراقية, التي استولت عليها في حزيران عام 2014, ثمة اسباب عسكرية وسياسية واجتماعية, تؤخر حسم العمليات العسكرية بالموصل نهائياً.

   الاسباب لم تختصر على جهة معينة, انما هناك عدة جهات مشتركة, لها تأثيرات متفاوتة في حسم معركة تحرير الموصل, كونها المنازلة الاخيرة, التي ينتهي فيها مسلسل تنظيمات داعش الارهابية, فأبناء الموصل؛ المنقسمين بين الوجوه القديمة, والجيل الجديد, الذي برز بعد سقوطها, وأراء حكومتي بغداد واربيل حول المسائل الخلافية بعد التحرير, والادارة الامريكية وآرائها بالقضية العراقية, ناهيك عن الدور الاقليمي وتأثيراته.

   خلال الفترة الماضية؛ تمكنت العصابات الارهابية على تحصين نفسها, ما جعل القوات العراقية تستخدم تكتيك "قضم الأرض" لمعالجة الأنفاق, التي حفرها الارهابيين تحت الأرض, ما ادى بالمهاجمين لاستخدام اسلوب "دبيب النمل" الانجح في حرب المدن, لان حرب الموصل؛ هي حرب العمليات الخاصة, لذا يوصى بمراعاة المدينة, وبنيتها التحتية, وسكانها الذين لا يزالون فيها, ما دعا الجيش لإنشاء التحصينات الترابية اللازمة.  

   بينما يُعد الحل السياسي؛ المفتاح الرئيس الناجز للعمليات العسكرية في الموصل, ما ادى لتأخير حسم النزال العسكري فيها, بسبب غياب الخطة المستقبلية لإدارة المحافظة, لمرحلة ما بعد طرد تنظيم داعش, هذا الامر بحاجة لوضع استراتيجية واضحة ومشتركة, ذات تنسيق عالي المستوى بين الاطراف؛ المحلية والاقليمية ودولية, ومنها الخلافات على الحدود الادارية, بين اقليم كردستان ومحافظة نينوى, التي لم تحل سابقاً.

   كما يُنظر للوضع الاجتماعي, وما حصل جراء الاستيلاء على المحافظة, بأنه خطراً كبيراً, ما يفرز مخاوف منها؛ حصول عمليات انتقام بين الاهالي ما بعد التحرير, نتيجة الولاءات المتبادلة مع الحكومة العراقية, والتبعية للتنظيمات الارهابية, وما اتبعها من تغيير ديموغرافي, وتهميش مكون لآخر, إن ما حدث يعد حرب فكرية, وليست حرب أشخاص أو نزاع عشائري, والعودة تحتاج لبرامج تربوية واجتماعية مكثفة.

   الموصل؛ الرهان للأغلب الاطراف, بغداد تريدها "وسام شرف" لتحريرها العراق, اربيل تحاول انهاء الخلافات الادارية المستعصية منذ سنوات, الدول الاقليمية تسعى للدخول ضمن المعادلة الدولية القادمة,الخاصة بالعراق, فيما اعترف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة؛ "بوجود مشكلة سياسية حقيقية حول المدينة", ودعا "لوضع خطة لما بعد تحريرها بمشاركة كل الأطراف".

محرر الموقع : 2017 - 01 - 13