في السويد... المتطرفون الذين ينطلقون من دوافعهم الخاصة يشكلون أكبر تهديد إرهابي
    

كشف تقرير جديد صدر عن المركز الوطني السويدي NCT لتقييم الجرائم الإرهابية، اليوم الأربعاء، أن “الإسلاميين المتطرفين” الذين يتحركون بفعل دوافع ذاتية من أنفسهم، للقيام بأعمال إرهابية، يمثلون التهديد الأكبر للبلاد خلال العام 2017.

ولا يزال مستوى التهديدات الأمنية المحتملة التي قد تواجهها السويد ضمن النقطة الثالثة من مقياس مؤلف من خمسة نقاط، الأخيرة أخطرها.

وبحسب التقرير، فإن احتمالات قيام تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، بالتخطيط وتنفيذ عملية إرهابية في السويد، قليلة. وأن التهديد الأكبر يتمثل في قيام أشخاص موالين أو متعاطفين مع التطرف الإسلامي العنيف للقيام بمثل هذه العمليات، بدوافع ذاتية، من تلقاء أنفسهم.

وقال مدير المركز ماتس ساندبيري لراديو (إيكوت) السويدي: “الخطر الرئيسي الذي نراه، هو أن أشخاصاً فرديين وبدافع من التطرف أو الإلهام من فكر الجماعات الإسلامية المتطرفة، قد يقدمون على القيام بعمليات إرهابية بمبادرة شخصية منهم. ونحن نرى أن خطر وقوع هجمات من هذا النوع أكبر من خطر وقوع هجمات منسقة كبيرة، مثل الذي حصل في باريس على سبيل المثال”.

مصدر إلهام

وأوضح، أن الجماعات المتطرفة، كداعش والقاعدة مثلاً، قد يشكلان مصدر إلهام للأفراد الذين يحملون أفكار إسلامية متطرفة، بدل أن تكون تلك التنظيمات هي من تخطط لمثل هذه العمليات.

ويتفق الباحث في شؤون الإرهاب بجامعة الملك في لندن هانز براون مع النتائج التي خلص إليها تقرير المركز، وقال لصحيفة “أفتونبلادت”: “إن من الصعب جداً الكشف مسبقاً عن الأشخاص المتطرفين الذين يقومون بالتخطيط بأنفسهم لعملية إرهابية، مقارنة بمجموعة متطرفين يحاولون تنظيم عمل شيء معاً”.

البقاء عند نفس مستوى التهديد

ويتألف المركز الوطني لتقييم الهجمات الإرهابية، NCT من مجموعة من موظفي شرطة الأمن والدفاع الوطني والاستخبارات العسكرية والاستخبارات الأمنية، وتتمثل مهمتهم في إجراء تقييمات إستراتيجية للتهديد الإرهابي المحتمل ضد السويد والمصالح السويدية على المديين القصير والطويل.

وعلى الرغم من أن مستوى التهديدات الأمنية المحتملة التي قد تواجهها السويد خلال العام 2017 لا زال عند نفس النقطة الثالثة، إلا أن التقرير أوضح، أن ذلك يعني تهديداً مرتفعاً.

وقال ساندبيرغ في بيان صحفي: “التهديد ضمن المستوى الثالث، يعني أمراً ممكن الحصول. ومع ذلك، ليس من المحتمل أن تمثل السويد أولوية بالنسبة للهجمات الإرهابية الكبيرة والمنسقة التي تُنجر بتكليف”.

النية والقدرة

وبحسب تقرير NCT، فإن عدد الأفراد الذين لديهم القدرة والنية على تنفيذ هجوم إرهابي في السويد، قليل. من بينهم الأشخاص العائدين من القتال في مناطق الصراع التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المتطرفة، و أشخاص ربما لم يسافروا إلى تلك المناطق، لكنهم يستوحون أفكارهم من العنف وتعزيز الدعاية الإسلامية.

ووفقاً للخبير في شؤون الإرهاب هانز براون، فإن الأشخاص الذين يقفون وراء الإرهاب في العالم الغربي، هم في الغالب أولئك الذين لم يسافروا إلى مناطق الصراع.

وأوضح، قائلاً: “أولئك الذين لم تؤتى ثمارهم يمكن أن يكونوا مشكلة كبيرة. ربما يشعرون أنهم يحتاجون الى تقديم المزيد”.

ومقابل ذلك، أظهر التقرير في الوقت نفسه، تراجعاً في سفر الأشخاص للانضمام إلى جماعات العنف في كل من سوريا والعراق خلال العام الماضي 2016.

وأن الأشخاص القلائل الذين سافروا إلى تلك المناطق، لم يكن من أجل الإلتحاق بتنظيم داعش، بل بتنظيمات متطرفة أخرى، جبهة فتح الشام (جبهة النصرة في السابق)، ما يعني تراجعاً في قدرات داعش بجذب الشباب إليه.

محرر الموقع : 2017 - 01 - 18