الدكتور كاظم حبيب في ضيافة الجمعية العراقية لحقوق الانسان
    



استضافت الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية الشخصية الوطنية الدكتور كاظم حبيب في محاضرة بعنوان (النزوح القسري وتأثيره على مستقبل الاقليات في العراق) وعلى قاعة المركز الاكاديمي في مدينة عنكاوا / اربيل.
رحب رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الامريكية حميد مراد بالسادة الحضور من ممثلي الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ونخبة من الاكاديميين والهيئات الاعلامية والمهتمين بالشأن العراقي، وتحدث حول أهمية الموضوع والذي يمس مئات ألوف النازحين قسرا من مسيحيي العراق والإيزيديين والشبك والتركمان من مناطق سكناهم وسقوط ضحايا والكثير من الأسرى بأيدي مجرمي داعش، واكد على ضرورة تسليط الضوء على هذه الكارثة المرعبة وجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وأهمية الحصول على الدعم الدولي لمعالجة المشكلات الراهنة وما
 بعدها، ثم دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح شهداء الشعب العراقي شهداء الحرية، وشهداء الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي.
ثم قدم الدكتور كاظم حبيب أفكاره الأساسية حول الموضوع موزعا إياها على ثلاث نقاط:
اولا : توصيف حالة النزوح القسري بعد اجتياح داعش لمدينة الموصل وأجزاء اخرى من محافظة نينوى وكذلك اجزاء من كركوك وديالى، إضافة الى وجودهم السابق في محافظتي الأنبار وصلاح الدين مشيرا الى عدد النازحين الذي يقترب من مليون انسان عراقي من مسيحيي العراق (150000) نسمة والإيزيديين (400000) نسمة وعشرات الألوف من الشبك والتركمان، كما ان هناك عددا من هؤلاء قد ترك العراق باتجاه تركيا وسوريا وأوروبا.
ثم أشار الى المخيمات الكبيرة التي تضم هذا العدد الكبير من النازحين الذين يعانون من أسوأ ظروف المعيشة، ونقص الخدمات الاجتماعية والمصاعب اليومية في الحصول على ما يسد رمق الأطفال على نحو خاص الخ .. (وبلغ عدد المخيمات في دهوك وعنكاوا وأربيل 54 مخيما تضم عشرات ألوف النازحين قسراً).
ثانيا : العوامل الكامنة وراء اجتياح واستباحة هذه القوى المجرمة للعراق في واحدة من اهم بواباته، من الموصل الحدباء الجريحة، مشيراً بشكل خاص الى:
١. وجود نظام سياسي طائفي تمييزي شوه الحياة السياسية والاجتماعية وأشاع الصراعات بين الأحزاب الاسلامية السياسية ونقلها الى المجتمع ومزق نسيج المجتمع الوطني العراقي.
٢. نشوء نظام سياسي طائفي في دولة ريعية فسحت في المجال وسمحت لبروز رئيس وزراء مستبد بأمره وبالشعوب والوطن وصادر حقوق الإنسان والحريات العامة.
٣. مارس النظام ورأسه سياسة التمييز ازاء اتباع الديانات والمذاهب والتهميش وساعد على نشوء عدم ثقة بين أبناء وبنات الشعب من مختلف القوميات والديانات والمذاهب ولم يتصد لها بل ساهم في تأجيجها بمختلف السبل والوسائل.
٤. عمق رئيس الحكومة السابقة الصراع بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في مواقفه غير العقلانية والمتطرفة قادت الى ردود فعل متشنجة ساهمت كلها في نشوء حالة من عدم الثقة بين الحكومتين والشعبين العربي والكردي.
٥. الفساد العام الذي ساد العراق على امتداد السنين المنصرمة وساهم رأس النظام في تنشيطه بمختلف السبل ووصل إلى القوات المسلحة بمختلف صنوفها وإلى كل مفاصل وسلطات الدولة والمجتمع وتشابكت مع الإرهاب وقواه وأصبحا وجهان لعملة واحدة.
٦. لم تكن القوات العسكرية المعسكرة في محافظة الموصل موجهة ضد عدو خارجي بل كانت موجهة لهدفين هما: أ. اضطهاد أهل الموصل وإذلالهم بمختلف السبل من جهة، ب. وضد أقليم كوردستان وقوات البيشمركة في حالة اي تحرك للاستقلال من جهة اخرى .. لهذا وبسبب الفساد والرشوة لم يقف الجيش بوجه داعش وعصابته المجرمة.
٧. ان سياسات رأس النظام الطائفي وممارساتهم اليومية ومواقفه المتطرفة ازاء أبناء شعبنا من اتباع المذهب السني ومن الشعب الكردي وعدم دفع الرواتب ...الخ خلق حواضن مهمة لعصابات داعش ساهمت في اجتياح العراق من بوابة الموصل الحدباء.
٨. ولا شك في ان العراق ومكوناته القومية والدينية قد تعرضت لمؤامرة دولية وإقليمية ومحلية قذرة أرادت وما تزال تريد النيل منه وتمزيقه.
٩. وأخيرا وليس آخراً فأن النظام السياسي الطائفي حرم الشعب من حقوقه وحرياته الأساسية وقاد الى الكارثة العظمى آلتي يعاني منها الشعب عموما وخاصة شعبنا من المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان والكرد، حتى بلغ مجموع النازحين قسرا والمهجرين قسرا بأقليم كردستان ما يزيد عن 1800000 نسمة من العراق وسوريا وتركيا والشعب الكردي يقدر سكانه بخمسة ملايين نسمة، عندها يمكن تقدير حجم الكارثة والمآسي الناجمة عنها.
ثالثا : وهنا تطرق المحاضر الى العواقب وسبل مواجهة المحنة والأزمة الكبرى والمصاعب التي تواجه المجتمع العراقي ودعا الى تضامن دولي وأقليمي شعبي ومحلي لمعالجة المشكلات وأكد ضرورة تشكيل غرفتين للعمليات:
أ- غرفة محلية - أقليمية - دولية لمواجهة داعش وجرائمها على مستوى العراق وسوريا والمنطقة، رغم ان بعض الدول قد شاركت في دعم داعش ولكنها أصبحت اليوم تواجه داعش مباشرة. كما ان الدول الأوروبية أصبحت وجها لوجه مع عصابات داعش وخلاياه المجرمة النائمة والمناهضة فجأة كما حصل في باريس اخيراً.
ب - غرفة عمليات محلية-  أقليمية - دولية على مستوى المؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي ودول أوروبية وصديقة ومراكز البحث العلمي الاجتماعي والنفسي والاقتصادي لمعالجة المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تواجه المجتمع العراقي وخاصة في المناطق آلتي أصيبت بطاعون داعش، إضافة الى دراسة ما سيحصل بين مكونات الشعب من مشكلات اجتماعية وانعدام الثقة وسبل إعادة النازحين الى مناطق سكناهم ومسائل الخدمات الاجتماعية بما فيها الصحية والمعيشية والنفسية الخ.
وبعد تفاصيل حول المخيمات وزيارته لبعضها وما يواجهه شعب وحكومة الإقليم والحكومة الاتحادية من مصاعب للفترة القادمة وعجز النظام عن معالجتها ما لم يتخلى عن المحاصصة الطائفية والتمييز الطائفي والتهميش.
بعد ذلك فتح باب النقاش حيث شارك عدد كبير من الحضور في تبيان ملاحظاتهم وتصوراتهم حول المشكلات التي تواجه العراق.

الجمعية العراقية لحقوق الانسان
في الولايات المتحدة الامريكية
9/كانون الثاني/2015
www.ihrsusa.net

 

محرر الموقع : 2015 - 01 - 09