مــؤسِّس أول قيـادة عمليّات فـي نينوى يتولّى مسؤوليّة الأمن فـي الساحل الأيسر
    

بعد نحو 9 سنوات، يعود مؤسس أول قيادة للعمليات العسكرية في الموصل إلى تولي منصب أمني رفيع في ذات المدينة، يعتقد مراقبون بأنها ستمهد لتنصيبه حاكماً عسكرياً للمحافظة بعد إكمال تحريرها.
وبتعيين الضابط الرفيع، تكون محافظة نينوى خاضعة لقيادة 4 من أرفع الجنرالات العراقيين. فبالإضافة الى قائد عمليات (قادمون يا نينوى) الفريق الأول عبدالامير رشيد يارالله، يواصل اللواء عبدالله الجبوري قيادة عمليات تحرير الموصل، فيما ترشح مؤخراً عن تولّي الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي المهام العسكرية في الساحل الغربي للمدينة.
ويسعى رئيس الحكومة حيدر العبادي الى وضع حدّ للفوضى الامنية التي أعقبت تحرير الساحل الايسر للموصل، في وقت بدأت القوات المشتركة باقتحام أول الأحياء السكنية في غرب المدينة، وتقترب بشكل كبير من المجمّع الحكومي.
ويُعتقد أن الهجمات الانتحارية الاخيرة التي استهدفت الاحياء الشرقية المحررة قبل شهر، حدثت بسبب تضارب الصلاحيات العسكرية.
وسلمت القيادة العسكرية المشتركة، بعد ايام من تحرير الساحل الايسر، مهمة مسك الارض الى فرقة من الجيش والشرطة المحلية بالاضافة الى بعض الحشود العشائرية. وكانت قيادة العمليات، قد أبعدت المقاتلين التابعين لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي عن مهمة حماية المناطق المحررة.

حاكم عسكري للساحل الأيسر
واختار العبادي قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق للإشراف على القوات المتواجدة في الساحل الايسر.
وتوفيق ضابط من اهالي الموصل شكل اول قيادة عمليات في محافظة نينوى عام 2008، وتم إعفاؤه من منصبه بعد فترة قصيرة.
واعتبر أسامة النجيفي، النائب عن الموصل آنذاك، قرار إبعاد جلال توفيق بانه جاء لفشله في مهمة حفظ امن المدينة. وعين بدلاً من توفيق نائبه الفريق الركن حسن كريم خضير الذي أُعفي بعد 3 سنوات.
وتسلم اللواء قاسم الطائي، منصب قيادة عمليات نينوى، بعد ذلك لكنه أعفي في آذار 2014، ليخلفه الفريق الركن مهدي الغراوي. ولم يستمر الغراوي طويلا بالمنصب، إثر سقوط الموصل بيد داعش بعد 3 أشهر من تسلم قيادة العمليات.
والفريق توفيق ليس الشخصية الوحيدة التي تسلمت مهام عسكرية في الموصل بعد ظهور داعش. فقد شهدت المدينة عودة الفريق الركن علي الفريجي، وهو القائد السابق للفرقة الثانية في الموصل، الذي استبدل من منصبه قبل 3 أشهر من سقوط المدينة.
وعاد الفريجي قائداً لنفس الفرقة، التي أُعيدت هيكلتها على يد القوات الامريكية تحت اسم الفرقة 16. وتعرضت الفرقة لانتقادات كبيرة نظراً لفشلها في تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها في معركة تحرير الساحل الايسر. وقبل اسابيع تم استبدال الفريجي باللواء الركن نجم الجبوري.
تم تعيين الجبوري، في نيسان الماضي، في إطار خطة لإعادة هيكلة الجيش العراقي التي تتضمن إحالة 300 ضابط إلى التقاعد.
وأُثيرت موجة تساؤلات حول أسباب اختيار الجبوري كقائد لعمليات نينوى، لا سيما بعد إقامته في أميركا لعدة سنوات. ونفى خالد العبيدي، وزير الدفاع السابق، ان يكون تنصيب الجبوري قد تم بالتنسيق مع وزارة الدفاع.
واختفى الفريق جلال توفيق عن المشهد العسكري بعد إعفائه من منصب قائد عمليات نينوى. وفي أول تغييرات عسكرية أجراها بعد 6 أشهر من توليه رئاسة الوزراء، نصّب العبادي الفريق توفيق كقائد للقوات البرية خلفا للفريق علي غيدان الذي طالته اتهامات بالتسبب بسقوط الموصل.
ويؤكد محمد نوري العبد ربه، النائب عن الموصل، لـ(المدى) ان "الفريق توفيق سيشرف على كل القوات المتواجدة في الساحل الأيسر".
أدى تنصيب الضابط المصلاوي الى عودة سيناريو الحاكم العسكري الذي تم تداوله قبل أشهر لإدارة الموصل بعد التحرير.

منصب مؤقّت
وتعود فكرة تعيين حاكم عسكري الى 4 أشهر على انطلاق عملية تحرير الموصل، إذ تم تداول أنباء عن ترشيح خالد العبيدي، بعد إقالته من الوزارة، كمرشح للمنصب.
وكان مشروع (الحاكم العسكري) ضمن عدة سيناريوهات طرحت لترتيب الاوضاع في الموصل بعد تحريرها من داعش، لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي نفى ذلك لاحقا.
وقال العبادي، في مؤتمر صحفي بعد شهر من انطلاق عمليات نينوى، إن حكومته "تمتلك خططاً لإدارة نينوى بعد تحريرها من سيطرة داعش الارهابي دون وجود نية لتعيين حاكم عسكري للمحافظة".
وقبل إعلان تحرير الساحل الأيسر للموصل، بدأت أطراف سُنيّة، ليس بينها تحالف واضح، المطالبة بتنصيب حاكم عسكري في ثلاث محافظات (نينوى، الانبار، وصلاح الدين) بدعوى فشل حكوماتها المحلية بضبط الامن وتهيئة المدن المحررة لإعادة إعمارها.
لكنّ النائب العبد ربه يقول ان "القوى السياسية في المحافظة وخاصة الكردية ترفض فكرة تعيين حاكم
عسكري".
ويعتقد النائب عن نينوى ان تعيين اللواء توفيق سيكون امراً مؤقتا ينتهي مع استباب الامن في الساحل الايسر. ويشير النائب الى ان "حالة من عدم الانضباط العسكري تسود في الساحل الايسر"، معتبرا ان "تعيين توفيق يساعد في توحيد القوات المسؤولة عن مسك الارض.
وشدد رئيس الوزراء، امس، على التنسيق الدقيق بين مختلف التشكيلات براً وجواً والاستفادة القصوى من المعلومات الاستخبارية عن تحركات العدو داخل الموصل. وتشرف الفرقة 16/ الجيش العراقي، الى جانب الشرطة المحلية وعدد من الحشود العشائرية على مهمة مسك الارض في الساحل الايسر.
ويقول حسام الدين العبار، عضو مجلس نينوى، ان "الفريق جلال توفيق سيشرف على كل القوات التي تمسك الارض"، مبيناً ان عمليات قادمون يانينوى، ومكافحة الارهاب خارج مهمة الاخير.
ويشير العبار الى وجود حالة من الارتياح في الموصل لاختيار الفريق توفيق للمهمة الجديدة كونه من أبناء المدينة.
ميدانياً، عرضت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعدد من الاشخاص قالت إنهم مسلحون تابعون لداعش سلموا انفسهم للقوات العسكرية بعد سيطرتها على مطار الموصل وتحرير معسكر الغزلاني بالكامل.
ودخلت قوات مكافحة الارهاب، امس، الى اول احياء الموصل الغربية.
واضاف العبار ان "القوة اقتحمت حي المأمون"، مشيرا الى ان قوات الرد السريع باتت قريبة من المجمع الحكومي بمسافة تقل عن كليومتر واحد.
بالمقابل أعلن الحشد الشعبي، امس، عن تحرير قرية تل الزلط في قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل، وشرع بعمليات تطهيرها من جيوب تنظيم داعش.

محرر الموقع : 2017 - 02 - 24