فشل معاهدة حظر الانتشار النووي، أي البلدان تملك رؤوسا وقنابل نووية
    

عندما دخل العالم العصر النووي، كانت أمريكا تظن أنها ستتمكن من احتكار هذه الأسلحة الفتاكة، ولكن سرعان ما انتشرت هذه الأسلحة في البلدان الأخرى.

في أغسطس عام 1945، شهد العالم أقسى هجوم دموي في التاريخ، حيث ضربت أمريكا اليابان بقنبلتين نوويتين معلنة بدء عصر الأسلحة النووية. وبعد أقل من أربع سنوات أعلن مسؤولو الاتحاد السوفيتي عن أول اختبار ناجح لقنبلة نووية. وتبعتهم بريطانيا في عام 1952 ثم فرنسا في عام 1960 والصين في عام 1964.

وخلال أقل من عشرين عاما انتشرت الأسلحة النووية انتشارا أثار هواجس العالم، فوقع المجتمع الدولي معاهدة حظر الانتشار النووي في عام 1968 وتبعها توقيع “معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية” في عام 1969. على الرغم من الاجماع العالمي على المعاهدة، إلا أن الهند وباكستان والكيان الصهيوني لم يقبلوا بالمعاهدة ولم يدخلوا فيها. وفي عام 2003 أعلنت كوريا الشمالية أنها تعتبر معاهدة الحد من الانتشار النووي غير عادلة وانسحبت منها ثم أعلنت قيامها بتجربة نووية.

لذلك يبدو أن المعاهدة فشلت في تحقيق هدفها، وربما تكون نظرتها العنصرية ومنحها الحق لخمسة بلدان في امتلاك الأسلحة النووية على رأس أسباب فشلها؛ حيث ترى المعاهدة أن بلدان أن.دبليو. سي وهي أمريكا، بريطانيا، روسيا، الصين وفرنسا يحق لها امتلاك الأسلحة النووية.

وفي عام 2000 أعلنت دول مجلس الأمن النووية عن تعهد صريح بتفكيك جميع الأسلحة النووية إلا أنه لم يُحدد تاريخ معين لتنفيذ ذلك، واليوم بعد مرور 17 عاما على ذلك التعهد لم تتراجع كمية الأسلحة النووية بل أن الاحصائيات غير الرسمية تشير الى زيادة لافتة للنظر في كميتها.

وفي هذا السياق تمتلك روسيا أكبر خزين من الأسلحة النووية ويبلغ 7 آلاف رأس نووي. وحسب موقع مراقبة التسلح، فإن روسيا تمتلك 7 آلاف رأسا نوويا، تم نشر قرابة 1800 منها باستخدام صواريخ عابرة للقارات في البر أو على متن غواصات.

وفي المرتبة الثانية تأتي الولايات المتحدة التي تملك 6800 رأسا نوويا، ويُقال إنه تم نشر قرابة 1400 منها باستخدام صواريخ بالستية عابرة للقارات في البر أو على متن غواصات.

وفي الثالث من يناير عام 2017، أكد نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، جو بادين، امتلاك بلاده 4080 رأسا نوويا.

وبعد ذلك تأتي كل من فرنسا والصين بامتلاكهما 300 و 280 رأسا نوويا على الترتيب، وفي المرتبة الخامسة تحل بريطانيا بـ 250 رأسا نوويا تم نصب 120 منها على صواريخ بالستية تطلق من الغواصات.

كما تمتلك باكستان والهند 140 و 110 رؤوس نووية على الترتيب، فيما يملك الكيان الصهيوني 80 رأس نوويا، وقد امتنع الثلاثة عن الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي. في عام 1998 أعلنت كل من الهند والباكستان قيامهما بتجارب نووية في ظل التنافس بين البلدين، أما الكيان الصهيوني فإنه لم ينفِ حتى الآن امتلاكه الأسلحة النووية، ولكن لم تُنشر أي تقارير عن قدرة الكيان الصهيوني على القيام بتجارب نووية.

ومن جانب آخر على الرغم من اعلان كوريا الشمالية امتلاكها البلوتونيوم الكافي لصنع أسلحة نووية، ولكن كميته لم تحدد بدقة، فيما يرى البعض أن كوريا الشمالية تملك القدرة على انتاج 10 رؤوس نووية عن طريق مفاعل الماء الثقيل الذي تملكه، كما تسعى أوكرانيا وبلاروسيا وكازخستان الى امتلاك أسلحة نووية.

واليوم بعد مضي 49 عاما على المعاهدة التي وقعها أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ما يزال عدد البلدان النووية يتصاعد، وربما يكمن السبب في فشل المعاهدة وراء العنصرية التي أقرتها ومنحها 5 دول حق امتلاك هذه الأسلحة بلا مبرر.

*الوقت

محرر الموقع : 2017 - 02 - 26