ديرشبيغل: شقيق فيلدرز يكشف الجانب المخفي من شخصيته
    

نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا حول أسرار الحياة الاجتماعية للسياسي الألماني المتطرف خيرت فيلدرز، بعد أن كشف شقيقه بول فيلدرز عن حالة العزلة التي يعيشها بعد انقطاع علاقته بعائلته وأصدقائه، بسبب مواقفه المتطرفة وسعيه للوصول للسلطة عبر معاداته للمسلمين ورفع الشعارات العنصرية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بول فيلدرز، قدم لأول مرة لمحة عن أسرار حياة السياسي الهولندي المتطرف، الذي يخشى الكثيرون من إمكانية فوزه في الانتخابات الهولندية المقبلة، في ظل الشعارات الشعبوية التي يرفعها، والمتمثلة أساسا في معاداة المسلمين والانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وذكرت الصحيفة أنه في حال فاز حزب الحرية الهولندي الذي يقوده فيلدرز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في 15 آذار/ مارس، سيصبح أقوى فصيل سياسي في البلاد على الرغم من تصريحاته المثيرة للجدل، والتي كان آخرها اعتبار المهاجرين المغاربة "مجموعة من الحثالة الذين يجعلون الشوارع غير آمنة"، ووصفه للإسلام بأنه "إيديولوجيا وليس دينا، وبالتالي يجب منعه"، فضلا عن اعتباره أن "الإسلام أكثر خطورة من الاشتراكية القومية".

في المقابل، لا يشاطر بول فيلدرز شقيقه الذي يكبره بتسع سنوات، في هذه الآراء؛ التي تجلب له هو أيضا المشاكل والانتقادات في الشارع وأمام الرأي العام.

وأشارت الصحيفة إلى أن بول رسم صورة لشخصية شقيقه خيرت المعقدة، حيث قال عنه "إنه شخص فظيع بشكل غير معقول، فهو أناني وعدائي. ففي أيام شبابه كان سلوكه تجاه والديه فظيعا، فرغم أن والدته تهتم به بشكل كبير، حيث ترعرع في عائلة تقليدية، إلا أن سلوكه تجاه أفراد العائلة كان سيئا للغاية، وكان موقفه متطرفا حتى في فترة البلوغ والمراهقة، حيث كان يريد فرض رأيه، ولا مجال عنده للتسويات والتنازلات".

وذكرت الصحيفة أن خيرت فيلدرز عمل بإحدى الوكالات الحكومية في أواخر الثمانينات، وقد صرح حينها بأنه "يريد إصلاح الأوضاع والانخراط في العمل السياسي". وفي هذا الصدد، قال شقيقه: "لقد تحدثنا حينها لساعات حول الأحزاب السياسية، ولم يكن واضحا ما إذا كان سيذهب إلى اليمين أو إلى اليسار، فقد كانت مواقفه غريبة، إلا أن اللعبة السياسية جذبته، وكان يريد الوصول إلى السلطة والنفوذ".

وأشارت الصحيفة إلى أن أصدقاء خيرت فيلدرز ابتعدوا عنه وانقطعت صلتهم به مع مرور الوقت، حيث يقول شقيقه بول: "تحولت شكوك خيرت فيلدرز تجاه المسلمين إلى هوس، فبعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر واغتيال السياسي بيم فورتين سنة 2012، اعتبر فيلدرز أن الوقت حان للتصدي للعدو الإسلامي"، بحسب تعبيره.

في المقابل، باءت كل محاولات إقناعه بالعدول عن موقفه بالفشل، حيث قال: "لقد تناقشنا في هذه المسائل لأوقات طويلة، ولكن دون جدوى، فعندما يتعلق الأمر بالأمور السياسية، فإن خيرت لا يتسامح ولا يقبل الرأي المخالف، سواء كان ذلك في السر أو في العلن، ولذلك فإن كل أصدقائه ابتعدوا عنه".

وأضاف شقيقه قائلا: "خلال المناسبات العائلية، نحن لا نتحدث أبدا عن السياسة، لأننا نعلم جيدا أنه إذا تحدثنا وعبّرنا عن رأينا المخالف فإنه يغادر ويقاطعنا ولا نراه مجددا، هكذا بكل بساطة".

وأفادت الصحيفة أن خيرت فيلدرز يعيش في عزلة ولا أحد يعرف أين يسكن بالضبط، وظل على مدى 12 سنة الماضية يعيش مع زوجته في مكان سري، إذ توفر لهما السلطات حماية شخصية بشكل مستمر.

ولهذا يقول شقيقه: "عندما تعيش بهذا الشكل وتكون محاطا بالحراس طوال الوقت، فستصبح حتما مصابا بجنون الارتياب. وقد أصبح عالم شقيقي خيرت صغيرا جدا، وهو مكون فقط من البرلمان والمناسبات الرسمية ومنزله، ولا يمكنه الذهاب لأي مكان آخر، فهو منعزل عن المجتمع، ولا يمكنه التعايش بشكل عادي مع بقية الناس".

وأشار بول فيلدرز إلى أنه على الرغم من معارضته الشديدة لأخيه، فإنه يشعر بالتعاطف معه؛ لأنه ليس سعيدا ولا يعيش حياة صحية، فرغم كل شيء تبقى رابطة الأخوة قائمة، ولذلك يشعر بول بالشفقة تجاه شقيقه الأصغر خيرت.

محرر الموقع : 2017 - 02 - 27