واشنطن بوست: ألمانيا تبحث تعزيز قدراتها العسكرية كرد فعل لمطالب ترامب بتحمل أوروبا أعباء الدفاع عن النفس
    
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الإثنين أنه بينما تزيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على الدول الحليفة لتحمل المزيد من الأعباء للدفاع عن نفسها، فلا توجد أي دولة في مرمى ذلك الهدف أكثر من ألمانيا. ففي حال لبت برلين مطالب واشنطن في هذا الشأن، فإنها ستعود على المسار السريع لتصبح مرة أخرى أكبر قوة عسكرية في أوروبا الغربية.
وقالت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- إن الألمان أنفسهم أولا وقبل أي شىء هم الذين قاوموا أي نهضة لقوة ألمانيا العسكرية منذ فترة طويلة ، موضحة أن المانيا هي التي رفضت النزعة العسكرية في أعقاب فترة النازية المرعبة. ومع ذلك، فإن إعادة التفكير في القوة الألمانية برزت بشكل سريع كواحدة من أهم التقلبات التي تشهدها حاليا سياسة الرئيس ترامب.
وأضافت الصحيفة "أنه منذ اجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر الماضي، والألمان- المحاصرون بين الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي فلاديمير بوتين- ينتابهم شعورا أقل بالآمان ، وبفضل دفع ترامب لتعزيز قوة الحلفاء، يناقش الألمان حاليا مسألة التعزيزات العسكرية بطريقة نادرا ما شهدتها البلاد منذ سقوط جدار برلين.
وأشارت الصحيفة إلى انتشار قرابة 500 جندي ألماني – بمن فيهم كتيبة قتالية من ولاية بافاريا- خلال الأسابيع الأخيرة في دولة ليتوانيا بالقرب من الحدود مع روسيا بهدف تعزيز وجود حلف شمال الأطلسي "الناتو" في دول الشرق الأقصى التابعة للحلف.
وقالت الصحيفة:"إن انتشار الناتو يمثل ما يصفه المحللون على أنه العملية العسكرية الأكثر طموحا لآلمانيا بالقرب من الحدود الروسية منذ انتهاء الحرب الباردة. فقد وصلت القوات الألمانية إلى ليتوانيا بعرض هائل للقوة الألمانية- بما في ذلك 20 مركبة قتالية من طراز ماردر و 6 دبابات ليوبارد و 12 ناقلة جند مدرعة من طراز فوكس وبوكسر".
ومن جانبه، يقول المتحدث العسكري باسم القوات الألمانية في ليتوانيا الكولونيل تورستن ستيفان:"ربما عليك، مع الاحترام للولايات المتحدة، أن تكون تتسم بالحذر في ما ترغب في الحصول عليه.. فالرئيس ترامب يقول :إن الناتو عفا عليه الزمن، وأن علينا أن نكون أكثر استقلالا ، حسنا، فربما نصبح كذلك".
في السياق ذاته، أردفت "واشنطن بوست" تقول :إن انتشار قوة الناتو والتي تقودها ألمانيا- وتضم أيضا من عدد أصغر من بلجيكا وهولندا والنرويج- تهدف لتوجيه رسالة قوية من أوروبا إلى بوتن مفادها: تراجع.
وتابعت: "مع ذلك، وفي قارة تواجه احتمالات الدخول في حرب باردة جديدة، فإن انتشار القوات الألمانية قد يفتح نافذة على مخاطر تجدد القوة الآلمانية- وكذلك استراتيجية روسيا لصدها من خلال الخوض في تاريخ ألمانيا المظلم.
كما سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على تناول المواقع الألكترونية المؤيدة لروسيا لحدث انتشار القوات الألمانية في ليتوانيا؛ حيث قامت هذه المواقع بنشر الصور النمطية القديمة التي ترجع إلى أدولف هتلر وتصوير انتشار قوات الناتو في ليتوانيا على أنها "غزوا ثانيا" من قبل ألمانيا.
محرر الموقع : 2017 - 03 - 06