لو دققنا في الأصوات الأكثر عددا والأعلى صراخا التي تطالب بحرية الرأي والتعددية الفكرية والسياسية لاتضح لنا أن هذه الأصوات هي أصوات عبيد وجحوش صدام وهذه مفارقة عجيبة التي لا يمكن تصديقها والأخذ بها
من يصدق ان عبيد صدام يدعون الى حرية الرأي والعلمانية والمدنية وهم الذين تنازلوا عن شرفهم عن إنسانيتهم عن عقولهم ورفعوا شعار اذا قال صدام قال العراق وكانوا من اشد أنواع العبيد حقارة ورذالة وسفالة وانحطاط في تاريخ العبودية والعبيد حتى إنهم جعلوا من صدام وعناصر عائلته وعشيرته وقريته طبقة ربانية بيدهم الموت والحياة والفقر والغنى والصحة والمرض وبيده الجنة والنار ومن يريد الجنة ان بتنازل عن شرفه عن إنسانيته وإلا فمصيره النار
وكانت مهمة هؤلاء العبيد الجحوش هو إذلال واحتقار كل عراقي يعتز بشرفه بإنسانيته وإذا استمر بهذا الاعتزاز بشرفه بإنسانيته يقومون بذبحه على طريقة المجرم خالد بن الوليد على دين آل سعود يلقون القبض عليه ويأتون بزوجته ببنته بأمه ويغتصبونها أمامه ثم يذبحونه أمامها وبعد ذلك يخيروها بين الذبح او الموافقة على ان تكون جارية لصدام لأحد أبناء صدام لعشيرة صدام لقرية صدام
لهذا نرى الكثير من العراقيين وحتى من الذين انتموا الى حزب صدام نتيجة لظروف معينة والذين تمكنوا من الهرب الى خارج العراق والنجاة بأنفسهم من ظلم وإذلال صدام صرخوا جميعا ( العراقي فقد شرفه في زمن صدام)
المعروف ان إنسانية الإنسان شرف الإنسان هي حرية كلمته واذا قيدت كلمته يعني فقد شرفه فقد إنسانيته وأصبح دون الحيوان منزلة
الغريب ان هؤلاء العبيد والجحوش من أعلى الأصوات التي تدعوا الى حرية الكلمة الى حرية الرأي وتتهم العراق الحر عراق الحق الذي تأسس بعد تحرير العراق في 9-4- 2003 بتقييد حرية الكلمة حرية الرأي ويتمنون ويسعون لعودة عراق الباطل عراق العبودية عراق الرأي الواحد والحاكم الواحد حكم العائلة والعشيرة والقرية كحكم صدام
وهذه طبيعة العبد لا قدرة له على العيش الا في ظل العبودية مجرد خروجه من العبودية يموت كالسمك مجرد خروجه من الماء يموت
وهذا ما حدث لعبيد وجحوش صدام مجرد سمعوا بقبر سيدهم صدام أسرعوا الى اتخاذ سيد آخر هم آل سعود لا يهمهم طبيعة حقيقة هذا السيد حتى لو كان معاديا لسيدهم المهم ان يكون سيدا وهم عبيده
فهؤلاء العبيد لا عدو لهم غير الحرية والأحرار وكما كان كرههم للحرية والأحرار وحقدهم عليهم تحت عبودية صدام أصبحوا أكثر كراهية وأكثر حقدا على الحرية والأحرار في ظل عبودية آل سعود
المشكلة العبيد ينقسمون الى أنواع بعضهم يمكن معالجته من هذا المرض لان العبودية فرضت عليه بالقوة وخضع لها إكراها وبمجرد زوال تلك القوة عاد الى طبيعته الإنسانية وتمكن العيش في ظل الحرية تدريجيا اما النوع الآخر فهؤلاء لا يمكنهم العيش إلا في ظل العبودية لأن العبودية امتزجت في دمائهم في أرواحهم في أنفاسهم لا يمكن معالجتهم ولا يمكن دمجهم في المجتمع الحر
لان العبد لا يشعر بالراحة الا بنشر الفساد وإفساد الصالح ونشر الفوضى وإذلال وقهر الإنسان الحر وهذا ما شاهدناه في زمن صدام فإذا وجد إنسان حر معتز بإنسانيته بعراقيته يرسل مجموعة من عبيده من جحوشه الى بيته ويغتصبون زوجته بنته شقيقته ويصورون تلك الجريمة البشعة ثم يأمر الطاغية باستدعائه ويعرض عليه اغتصاب أهله مصورا ويخيروه بين نشر هذه الصور او ان يقر بعبودية صدام وأفراد عائلته وقريته او فضحه وذبحه وهناك من يخضع ويختار العبودية وهناك من يرفض لا شك فيأمر بإعدامه ويرميه في الشارع في المزبلة ويتهم زوجته بانها هي التي قتلته بالاتفاق مع عشيقها
من هذا يمكننا القول ان العراقي بعد تحريره من العبودية من حكم الفرد العائلة القرية يعيش في حرية لم يعشها في كل تاريخه ولم يعشها أي بلد في العالم حتى أصبحت في درجة الفوضى لأننا بشكل عام دون مستواها فالحرية تحتاج الى مستوى راقيا من الوعي والمعرفة والسلوك الإنساني المتحضر
وهذا هو السبب الذي دفع عبيد وجحوش صدام وكل العبيد في العالم ان يعلنوا الحرب على العراق لإخماد شعلة الحرية التي بدأت تتوقد بعد تحرير العراق من العبودية والتي ستبدد ظلام ووحشية العبودية في المنطقة
مهدي المولى