عبيد صدام والدعوة الى الحرية والديمقراطية
    

لو دققنا في الأصوات  الأكثر عددا والأعلى صراخا التي تطالب بحرية الرأي والتعددية الفكرية والسياسية لاتضح لنا  أن هذه الأصوات  هي أصوات عبيد وجحوش صدام   وهذه مفارقة  عجيبة التي لا يمكن تصديقها والأخذ بها 

  من يصدق ان عبيد صدام  يدعون الى حرية الرأي والعلمانية  والمدنية  وهم الذين تنازلوا عن شرفهم عن إنسانيتهم عن عقولهم    ورفعوا شعار اذا قال صدام قال العراق وكانوا من اشد أنواع العبيد حقارة ورذالة وسفالة وانحطاط  في تاريخ العبودية والعبيد  حتى إنهم جعلوا من صدام وعناصر عائلته وعشيرته وقريته طبقة  ربانية بيدهم الموت والحياة والفقر والغنى والصحة والمرض   وبيده الجنة والنار ومن يريد الجنة ان بتنازل عن شرفه عن إنسانيته وإلا فمصيره النار

وكانت مهمة هؤلاء العبيد الجحوش  هو إذلال واحتقار كل عراقي يعتز بشرفه بإنسانيته وإذا استمر بهذا الاعتزاز  بشرفه  بإنسانيته يقومون بذبحه على طريقة المجرم خالد بن الوليد على دين آل سعود  يلقون القبض عليه ويأتون بزوجته ببنته بأمه  ويغتصبونها أمامه  ثم يذبحونه أمامها وبعد ذلك يخيروها بين الذبح او الموافقة  على ان تكون جارية لصدام لأحد  أبناء صدام لعشيرة صدام لقرية صدام

لهذا نرى الكثير  من العراقيين وحتى من الذين انتموا الى حزب صدام  نتيجة لظروف معينة والذين تمكنوا من الهرب الى خارج العراق والنجاة بأنفسهم من ظلم  وإذلال صدام صرخوا جميعا  ( العراقي فقد شرفه في زمن صدام)

المعروف ان إنسانية الإنسان شرف الإنسان هي حرية كلمته واذا قيدت كلمته يعني  فقد شرفه  فقد إنسانيته وأصبح دون الحيوان منزلة

 الغريب ان هؤلاء العبيد والجحوش من أعلى الأصوات  التي تدعوا الى حرية الكلمة الى حرية الرأي وتتهم العراق الحر عراق الحق الذي تأسس بعد تحرير العراق   في 9-4- 2003  بتقييد حرية الكلمة حرية الرأي ويتمنون  ويسعون لعودة  عراق الباطل عراق العبودية عراق الرأي الواحد والحاكم الواحد حكم العائلة والعشيرة والقرية كحكم صدام  

وهذه طبيعة العبد لا قدرة له على العيش الا في ظل العبودية مجرد خروجه من العبودية يموت كالسمك مجرد خروجه من الماء  يموت

وهذا ما حدث لعبيد وجحوش صدام مجرد سمعوا بقبر سيدهم  صدام    أسرعوا الى اتخاذ سيد آخر هم آل سعود  لا يهمهم  طبيعة  حقيقة هذا السيد حتى لو كان معاديا لسيدهم  المهم ان يكون سيدا  وهم عبيده

فهؤلاء العبيد لا عدو لهم غير الحرية والأحرار  وكما كان كرههم  للحرية والأحرار وحقدهم عليهم تحت عبودية صدام   أصبحوا أكثر كراهية  وأكثر  حقدا على الحرية والأحرار في ظل عبودية  آل سعود 

المشكلة  العبيد ينقسمون الى  أنواع بعضهم يمكن معالجته من هذا المرض لان العبودية فرضت عليه بالقوة وخضع لها إكراها وبمجرد زوال تلك القوة عاد الى طبيعته الإنسانية  وتمكن العيش في ظل الحرية تدريجيا اما  النوع الآخر  فهؤلاء لا يمكنهم العيش  إلا في ظل العبودية لأن العبودية امتزجت  في دمائهم في أرواحهم في أنفاسهم  لا يمكن معالجتهم ولا يمكن دمجهم في المجتمع الحر

لان العبد  لا يشعر بالراحة الا بنشر الفساد وإفساد الصالح ونشر الفوضى   وإذلال وقهر الإنسان الحر  وهذا ما شاهدناه في زمن صدام   فإذا وجد إنسان حر  معتز بإنسانيته بعراقيته    يرسل مجموعة من عبيده من جحوشه الى بيته ويغتصبون زوجته بنته  شقيقته   ويصورون تلك الجريمة البشعة ثم يأمر الطاغية باستدعائه  ويعرض عليه   اغتصاب  أهله  مصورا  ويخيروه بين نشر هذه الصور او ان يقر بعبودية صدام وأفراد عائلته  وقريته  او فضحه وذبحه  وهناك من يخضع  ويختار العبودية  وهناك من يرفض لا شك فيأمر   بإعدامه  ويرميه في  الشارع في المزبلة ويتهم زوجته بانها هي التي قتلته بالاتفاق مع عشيقها

من هذا يمكننا القول ان العراقي بعد تحريره من العبودية من حكم الفرد العائلة  القرية يعيش في حرية لم  يعشها في كل تاريخه ولم يعشها أي  بلد في العالم حتى أصبحت في درجة  الفوضى  لأننا بشكل عام دون مستواها  فالحرية تحتاج الى مستوى راقيا من الوعي والمعرفة والسلوك الإنساني المتحضر

وهذا هو السبب الذي دفع عبيد وجحوش صدام وكل العبيد في العالم ان يعلنوا الحرب على العراق لإخماد شعلة الحرية التي بدأت تتوقد بعد تحرير العراق من العبودية   والتي ستبدد  ظلام ووحشية العبودية في المنطقة

مهدي المولى  

 

 

 

محرر الموقع : 2020 - 12 - 04