لِقَناةِ [أَن آر تِي] الفَضائِيَة عِبْرَ خِدْمَةِ [سْكايْب]؛عَنْ زِيَارَةِ الْعِبَادِي لِوَاشُنْطُن
    

  نـــــــــزار حيدر

   ١/ إِنَّ ملفَّ النَّازحين هو أَحد أَهمّ الملفَّات التي تنتظر من رئيس مجلس الوزارء الدُّكتور العبادي أَن يناقشهُ في زيارتهِ الحاليَّة الى واشنطن.

   إِنَّ ما يتعرَّض له النّازحون، الذين يربو عددهُم الثَّلاثة ملايين نازح، من ظروفٍ معيشيَّةٍ وأَمنيَّةٍ ونفسيَّةٍ صعبةٍ جدّاً، إِنَّ كلَّ ذلك بحاجةٍ الى الاسراع في مُعالجة هذا الملفِّ الذي هو نتاجٌ مُباشرٌ لجرائمِ الارهابيِّين في المناطق التي إِحتلّوها وسيطروا عليها واستباحوها، وهو [ملفُّ النّازحين] دليلٌ دامغٌ على فشل [دولة الخِلافة] في إقناعِ النَّاسِ بنموذجهِم الذي يُبشِّرون به!.

   لا يمكنُ أَن نتصوَّر إِستقراراً أَمنيّاً وسياسيّاً ومجتمعيّاً قبل حلّ مُعضلة ملفِّ النّازحين ولذلك فأَنا على يقينٍ من أَنَّ الدُّكتور العبادي سيطلب من الولايات المتَّحدة باعتبارِها تقود التَّحالف الدَّولي للحربِ على الارْهابِ، وكذلك من إِجتماع وزراء خارجيَّة الدُّوَل الأَعضاء في هذا التَّحالف والذي سيُعقد الأُسبوع القادم في واشنطن، المساعدة في حلِّ هذا الملفّ الشّائك سواء بشَكلٍ مباشرٍ من خلالِ المساهمةِ في إِعادة بناء وإِعمار المناطق التي تضرَّرت بالارهاب أَو بشَكلٍ غير مباشر من خلال حثِّهم للمنظَّمات والهيئات الدوليَّة للمساهمة في تقديم العَون اللّازم للنّازحين في مناطقِ النُّزوح للتَّخفيف من معاناتهم لحين حلِّها بشَكلٍ نهائيٍّ!.

   ٢/ لا يمكنُ أَبداً المقارنة بين زيارة [أَمير آل سَعود] الى واشنطن وزيارة رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي الى واشنطن؛ فهنالك فارقٌ جوهريٌّ بين الزِّيارتَين على الأَقلّ على مُستويَين؛

   المستوى الأَوَّل؛ أَنَّ الأَمير زار واشنطن مُتَّهماً بدعم الارهاب في العالم والمنطقة على وجهِ التَّحديد ولذلك إِنشغل كثيراً بالتَّبرير والدِّفاع عن نَفْسهِ! أَمّا العبادي فيزور واشنطن في أَجواء الانتصارات الباهرة التي يُحقِّقها العراقيُّونَ في الحَرْبِ على الارهاب كونهم ضحاياهُ على مدى ما لا يقل عن (١٤) عاماً! أَي منذُ سقوط نِظامُ الطّاغية الذَّليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن! عندما ظلَّ فُقهاء التَّكفير الوهابي المحميُّون ببلاط [آل سَعود] يُصدرون الفتاوى التي تُحرِّض على القتل والارهاب وتشجِّع المُغرَّر بهِم من الشَّباب للذِّهاب الى الْعِراقِ لقتالِ [الرَّافضة الكُفّار] والانتقال فوراً الى الجنَّةِ لحضورِ مأدُبةِ غداءٍ أَو عشاءٍ مع رَسُولِ الله (ص)!.

   وليسَ المُتَّهم كالضَّحيَّة أَبداً!.

   المستوى الثّاني؛ أَنَّ الأَمير زار واشنطن التي أَصدرت قانون [جاستا] الذي حمَّلها المسؤوليَّة كاملةً عن جريمةِ الحادي عشر من أَيلول عام ٢٠٠١! كما أَنّهُ زارها وقد التفَّت حول رقبتهِ شرانقَ الملفّات الاقليميَّة التي تورَّطت بها الرِّياض منها اليمن والبَحرين وسوريا ومِصر وغيرِها! والتي يُتَّهم في بعضِها بارتكابِ جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الانسانيَّة.

   أَمّا السَّيِّد رئيس مجلس الوزراء فهو يزورُ واشنطن التي شكَّلت تحالفاً دوليّاً للحربِ على الارْهابِ بطلبٍ من بلادهِ! وفِي الملفَّات التي يحملها معهُ مقترحات حلٍّ لِهذهِ الأَزمات لأَنَّهُ يرى أَنَّ استقرار الْعِراقِ هو جزءٌ من إِستقرار المنطقة ولذلك فهو يرى أَنَّ أَيَّة أَزمةٍ إِقليميَّةٍ تضرُّ الْعِراقِ بشَكلٍ أَو بآخر! ولقد جرَّب الْعِراقِ أَكثر من غيرهِ هذه المُعادلة خلال العُقود الماضية!.

   الأَميرُ زار واشنطن لتُملي عليهِ! أَمّا العبادي فيزورها ليتفاوض!.

   ٣/ ما يُساعدُ الدُّكتور العبادي على النَّجاح في هذه الزِّيارة، ثلاثة أُمور؛

   *وجود السَّفير الدُّكتور فريد ياسين [باشر بمهامِّ عملهِ فترة إِنتقال السُّلطة في البيت الأَبيض] الذي يمتلك علاقات قديمة واسعة ومُهمَّة ومؤَثِّرة في واشنطن، وظَّفها لتنظيم جدول أَعمال مهمٌّ جدّاً للزِّيارة وبالتَّعاون والتَّنسيق طبعاً مع مكتب السَّيِّد رئيس مجلس الوزراء.

   *وجود ما لا يقلِّ عن (٣) شخصيَّات مهمَّة في إِدارة الرَّئيس ترامب كانت قد خدمت في الْعِراقِ إِبّان حرب إِسقاط نِظامُ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، الأَمرُ الذي يُساهمُ في المزيد من التَّفهُّم والتَّفاهم بين بغداد وواشنطن.

   *تواصل شخص السَّيِّد رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي مع الادارة والاعلام هنا في واشنطن، كونهُ يجيدُ اللُّغة الانجليزيَّة، وهو عاملٌ مهمُّ في التَّواصل والعلاقات السِّياسيَّة والعامَّة.  

 

محرر الموقع : 2017 - 03 - 20