الدكتور خالد الملا: الطريق نحو إرساء السلام يبدأ من كتم الأصوات المحرضة على العنف والكراهية
    

كلمة رئيس جماعة علماء العراق الدكتور خالد الملا في المجلس العالمي لحقوق الانسان في جنيف لاخوة في المجلس العالمي لحقوق الانسان الكرام.


جئتكم من العراق، بلد الحضارة ونزول الأنبياء، العراق شموخ إنساني كبير يتسامق معانقاً فضاءات الامل، فنحن أبناء الرافدين كنا ومازلنا نعلم الدنيا إبجديات التعايش الذي أمتد لالوف الاعوام دون أن تطرق أبوابنا مشاعر النبذ للأخر أو الكراهة لاحد ، لاسباب تتعلق بالجنس أو الطائفة أو الدين أو العرق، لكن الوضع الان تبدل وتغير وصرنا نعيش في منطقة تحرقها الحروب وتتناهبها إرادة الإقتتال بين أبناء المجتمع الواحد لغايات وأسباب لم تعد قاصرة على المصالح لدول أو شخصيات أو جماعات تستتر وراء تلك المشاريع اللحظوية قياساً بعمر التعايش ومدى الإنسجام واللحمة بين أبناء الشعب الواحد.

سادتي الكرام إن الحديث المجرد عما يجري لايحل معضلة أو يطفيء نيران فتنة بل العمل هو المثابة الاولى التي يمكن الانطلاق منها لتحقيق ذلك وانا بدوري جئتكم حاملا رسالة أبناء شعبي بل أمالهم وتطلعاتهم لان يكون لمجلسكم الموقر خطوات حثيثة قابلة للتطبيق باتجاه التطبيع بين ابناء المجتمع الواحد ضد ثقافة كراهية الاخر ونبذه والتي لم تنشا من فراغ بل كانت نتاجاً للكم الهائل من الدعايات الطائفية وإعادة إنتاج جبارة لذلك الهوس العرقي والطائفي الذي ابتكرته ارادات شريرة وغذاه إعلام موجه درج على النيل من الاخر وإقصاءه وصولا الى توجيه الرصاص صوبه .

من هنا نعتقد أن بامكان مجلسكم الموقر الخروج بتوصيات ملزمة يتصدى لها مجلس الامن أو الأمم المتحدة تقوم على معالجة الخطاب الذي أوجد ثقافة ماقبل القتل وهي ثقافة الكراهة والايذاء واستعداء الاخر نحن نعتقد وهذا خلاصة مايجيش في صدور أبناء الشعب العراق، إن الطريق نحو تحقيق السلام وارسائه يبدأ من كتم الاصوات التي تحرض على العنف والكراهية وترفع من مستويات الجريمة بشكل ماعاد مقبولا ونحن في القرن الحادي والعشرين.

إن قنوات الفتنة الطائفية ومواقع التواصل الاجتماعي غير المقننة في بلادنا صارت منابر لتجييش الجيوش وخلق إجيال تتبنى العنف وكراهية الأخر والنيل منه لهذا نعتقد إن استصدار التشريعات والقرارات التي تحرم هذه التوجهات وتعاقب عليها سوف يكون له الاثر الايجابي البناء في إعادة خلق ثقافة التعايش والسلم المجتمعي بل والعالمي من جديد وانتم الاقدر على ذلك.


محرر الموقع : 2017 - 03 - 20