ما هو السبب الحقيقي وراء إصرار وإلحاح السيد السيستاني على الانتخاب؟
    

قد يلتفت بعضنا ويسأل عن سبب هذا التكرار من قبل المرجعية الدينية بقولها بضرورة الذهاب للإقتراع واختيار الصالح دون الطالح، مع أن الكثير من الناس قد جربت الكثير من المرشحين وتبين فشلهم لاحقا، والجواب يكمن في عدة أمور نذكر بعضها باختصار:

الأول:

ان اليأس في صعود وجوه نزيهة هو ما يريده الفاسدون أن يتسلل لعامة الشعب بكل طريقة ممكنة، لذلك ترى حتى بعض السياسيين الفاسدين يصرحون علنا، بأن لا وجود للنزية إطلاقا، وهذا إعمام على شمول الجميع بجرم البعض، فالسارق عندما يدان بسرقته يحاول أن يشرك معه من لا ذنب له في السرقة ليخفف الضغط عنه.

وبالتالي يتم البقاء على نفس الوجوه الفاسدة، باعتبار ان الشعب أصابه اليأس من وجود النزيه، وهذا ما لا تريده المرجعية للعراقين إطلاقا، لذلك تحاول أن تبين أهمية الانتخابات واهمية الاختيار وانه يرسم مستقبل البلد بأكمله ومستقبل أبنائهم، حتى باتت تسمي عملية الانتخابات بالأهمية الكبرى.

الثاني:

أن المرجعية ومن باب الالتزام بما تعتقد به وبما تؤمن به ، بأن العراق بلد ديمقراطي تعددي ، يتم الحكم فيه من خلال صناديق الاقتراع، لا من خلال الفوضى والانقلابات ولا من حالات الطوارئ الكاذبة، ولا بالثوراة المشبوهة، فالانتخابات هي الطريقة، والأداة الوحيدة السلمية والمشروعة لدى الشعب العراقي في تغيير الفاسدين واستبدالهم بالصالحين الخيريين، فمن يريد أن يغير فلا سبيل له إلا طريق واحد، وهو المشاركة في الانتخابات، هذا الطريق لابد ان يفهم ويدرس بعناية من قبل الناخبين، لكي يتمكن الشعب العراقي من استعماله بطريقة صحيحة، وقد بينت المرجعية الدينية في النجف الاشرف هذه الكيفية بعدة وصايا وملاحظات قيمة جدا ،وبمنتهى الدقة، ترفع أي به عذر من أي إنسان طالب لازدهار بلده.

وسنتطرق لاحقا إن شاء الله تعالى لأهم الطرق التي قامت بها المرجعية الدينية بتعليمها للشعب العراقي، في كيفية استخدام خيار الانتخاب، كوسيلة للتغيير الصحيح والمفيد للبلد ولأبنائه.

باقر جميل

محرر الموقع : 2018 - 04 - 19