هل العراقيون بحاجة للتحالف الوطني؟.
    

يعلم من يهتم بالشأن السياسي, أن تشكيل التحالفات والإئتلافات, ضروري أحيانا, لتكوين كتلة قوية, يمكنها تشكيل  حكومة قوية, وتقدم لها الدعم البرلماني اللازم, لتحقق برنامجها الإنتخابي والحكومي.

بعد سقوط البعث,  وما أفرزته الأحداث بتأثير المحتل, وتجاذبات المنطقة, صارت الطائفة, هوية لمعظم القوى السياسية, رغم محاولاتها, تجميل الصورة, بوجوه من طائفة  أو توجه أخر.

خلال عام 2005, تشكل الإتلاف الوطني, الذي تغير أسمه لاحقا ليكون التحالف الوطني العراقي, ليجمع أهم الأحزاب الإسلامية الشيعية, وتولى زعامته الراحل, السيد عبد العزيز الحكيم.

كان هذا التحالف, هو عماد العملية السياسية, لما يمثله من أغلبية, جماهيرية وبرلمانية, فكان مرشحيه, هم من يتولون رئاسة الحكومة, وهو من يُفاوضه الأخرون, للحصول على المكاسب السياسية " الحصص".

لإعتدال الحكيم, ومقبوليته العالية, لدى الشركاء من كرد وسنة, نجح في جعل الإئتلاف, قائدا فعليا لعراق, وداعما للحكومة, وهو شخصيا, وبالتشاور مع مرجعية النجف, صاحب القرار الحاسم في القضايا المهمة, ولم يجرؤ مسؤول تنفيذي من التحالف, على الخروج عن رأيه.

كان لهذا التحالف, رغم إختلاف مكوناته بأفكارها, أهمية سياسية كبيرة.. فقد نجح في إقرار أول دستور دائم, وإقرار قوانين مهمة,  وكاد أن ينجح في فتح قنوات تواصل مع دول الجوار, رغم مواقفها السلبية.

بعد وفاة الحكيم, تولى الجعفري, الزعامة.. ورغم تاريخه النضالي, لكنه لم ينجح كسابقه, فضعفه النيابي, وإنتماء المالكي لحزبه, وإنفراد الأخير بالسلطة, وتجاهله للتحالف عامدا.. أضعف التحالف, حتى صار  يذكر, لتشكل الحكومة فقط؟!

بعد تولي العبادي الحكومة, وإزاحة المالكي, بتدخل من المرجعية, وما رافقها من تطورات, أختير لاحقا, السيد عمار الحكيم, لرئاسة التحالف, في خطوة لم تكن مفاجئة.. فهو بنفس وسطية أبيه  وعمه, وله علاقات جيدة بالأطراف المحلية والإقليمية.

رغم  أن الرئاسة لسنة واحدة, لكنه نجح في نقل  خبرات حزبه المنظم للتحالف, وسعى لجعله مؤسسة, ونظم إجتماعاته, وبمختلف المستويات,  وقراراته صارت أكثر تنسيقا, ونجح في تقريب الرؤى, وتمرير قوانين مهمة, ما كانت لترى النور, لولا توحد موقف النواب الشيعة واقعيا.

لنتساءل.. ما الذي سيفيدنا نحن من وجود هكذا تحالف أصلا؟

بعيدا عن التخوين العاطفي, والشتم  غير المبرر, ومساواة الفاشل والسارق بالناجح, والسوداوية المفرطة.. فالموضوعية تبين أن الدولة لن تقاد دون عملية سياسية وديمقراطية, ولا يمكن إنجاز هذا دون أحزاب وتيارات, وكتل سياسية تتشكل على أسس ما, وهذه كلها, تستمد شرعيتها من جمهورها وناخبيها.. فلا دولة  بلا أحزاب سياسية.. عدا الدكتاتورية طبعا.

يبدو أن التحالف الوطني, في طور التعافي, ولو بشكل بسيط.. فهل سينجح قادته, في جعله ممثلا حقيقا لتطلعات جماهيره, أم سيعودن لجعله, أداة لتولي رئاسة الحكومة فقط؟!

المهندس زيد شحاثة

 

محرر الموقع : 2017 - 04 - 19