أَدْعُو الحَشْدَ وَالْبِيشْمَرْگَةَ لِقَطْعِ أَنْفِ [السُّلْطَانِ]!
    

  نـــــــــزار حيدر

   لقد صدَّق الرَّئيس التُّركي أُوردوغان أَنَّهُ أَصبح بالتَّعديلات الدُّستوريَّة الجديدة سُلطان البلاد بِلا مُنازع! فأَراد أَن يتحسَّس ذلك ليرى أَهُوَ بحِلْمٍ أَم بعلمٍ، فدسَّ أَنفهُ مرَّةً أُخرى بالعراقِ وأَطلق تصريحاتهِ المُقزِّزة والمُشمْئِزة التي تُثيرُ القَرَف والغَثَيان! فطعنَ بالحشدِ الشَّعبي واستنكرَ رفع علم كُردستان فوقَ مباني كركوك وكأَنَّها جزءٌ من جغرافيَّة بلادهِ!.

   ولذلك فأَنا أَدعو الحشد الشّعبي البَطَل والمُقاوم وكذلك البيشمرگة الأَبطال، الذين يُقاتلون اليوم ببسالةٍ جنباً إِلى جنبِ قوَّاتنا المسلَّحة البطلة ضدَّ الارهاب الذي احتضنهُ ورعاهُ ومكَّنهُ السُّلطان العُثماني، الى أَن يقطعوا فوراً هذا الأَنف النَّتِن ليكونَ عبرةً لغيرهِ وليعلِّموا صاحبهُ الأَرعن كيف يلزم حدَّهُ ويعرف قيمتهُ فلا يتجاوز على أَحدٍ من جيرانهِ!.

   قد يكونُ أَصبحَ سُلطاناً عثمانيّاً جديداً بالاستفتاء الشَّعبي الأَخير على التَّعديلات الدستوريَّة عندما إِختار الأَتراك طريق صناعة طاغية أَرعن لبلادهِم كالطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين! ولكنَّهُ هذه المرَّة سُلطاناً على شعبهِ وبِئس المصير وليس على العراقييِّن بالمرَّة!.  

   لقد ورِث هذا السُّلطان الذي هو ليس أَكثر من نمرٍ من ورق الغباء والجهل والتَّعالي والتكبُّر من سلاطين الدَّولة العُثمانية التي كانت على مرِّ التَّاريخ أَسدٌ على رعاياها ونعامةٌ في حروبها مع [الصَّليبييِّن] الى أَن إِنهارت الدَّولة غير مأسوفٍ عليها!.

   ولقد أَرادَ السُّلطان الجديد أَن يضربَ أَكثر من عُصفورٍ بهذهِ الحِجارة؛

   أَولاً؛ هو يريدُ أَن يعوِّض عن الهزائِم المُتتالية التي مُنيت بها سياساتهُ سواءً على الصَّعيد الدَّاخلي أَو على الصَّعيد الخارجي، في سوريا والعراق ومع الاتِّحاد الأُوروبي!.

   ثانِياً؛ أَرادَ بها أَن يُعيد الهَيبة لزعامتهِ على الأَقلِّ على الصَّعيد الدَّاخلي! طبعاً على الورق وفِي الاعلام فقط أَمّا عمليّاً وعلى أَرض الواقع فلقد شاهِدنا كيفَ أَنَّهُ حوصر في معسكرهِ في شمالِ الْعِراقِ كما يُحاصر الكلب في الجامع! على حدِّ قول المثل العراقي المعروف [راجياً ممَّن يُجيد اللُّغة التركيَّة أَن يُترجمها لَهُ].

   ثالثاً؛ هو يُغازل نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرةِ العربيَّة بهذه التَّصريحات الوقِحة والغبيَّة، فبعدَ أَن شهِدت علاقاتهُ معهُ تدهوراً ملحوظاً بسبب تغيير سياسات أَنقرة في الملفِّ السُّوري بسبب الفَشَلِ والخوف من جارتهِ روسيا القويَّة، يشعر بأَنَّهُ باتَ يغرِّدُ خارج السَّرب وقد خسِر الكثير من البترودولار! ولذلك يسعى للعودةِ الى الحُضن الدَّافئة لآل سَعود والذي يلفُّ بَيْنَ جنباتهِ من أَمثالهِ الكثير! خاصَّةً من الزُّعماء المطرودين من بلادهِم والمخلوعين عن السُّلطة!.

   إِنَّ بينهُ وبين نِظام القبيلةِ الكثير من المُشتركات على صعيد حضانة الارهاب وتوظيفهِ كسلاحٍ في العلاقاتِ العامَّة فلماذا لا يعود الفرعُ الى الأَصل؟!.

   رابعاً؛ كما أَنَّهُ يُغازل الرَّئيس ترامب وإِدارتهِ الصهيونيَّة التي ما فاتِئت تدسُّ إِسم الجمهوريَّة الاسلاميَّة في إِيران في كلِّ ملفٍّ يخصُّ المنطقة! لتصنعَ من الاسم بُعبعاً يُرهب نُظُم القبائِل الحاكمة في بُلدان الخليج! لابتزازِها! ولذلك ذكر إِسمها بتصريحاتهِ القبيحة ليبعثَ برسالةٍ مزدوجةٍ الى الرِّياض وواشنطُن مفادها أَنَّهُ على أُهبة الاستعدادِ للمشاركةِ في أَيِّ جُهدٍ عدوانيٍّ ضدَّ طهران كما فعلت مؤخَّراً في سوريا عندما مكَّنت قوَّات الرَّئيس ترامب مِن العُدوانِ عليها!.

محرر الموقع : 2017 - 04 - 20