التغريد الرخيص في مسالك التدليس
    


سلوان عبد الصمد الجحيشي

تستحوذ تغريداته على إهتمام أغلب المراقبين، فيما تخصص الصحف لها مانشيتات خاصة بألوان جذابة، وتتوالى العواجل على شاشات الفضائيات.
هذا الإهتمام لم يكن سببه رصانة الألفاظ ولا سبك المعاني ولا بلاغة النظم بل ليس لنبل المقاصد أثرا في ذلك!
هذا التعاطي منشأه صدور تلك الترهات منه دون غيره، ولو صدرت من غيره لكانت سبةً على قائلها.
يعتذر لعلي عن فساد حكم شيعته، وكأنه يظن علياً غافلا عن دعمه لكل من حكم بعد 2003، فضلا تبعية أكثر من خمس وعشرين وزيراً في الحكومات المتعاقبه لتياره الذي تباكى على المساس بسمعة الجيش العراقي وأول من اطلق مفردة الحرس الوثني على هذا الجيش هم الجهلة والمغرضين ممن وجدوا في هذا التيار حصناً منيعا كي يلوذوا به مما لحقهم من عار الإنتماءات السابقة، بل إن أول رصاصة غدرٍ وجهت لصدور ابناء الجيش من بنادق الغدر والتمرد الذي تميز به ابناء هذا المسمى الذي يعتبر القشة التي قصمت ظهر العراق بعد سنوات عجاف من حكم البعث.
لقد عودنا معشوق الجماهير على سرعة وثوبه على المغانم التي تتيحها التحالفات المشكلة للحكومات لكنه وبعد أن يثبت مخالبه على المناصب المتاحة وتكتسب الصفة القانونية  سرعان ما يعمد إلى التنصل من مسؤولية الفشل.
ليس أمام المتصدي إلا أن يتعامل معه بحقيقة لها أثرها الواقعي على الساحة، كونه يتمتع برصيد شعبي لا يستهان به.
 بغض النظر عن نوعية هذا الكم الجماهيري إلا ان ذلك له دخل واضح في تحديد هوية الجهة التي تصدت للحكم طيلة السنوات السابقة.
على ما يبدو إن الجماهير غير مكترثة لما وصل اليه بعض المتنفذين في صفوف التيار من حالة الثراء على حساب المال العام دون ان يراعى في ذلك الوضع المأساوي لأغلب شرائح التيار خصوصا عوائل القتلى والسجناء والجرحى الذين يعانون أوضاعاً معيشية صعبة.
بالرغم من كل ذلك يجد المراقب إن كل التغريدات لم تأت بشيء جديد يضيف للفكر الساسي او للعقيدة ما كان خافياً على المشرع.
فمن لا يعلم بحرمة الرشوة وسرقة المال العام والزنا والكذب وغيره، فلم تلك الضجة وكأن صاحبهم قد إكتشف نظرية جديدة يمكن الإفادة منها في إنضاج الرؤية الإقتصادية للبلد أو كشفت الستار عن عقار جديد ينقذ مرضى السرطان من محنتهم.

 

 

محرر الموقع : 2021 - 04 - 14