علياء الانصاري
ناشطة في مجال حقوق المرأة
المدير التنفيذي لمنظمة بنت الرافدين
تعيش الآف من النساء النازحات في مخيمات صلاح الدين اوضاعا صعبة من حيث نقص مستلزمات العيش الاساسية وفقدان لمصادر الامن والسلامة اضافة الى عدم توفر بيئة آمنة للاحتفاظ بالحقوق والكرامة.
ومما يزيد من خطورة ما يتعرضن له من التحرش والعنف الجنسي، هو السكوت على هذا النوع الحساس من العنف، وعدم وجود آليات مناسبة وواضحة للإخبار والإبلاغ عن هكذا تجاوزات بطريقة تحفظ كرامة النساء وتأمن لهن اجراءات جيدة للحصول على حقهن او تأمين الحماية الكافية لهن.
وفي الوقت الذي يتحدث العالم عن تدابير الوقاية ضد العنف الجنسي، نجد ان اوضاع المخيمات التي تعيش فيها النساء النازحات غير مؤهلة بشكل كاف لتأمين الحماية أو حتى لردع من يمارس تلك الانتهاكات بحق النساء، فتشير المعلومات أن هناك استغلال للنساء في مواقع توزيع المساعدات الانسانية، اضافة الى استغلال من قبل كادر المخيمات للنساء الفاقدات للمعيل وقائدات الاسر، مع خوف النساء من التحدث عن هذا الامر وعدم استطاعتهن ردع اولئك الاشخاص لفقدانهن مصادر القوة والحماية.
وهناك المئات من النساء اللواتي فقدن ازواجهن بحكم القتال او النزوح، وقد تعرض البعض منهن للاغتصاب او الاعتداء الجنسي، ويقعن ضحية الاستغلال والاعتداء، وهناك قصص عديدة في هذا المجال ولكن لغياب اليات الحماية السرية والقانونية لهن، فانهن يفضلن الصمت واجترار الواقع الاليم لهن على ان يتحدثن ويصبحن مادة إعلامية أو تسويقية لبعض المنظمات التي تأخذ القصص دون ان تقوم بأي مساعدة لهن أو تحسين لأوضاعهن.
كما ان سلطة الرجل في ادارة المخيمات لها دور كبير في تغييب اليات الحماية للنساء او الوقاية، وغالبا ما تكون تلك السلطة مدعومة بشكل كبير قانونيا واجتماعيا، مما يجعل الرجل بمأمن من العقاب او حتى بمأمن من المساءلة. وبذلك يتضاعف خوف النساء من الإبلاغ او حتى الحديث. كما ان إفتقار ادارة المخيمات للعنصر النسوي في كوادرها ساهم من تضاعف استغلال الرجال للنساء في تلك المواقع.
إن الحديث عن العنف الجنسي التي تتعرض له النساء في المخيمات، اضافة الى ما تعرضن له اثناء النزوح من إستغلال وتحرش واعتداء، يجب ان يتصدر قائمة الاهتمامات الدولية والحكومية والمحلية، وتظافر الجهود الحقيقية لأجل إيجاد حلول صائبة ومناسبة للوقاية والحماية وحفظ الكرامة. حيث ان ما هو موجود الآن على أرض الواقع قاصر عن توفير تدابير الوقاية والحماية وحفظ كرامة النساء.