جدل حول ملصقات لمرشحة محجبة في إحدى ضواحي باريس
    

أدرج حزب “المساواة والعدل” مرشحة محجبة ضمن قائمته للانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة في يونيو/حزيران المقبل في ضاحية مونت لاجولي بشمال باريس. ظهور ملصقات للمرشحة هوليا ساهين التركية الأصل أثار الكثير من الجدل.


أثارت ملصقات انتخابية لمرشحة محجبة عن حزب “المساواة والعدل” للانتخابات التشريعية الفرنسية بضاحية مونت لاجولي شمالي باريس جدلا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي. واختلفت ردود الأفعال بين مؤيد لما اعتبره “حرية شخصية” وبين رافض “للتعدي على علمانية الدولة” الفرنسية.

وتدخل هوليا ساهين التركية الأصل والبالغة من العمر 44 عاما غمار الانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة في يونيو/حزيران المقبل عن الحزب الذي أنشئ العام 2015 ويتزعمه الفرنسي من أصل تركي ساكير كولاك ومقره ستراسبورغ بشرق فرنسا.

وليست هي المرة الأولى التي تقدم فيها أحزاب سياسية مرشحات متحجبات حيث قدم ” الحزب الجديد المعادي للرأسمالية” مرشحات متحجبات خلال الانتخابات البلدية العام 2010 بمنطقة الألب – كوت دازور.

وفي فال دواز إحدى الضواحي الباريسية، رشحت امرأتان على قوائم انتخابية لحركة “الاتحاد من أجل حركة شعبية” العام 2014. وهذا العام أيضا رشحت امرأة أخرى محجبة تبلغ من العمر 40 عاما للانتخابات التشريعية عن حزب جديد يسمى “فرنسيون ومسلمون” في الدائرة الخامسة بسان دوني شمالي باريس. ولكن ما أحدث الجدل حول ساهين هو ظهورها مرتدية الحجاب على الملصقات الانتخابية. وتساءل بعض سكان المنطقة هل هذا قانوني أو لا؟

وإن كان ليس هناك نص قانوني صريح يمنع ظهور ملصقات انتخابية لامرأة محجبة في فرنسا، فقرار وزير الداخلية بتاريخ 13 أبريل/نيسان 2007 يحظر ارتداء الرموز الدينية للعاملين بالمؤسسات الحكومية. إلا أن ظهور ملصقات ساهين في شوارع مونت لا جولي أحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتلقت ساهين على صفحتها على فيس بوك تهديدات وشتائم عدة، اعتبرها ساكير كولاك رئيس حزب “المساواة والعدل” في تصريح لصحيفة “لوباريزيان” في عددها الصادر في 14 مايو/أيار خطيرة وتستدعي إيداع شكوى رسمية ضد مرتكبيها.

ويضيف كولاك: “يجب تقبل الاختلاف، هذا هو الواقع الثقافي في المجتمع الفرنسي ويجب تقبل ذلك… لقد قمنا بترشيح امرأتين أيضا متحجبتين في ديجون ومرسيليا ولم يثر ذلك أي مشاكل”.

وحزب “المساواة والعدل” يركز في برنامجه على “فشل السياسات الحكومية في الضواحي الفرنسية و”التمييز الذي يتعرض له سكان تلك المناطق”. الحزب يقول أيضا إنه “يدافع عن المسلمين وينتقد منع الحجاب في المدارس وقانون زواج المثليين” بحسب ما جاء في جريدة “لاكسبريس” 6 مارس/آذار 2015 في موضوع تعريفي غداة تأسيس الحزب. ولكن تلك الأهداف لم تعد ظاهرة على الموقع الرسمي “للمساواة والعدل”. فالحزب يعرف نفسه حاليا على أنه يعمل على “جمع المواطنين المنبوذين والمنسيين والمهمشين من الأحزاب السياسية التقليدية”. كما يدرج الحزب ضمن أهدافه إعادة الثقة داخل فرنسا المتعددة والمتنوعة. ويشدد على أن الأحداث التي مرت بها فرنسا لا يجب أن تكون سببا في “نبذ الآخر أو معاداة الأجانب والتمييز والعنصرية ومعاداة السامية”.

من جانبه، حذر سكرتير عام الحزب الشيوعي الفرنسي بيير لوران وزراة الداخلية الفرنسية العام 2015 من هذا الحزب الذي يعتبره “منظمة إسلامية محافظة تمثل بصورة غير رسمية حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “العدالة والتنمية” وهو ما نفاه رئيس “المساواة والعدل”.

وفي حين حيا العديد من الأشخاص قرار ساهين الترشح للانتخابات التشريعية على صفحتها الرسمية على فيس بوك، انتقد البعض الآخر ما اعتبروه تعديا على قيم العلمانية الفرنسية. وكتب أحد الأشخاص على صفحة ساهين على فيس بوك: “لن تحصلي على مقعد في البرلمان. إنك تمثلين خطرا على القيم الجمهورية والعلمانية”. وطالبت إحداهن الرئيس ماكرون بمنع تلك الأحزاب “التي تدعو للكراهية”. فالحركات الإسلامية لا تتوافق مع الديمقراطية.

وردا على الهجوم الذي تتعرض له قالت ساهين: “لا يجب أن يتم التركيز على ملابسي خلال الحملة الانتخابية. فحجابي هو موضوع شخصي، وأنا امرأة أتمتع بالحرية والاستقلالية وأفتخر بفرنسيتي”.

المصدر : وكالات

محرر الموقع : 2017 - 05 - 19