جسر شط العرب المعلّق يقترب من موعد انجازه بعد طول انتظار
    

يتحمس  خبراء الاقتصاد الى  الاستثمار في الطرق والجسور بوصفها من مشاريع البنية التحتية الاساسية المهمة في المجالات التجارية والسياحية والخدمية. ومشروع الجسر المعلق على شط العرب  في محافظة البصرة واحد من هذه المشاريع التي يأمل مختصون باقامة مثيلات له في المحافظات الاخرى،بينما يعول سكان المحافظة ومسؤولوهاعلى هذا الجسر لتنشيط  الحياة الاقتصادية في المدينة وانعاش الضفة الاخرى من شط العرب، اذ سيحقق الربط بين طرق المحافظة  مما يسهل عملية انسياب مرور السلع والبضائع القادمة من إيران وغيرها سواء أكانت عبر الموانئ او من خلال المنافذ البرية.
تبلغ كلفة مشروع الجسر المعلق على شط العرب 74 مليون دولار، وبدأ العمل فيه مطلع العام 2013 على ان يتم افتتاحه في  7-7-2017، اذ يربط هذا الجسر ضفتي شط العرب بطول 1482 م وارتفاع عن سطح المياه 35م في المنتصف، مما يسهل مرور السفن الكبيرة القادمة من الخليج العربي والقاصدة ميناء المعقل التجاري.
يقول مدير المشروع المهندس عمار مناحي  في حديث لـ"(لمدى)ان "العمل في هذا المشروع انطلق في بداية شهر نيسان عام 2013 ويعد الوحيد الذي نفذ وفق الاسس الهندسية الصحيحة دون اي ابتزاز، من خلال شركة ايطالية بالتعاون مع خبرات عراقية حيث حاز على المرتبة الاولى على العراق في ترشيح وزارة التخطيط العراقية للعام 2016 في دقة وسرعة الانجاز "مما يعكس امكانية وقدرة طاقاتنا المحلية في تنفيذ المشاريع العمرانية وفق ارقى المواصفات، مضيفا: الجسر المعلق الذي يربط مركز مدينة البصرة بقضاء شط العرب انجز العمل فيه بشكل نهائي ولم يتبق على افتتاحه سوى تنفيذ الطرق الرابطة على جهة ناحية التنومة ومدينة البصرة، وقد احيلت تلك الطرق الى شركات محلية والعمل متواصل لا نجازها تزامناً مع موعد افتتاح الجسر.
من جانبه يجد رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني في حديث لـ"(لمدى)ان "الجسر المعلق يعتبر من أهم واكبر الجسور التي تنفذ في البصرة بشكل خاص والعراق على وجه العموم وهو بصمة كبيرة للحكومة المحلية في البصرة التي عملت على تقديم المساعدة للشركة المنفذة بعد ان أثبتت نجاحها في ظل الظروف الصعبة، مشيرا الى انه حتى المشاكل التي اعترضت افتتاح الجسر يجري الآن معالجتها مؤكدا على اتمام افتتاح الجسر في موعده المحدد، كونه سيكون جاهزا للافتتاح خلال الفترة القادمة.
ويعول البزوني، ان يساهم الجسر المعلق في معالجة الزخم المروري الحاصل بين مركز مدينة البصرة وقضاء شط العرب، كونه سيربط المدينة بمنفذ الشلامجة الحدودي مع ايران مباشرة، كما ان يعتبر ثالث جسر يربط ضفتي شط العرب بعد جسر خالد وجسر التنومة.
وحيث يقول فراس عبد العالي الذي يعمل موظفا في شركة موانئ العراقية في حديث لـ(المدى) ان عمل هذا الجسر سيسهم في تنشيط الحركة التجارية للمحافظة والبلد بشكل عام، كونه سيخفف الزخم الحاصل على الموانئ الذي تعاني منه بسبب تكدس افواج سيارات الحمل بسبب الازدحامات في الطرق، ويرى مواطنون بصريون ام مدينتهم عانت الكثير من الدمار والتهميش وويلات الحروب مما افقدها جزءا كبيرا من معالمها الجميلة، مما يتطلب وجود مشاريع عمرانية تعيد الى المدينة حياتها وجماليتها، متوقعين ان يكون ان يكون الجسر المعلق مرفقا سياحيا ترفيهيا كونه وبمراحله هذه يجذب الكثير من المواطنين للتوجه لمشاهدته والتقاط الصور بالقرب منه.
وكما يبين يوسف راضي مواطن بصري متقاعد، انه يرى اليوم الكثير من المواطنين يستقطبهم المنظر الرائع للجسر المعلق على شط العرب سيما في اوقات المساء حيث بات مرفقا سياحيا يتوجه له الكثير منهم وقد يكون في المستقبل مرفقا سياحيا يجذب له السواح الاجانب، مشيرا الى ان الجسور المشيدة في القاهرة على نهر النيل وفي تركيا على بحر البسفور نراها اليوم مرافق سياحية لا يضيع السايح فرصة بالذهاب لها والتقاط الصور التذكارية قرب تلك الجسور وهو ما سيكون عليه الحال مع الجسر المعلق على شط العرب بعد افتتاحه بحسب توقعه.
الخبير الاقتصادي نبيل جعفر يشير في حديث لـ(لمدى)، الى ان الاستثمار في الطرق والجسور يعد من المشاريع المهمة التي تدخل ضمن مرتكزات البنى التحتية في الاقتصاد العراقي، خاصة وان البلاد تفتقر لمثل هكذا معالم مهمة من النواحي المتعددة سواء أكانت تجارية او سياحية او خدمية، مستدركا وحيث ن "الجسر المعلق له اهميته في مجال التبادل التجاري مع إيران سيما وان العراق مستورد صافي للتجارة الخارجية حيث يسهم المشروع في انعاش الضفة الاخرى من شط العرب مما سيوفر نوعا من التماسك ما بين الطرق الموجودة في البصرة وتسهل عملية انسياب ومرور السلع والبضائع القادمة من إيران وغيرها، سواء أكانت عبر الموانئ او من خلال المنافذ البرية.
ويؤكد جعفر، ان البصرة بحاجة الى الاستثمار في البنى التحتية لكن مع مراعاة توزيع استثماراتنا ما بين البنى التحتية وما بين المشاريع الاخرى التي توفر لنا سلعاً وخدمات مما يعني ضرورة تفعيل الصناعة المحلية حتى في مسألة انشاء هذه الجسور، كون العائد المتوقع من هذه المشاريع هو عائد بعيد المدى وغير مباشر وعلينا مع الاهتمام بهذه المشاريع الاهتمام بالقطاعات الاقتصادية الاخرى.
وتمثل البصرة التي يبلغ عدد سكانها (3,8) مليون نسمة تقريبا، ميناء العراق الرئيس ومنفذه البحري الوحيد، اذ تختزن ما يقارب ثلثي احتياطي نفط العراق وتحتضن حقول نفط عملاقة، فيما وتبلغ صادراتها النفطية ثلاثة ملايين برميل يوميا.

محرر الموقع : 2017 - 05 - 19