حقوق الكُورد فوقَ آلعراق:
    


للأسف كلّ الحكومات التي أتت؛ حكمت بآلباطل و عمّقت الفوارق الحقوقيّة و الطبقيّة بلا ضمير ولا وجدان, حتى كرّست الظلم و شرّعت القوانين الظالمة التي يندى لها الجبين, فكلّ رئاسة في آلحكومة ألمركزية و منذ مجلس الحكم و للآن نشر الفقر و الفوارق الطبقية و جعل حقوق الأكراد بمقدّمة الواجبات التي عليه إنجازها قبل حقوق المركز والعاصمة والمدن الوسطى و الجنوبية خصوصاً كصك لبقائه!

هذا الموقف الخياني ذكرني بموقف النظام الصّدامي الجاهليّ الذي لم يُفكر بعد عقود من الحكم سوى بكيفيّة ألتّسلط و إرهاب و تجويع الناس و هدر كرامة ألعراقيّ و إستضعافهم؛ فمرّة قال المقبور (حسين كامل) صهر صدام: [نحن صحيح لا نبخس على العرب وغيرهم بعكس سياستنا الدّاخليّة التي نبخس بتعاملنا من خلالها مع الشعب و لهذا أسباب أهمّها: إن الشعب العراقي بقبضتنا ولا يُمكنه الأفلات من النظام, لكننا لا نملك سلطة على العرب و غيرهم .. والطريق الوحيد لإخضاعهم وكسبهم هي المادة و الأموال التي نغدقها عليهم]!!

نفس هذه السياسة إتبعتها الأحزاب التي تصدّت لرئاسة الوزراء بعد 2003م؛ حيث لاحظنا أنّ كلّ حكومة جديدة لم تبخل مع العوائل الحاكمة في كردستان مع إحترامنا لشعب كردستان المظلوم كالعراقيين أيضا, للسبب الذي أشرنا له في عهد نظام صدام الجّاهل!

هؤلاء ألحُكّام ألجهلة ألذين لم نشهد أحدهم يحمل فكراً إسلاميّاً أو إنسانيّاً أو حتى إشتراكياًّ سلميّاً تجاه المواطن والوطن بكل أطيافه؛
إنما تعاملوا مع الوضع العراقيّ لإثبات أنفسهم و أحزابهم بإرضاء الكيانات و الجّهات الظالمة مهما كانت مجرمة أو داعشية أو صهيونية أو كانت متعاونة مع البعث؛ ألمهم إثبات وجود من خلال هدر أموال الناس لبقائه و حزبه بكونهم سياسيون ناجحون من الطراز الأوّل لهذا حين نعتناهم بـ (أولاد...) أو بآلعملاء أو ببائعي الوطن كان ذلك لمواقفهم, ومنها دفع الرّشاوى من جيب الشعب لا من رواتبهم و رواتب أعضاء أحزابهم, لذلك خلّفوا شعباً مشرّداً يسكن رُبعهُ في بيوت الصفيح والمناطق العشوائية إلى جانب نقص الخدمات و الكهرباء و التأمين ألصّحي و الدّواء و الغذاء وو .. إلخ, ناهيك عن الدّيون المئات ملياريّة التي يئن منها العراق .. خلاصة الكلام؛

ما زالت سياسة البرزانيين هي نفسها تعمل كآلمنشار تأكل ذاهبة و تأكل راجعة بدعوى تعاونها لتشكيل الحكومة ولا أحد يعلم بحسابات العوائل الحاكمة في كردستان, بينما الأكراد الفيليية ألشريحة ألمليونيّة ألمظلومة وبإعتراف السيد السيستاني(حفظه) مغلوبة على أمرها بلا طعم ولا لون ولا رائحة كقطب سائب, كلّ هذا بسبب خيانة الحاكمين و الأحزاب و البارزانيين خاصة لهم بمنعهم حقوقهم منذ مجلس الحكم و للآن, حيث تُحاول كلّ جهة ضمّهم للتسلط عليهم بوسائل شتى لطيبتهم و إنسانيتهم التي جعلوها فوق القوميّة!
هذا و ما زالت تلك السياسة القوميّة نفسها المتّبعة, ففي آخر تصريح لعضو الحزب الديمقراطيّ كشف نواياه السيئة وطنياً و قومياً, لأن المهم عندهم هو حزبهم قبل آلعراق, بل قبل أيّ كرديّ آخرّ فكيف يمكن أن يستقر العراق و يعمّ فيه السلام و الأمن مع هذه العقليات التي لا تختلف كثيراً عن صدام؟ و إليكم تصريحات ذلك العضو الذي لا يعرف حتى مساحة كردستان "المستقلة" سوى اللهوث على (الكاش) ناهيك عن معرفة مبادئ السلام الأهلي و العالمي, حيث قال: [سنُنَسّق مع أيّة جهة عراقيّة تستجيب لأكبر قدر من حقوقنا]!
ولا ندري أية حقوق بقيت لهم بعد كل الذي أخذوه و يأخذوه من رئاسة الجمهورية والبرلمان وآلحكومة إلى جانب كردستان المغلقة!؟
و أضاف ذلك المدعو (د.آراس حسو ميرخان)؛ [إنه بعد اعلان النتائج الأوليّة من جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، بدأ (الدّيمقراطي الكوردستانيّ] أولى خطوات التفاوض مع الأطراف السياسية داخل آلأقليم, و ان الحزب لن يتوجّه الى بغداد للتفاوض مع الأطراف السياسية العراقية قبل اكمال مفاوضاته مع الأطراف الكوردستانية – لاحظ لغة التكبر و التطاول و كأنهم هم قادة العراق!؟ وحول اتصالات التيار الصدري مع حزبه، قال "ميرخان" [إنّ الدّيمقراطي الكوردستاني يستقبل أيّ طرف أو شخصيّة و لا مشكلة لديه في ذلك، مردفاً إن بإمكان الأطراف التي حصلت على اعداد كبيرة من المقاعد مثل "الكتلة الصدرية" و تحالف "تقدم" والديمقراطي الكوردستاني تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة]! يعني حتى تشكيل الحكومة يجب أن يكون بموافقتهم لأنها تحاصص و من شأنهم!!!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ من التجاوز وقلة الحياء لنهب حقوق الشعب العراقي المظلوم في الوسط و الجنوب؛ بل يحاولون المشاركة في تشكيل الحكومة على نفس منوال التحاصص كالسابق, مؤكداً بإستعلاء و تكبّر: [انّ حزبه لن يخطو خطوة واحدة نحو بغداد من دون بقية الأطراف الكوردستانية، و في بغداد سينسق مع الطرف الذي سيستجيب لأكبر قدر من حقوق شعب كوردستان]! ولا نعرف تلك الحقوق الكبيرة الباقية التي يدّعونها سوى رئاسة الحكومة!؟

و أخيراً أقول: ربما معهم(البارزاني) الحقّ, لأنّ الأطراف الشيعيّة والسّنية لولا خستها و دنائتها و ضعفها؛ لما إستطاع ألف كردستان و معها (الرّبيبة) الرّاعية لهم؛ آلتفوه بكلمة واحدة أو تنمّر حزب الإقليم و تكبره و فرض إرادته حتى على حكومة المركز التي هي الأخرى ما قصّرت مع كردستان بكلّ شيئ وفي أيّ لقاء و وقت بإهدائهم مئات الملايين لمجرد طلبهم من رؤوساء الوزراء الذين سرعان ما يوافقون على طلباتهم وشروطهم بينما الشعب لم يحصل للآن على الماء والغذاء لبطنه والسكن ولا حول ولا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد
   

 

محرر الموقع : 2021 - 10 - 20