قصة ليست من وحي الخيال بل نتاج الواقع .. نازح موصلي يدفن ابنه (الحي) ويحمل ابنه (المقتول) !!
    

دائماً هي الحروب حرائق ودمار وويلات ومآس تبقى عالقة في ذاكرة الشعوب تتوارثها جيلاً بعد جيل ولعل تنظيم داعش الارهابي سبب رئيس وراء كل الدمار والخراب ونزيف الدم الذي لحق بالعراق وهذه قصة نازح من الموصل يرويها على لسانه كي يطلع شعبنا والعالم اجمع على الكارثة .. يقول هذا الرجل بينما هو جالس ويبكي بكاءً شديداً ويضرب على رأسه فاسترعى ذلك انتباه قواتنا الامنية البطلة حيث سألته عن سبب هذا البكاء والنحيب الذي يتصدع له القلب وتقشعر له الابدان فاجاب والدموع تسيل من مقلتيه كالمطر : عندما تقدم الجيش لتحريرنا قلت لعائلتي المكونة من زوجتي واطفالي الاثنين بعد ان فعل بنا الجوع والعطش والخوف والرعب فعلته بسبب جرائم داعش وافعال عناصره الوحشية التي يندى لها جبين الانسانية ان علينا ان نهرب تحت جنح ظلام الليل لنتحتمي بالجيش العراقي وعندما جن الليل وارخى سدوله خرجنا من البيت وفي الطريق فوجئنا بان احد قناصي الدواعش يصوب بندقيته فاطلق النار على زوجتي فارداها قتيلة في الحال وقد حملتها وهي تنزف مع الاطفال وهم يصرخون من الخوف ورجعت بهم الى البيث حيث دفنت زوجتي فيه وبعدها فكرت باعطاء اولادي حبوباً منومة حتى عندما نخرج من البيت لا يسمع الدواعش صراخهم وبالفعل عندما تيقنت بانهما خلدا للنوم حملت كل واحد على كتف وركضت هرباً وف ي الطريق لاحظنا قناص اخر فسدد فوهة بندقيته علينا واطلق رصاصة اخترقت جسد ابني الذي على كتفي فمات على الحال لكنني استمريت بالركض والبكاء ولا اعرف ماذا افعل وعندما صرت بعيداً عن منطقة الخطر قلت عليّ ان ادفن ابني المقتول حتى اكمل طريقي وبالفعل حفرت له حفرة ودفنته وانا ابكي وخائ ف ومرعوب من هذا الموقف وعندما اكملت عملية الدفن شرعت بحمل ابني الثاني وتابعت طريقي وعندما وصلت الى القوات الامنية وبعد ان جلست على الارض قمت بايقاظ ابني الثاني لكنني شعرت بهول الصدمة وعظم المفاجأة حيث اكتشفت بانني ومن شدة الخوف والارتباك قمت بدفن ابني الحي الذي كان نائماً على كتفي وحملت المقتول !!. وعندما ابلغت القوات الامنية بالامر طلبوا مني الرجوع الى مكان الدفن لكن بعد حفر القبر وجدنا ابني (الحي) قد فارق الحياة هو الاخر .. هذه قصة رجل فقد زوجته واثنين من اطفاتله في مشهد ماساوي لا يمكن امامه الا ان تقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. الا لعنة الله على كل الذين جلبوا داعش وسلحوّه ومّولوه واحتضنوه.

 

محرر الموقع : 2017 - 06 - 21