مؤسسة استشارية بريطانية: العراق قادرٌ على تحقيق هدفه بتوسيع طاقة إنتاجه النفطي
    

 ذكرت مؤسسة وود ماكنزي Wood Mackenzie  البريطانية للأبحاث والاستشارات في مجال الطاقة، أن طموح العراق بتعزيز طاقة انتاجه النفطي للوصول الى معدل قياسي بحدود 5 ملايين برميل باليوم، هو أمر " ليس غير واقعي " في وقت يستعد فيه البلد لمرحلة مابعد انتهاء مهلة تقليص معدلات التجهيز التي أوصت بها منظمة اوبك.

ويسعى العراق بحسب تصريحات مسؤولين في وزارة النفط، للوصول بالاحتياطي النفطي الى 170 ملياراً خلال العامين المقبلين، داعياً الشركات الكورية للاستثمار في مشاريع البنى النفطية وبناء الناقلات النفطية.
وقالت مؤسسة وود ماكنزي العالمية التي تتخذ من مدينة ادنبرة في المملكة المتحدة مقراً لها، بأن العراق،  الذي عمل على إعادة تأهيل منشآت صناعته النفطية بعد سنوات من الحروب، قد تعهد بمواصلة توسيع طاقته الانتاجية في الوقت الذي يوقر فيه اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط  أوبك الذي يتم بموجبه تقليص انتاجه لغاية نيسان المقبل.
وحسب قول المؤسسة الاستشارية، فإن البلد يريد أن يكون جاهزاً أما لغاية نهاية موعد الاتفاق أو أن يضغط على شركائه في أوبك لمنحه حرية عدم التقيّد باتفاق التقليص اذا ما قررت المنظمة اتخاذ خيار تمديد مهلة  تقليصات الإنتاج لفترة أخرى.
وكان العراق، الذي يعتبر ثاني اكبر منتج للنفط في اوبك،  قد وافق في شهر تشرين الثاني الماضي، على المشاركة في اتفاق تقليصات الانتاج لوضع حدّ لتخمة السوق العالمية بالتجهيزات النفطية وتحسين اسعار النفط، مؤكداً في الوقت نفسه، بأنه يستحق أن يستثنى من التقليص كونه يعمل على تحسين وضعه الاقتصادي فضلاً عن خوضه حرباً ضد تنظيم داعش.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر تجارية، الأربعاء، إن العراق باع أربعة ملايين برميل من خام البصرة عبر عطاء في بورصة دبي للطاقة، بما في ذلك أول بيع على الإطلاق لخام البصرة الثقيل عبر هذه المنصة. 
وقالوا إن، شركة تسويق النفط العراقية (سومو) باعت شحنة من خام البصرة الثقيل بعلاوة سعرية 1.18 دولار للبرميل عن سعر البيع الرسمي، وشحنة من خام البصرة الخفيف بعلاوة 22 سنتاً فوق سعر البيع الرسمي.ويبلغ حجم كل شحنة مليوني برميل للتحميل خلال الفترة بين 26 و28 آب، والعلاوات السعرية أقل من الصفقات السابقة للشحنات تحميل آب وأقل أيضاً من عطاء الشهر الماضي. واستناداً لوكالة الطاقة الدولية، فإن العراق كان متردداً قبل أن يدعم تمديداً آخر لاتفاق التقليص لمدة تسعة اشهر ينتهي في 25 أيار، وأنه قد نفّذ ما يقارب من نصف التزامه بتقليصات انتاج هذا العام.
وقال ايان توم، كبير محللي الانتاج النفطي في مؤسسة "وود ماكنزي" في مقابلة مع موقع  بلومبيرغ لأخبار الطاقة " مع الأخذ بنظر الاعتبار لطاقة العراق الانتاجية، فإن الاستثمارات الجارية لتطوير بعض حقوله النفطية في الجنوب تجعله اقرب من تحقيق ذلك المعدل الانتاجي.
وأضاف توم بقوله "عند ذلك فإن العراق قد يفكر قبيل نهاية موعد فترة التقليص الممتدة لتسعة اشهر، متى ماسيكون قادراً على استعراض قدرته على انتاج 5 ملايين برميل باليوم ، فإنه قد يلجأ الى حوار مختلف مع اعضاء أوبك. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في 16-5-2017 قال إن، العراق ملتزم بخفض إنتاج النفط لتقليص الفائض في السوق العالمية، كما انه سيدعم تمديد تخفيض الإنتاج بما يتماشى مع أيّ قرار تتخذه منظمة "أوبك".
واتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، في 25-آذار 2017، على تمديد خفض إنتاج النفط لتسعة أشهر إضافية.
المملكة العربية السعودية، المنتج الاكبر للنفط في اوبك، كانت قد اوضحت بأن المنظمة مستعدة حتى لفترات تقليص اطول إذا تفشل الاجراءات الحالية في تخفيض معدل فائض التجهيزات النفطية في سوق النفط العالمية.
واستناداً لمعلومات حصلت عليها بلومبيرغ، فإن العراق كان قد ضخّ في كانون الاول 4.6 مليون برميل باليوم، وذلك قبل أن يدخل موعد تطبيق اتفاق اوبك بتقليص الانتاج حيز التنفيذ.
ويقول المحلل النفطي توم من مؤسسة "وود ماكنزي" الاستشارية بأن عمليات التطوير الجارية في حقول نفط غرب القرنة -1 وحلفاية والزبير قد تذهب بالعراق اكثر " نحو تحقيق سقف الانتاج المنشود البالغ 5 ملايين برميل باليوم ." واستناداً لمؤسسة وود ماكينزي Wood Mackenzie البريطانية للاستشارات وبحوث الطاقة، فإن محاولة الوصول الى معدلات انتاج اكثر من 5 ملايين برميل باليوم، قد تواجهها تحديات اكثر. ويقول توم، هناك عوامل متباينة من عوائق متعددة تكبح محاولة تحقيق ذلك والتي تتراوح من وجود كميات تجهيزات محدودة من المياه لأغراض الحقن لديمومة ضغط  المستودع النفطي، الى شروط العقود " القاسية جداً " التي تحبط رغبة الشركات من الاستثمار .
ويقول توم، إنه في الوقت الذي يوجد فيه برنامج لحفر 30 بئراً نفطية في حقل مجنون، فإن معوقات في منشآت معالجة النفط ستعرقل هذا النمو.
يذكر أن المعلومات التمهيدية لبرنامج التحميل النفطي، كانت قد أظهرت في (العاشر من أيار 2016 الماضي)، عزم العراق تعزيز صادرات حقوله الجنوبية، خلال حزيران الجاري، إلى ثلاثة ملايين و470 ألف برميل يومياً، في رقم يفوق بمئة ألف برميل، المعدل "القياسي" الذي حققه خلال تشرين الثاني 2015، من خام البصرة، مبينة أن ذلك قد يعرض الصنوف المتباينة لذلك الخام لضغوطات الأسعار في السوق الآسيوية.
ومؤسسة وود ماكنزي البريطانية هي مجموعة عالمية لأبحاث واستشارات الطاقة والمعادن والتعدين، تشتهر دولياً بتوريد البيانات الشاملة وخدمات التحليل الكتابي والتوصيات الاستشارية.
عن / Bloomberg   

محرر الموقع : 2017 - 06 - 21