إذا ما زعل عليهم وحش البحر وغضب فلا سلطة ولا مال ولا جاه .
    

 

 

احمد صادق. 

 

هم اليوم يركبون مراكب مختلفة ومتفرقة في بحر هائج فيتنافسون  ويتنازعون ويتصارعون بل ويتقاتلون، الفائز منهم والخاسر، إذا اقتضى الأمر، من اجل السلطة والمال والجاه، ولكنهم في النهاية، إذا ما زعل عليهم وحش البحر وغضب وهو الذي يسمح لهم بركوب هذا البحر الهائج منذ سنوات بعد أن غزاه وسيطر على ثرواته في الأعماق ويسمح لهم بالسرقة منها وهو يعلم بها، وهدد وتوعد أن ينتهوا من تنافسهم وتنازعهم وتصارعهم بل وتقاتلهم، مُلقين بالاتهامات على بعضهم البعض، فائزين وخاسرين، وعلى الآخرين، وإذا لم يتصالحوا ويتفقوا ويبحروا في مركب واحد، كما اعتادوا في كل مرة الإبحار في مركب واحد وتقاسم (الكعكه) بينهم، فلا فضل لفائز على خاسر ولا اعتبار .............، فسوف يخرج لهم وحش البحر هذا من الأعماق البعيدة ويقوم بإغراقهم ومراكبهم كلها، فلا تبقى لهم سلطة ولا مال ولا جاه ولا سرقات من (ثرواته) البحرية. حينها، وهم يرون الموت في الحياة وقد صاروا عراة من كل شيء كما جاؤا، لا سلطة ولا مال ولا جاه، سيتصالحون ويتحابون ويتفقون على الركوب في مركب واحد كما في كل مرة برضاهم أو غصبا عنهم، فلا فائز يتحدث بلغة الفائز ولهجته ويستبق الأحداث (بإصلاحاته) القادمة ولا خاسر يتحدث بلغة الخاسر ولهجته ويستبق الأحداث مهددا ومتوعدا بلهجته بما سيقوم به للحصول على حقه المغدور (تزويرا) ........!

......... إن الوحش وهو في اعماق هذا البحر الهائج يريد من كل ذلك الحفاظ على مصالحه ومنافعه إلى جانب مهمته في مراقبة جيرانه من وحوش البحر القريبين الذين يعملون شيئا فشيئا على التسلل إلى منطقته والسيطرة عليها والنفوذ فيها. إنه يحارب على جبهتين، الأولى، جبهة الفائزين والخاسرين في منطقته، وهي سهلة ويمكن السيطرة عليها بالتهديد والوعيد .....، والثانية جبهة صعبة جدا ولكنه يفكر بالتفاوض مع خصومه فيها من أجل تقاسم السيطرة والنفوذ بينهما على منطقته ولكن عندما ينتهي في المستقبل من التفاوض مع هؤلاء الخصومه على مسألة أخرى تخصهما ...... فاعتبروا يا أولي الألباب!

 

 

 

محرر الموقع : 2021 - 11 - 29